القيادة المشتركة للجيش الحر بدأت توزيع رواتب شهرية على المقاتلين في الداخل السوري

المسؤول المالي في حلب: نعطي كل عنصر 150 دولارا

TT

أعلن مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، فهد المصري، عن بدء توزيع رواتب شهرية أشبه بمبالغ رمزية للمقاتلين على الجبهات في الداخل السوري لإعالة أنفسهم وأسرهم.

وأوضح المصري أن التجربة بدأت في بعض المحافظات، وليس في كل أنحاء سوريا، باعتبار أن أسبابا أمنية لم تسمح بعد بالوصول إلى كل المقاتلين في كل المحافظات، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما نسعى إليه حاليا هو توحيد كامل القوى العسكرية لنتمكن بعدها من تمويل كل الثوار في الأيام المقبلة».

وعن مصادر التمويل، لفت المصري إلى أنها - بمعظمها - من رجال أعمال سوريين، ومن بعض الدول العربية، وقال: «ما يحصل عليه المقاتلون ليس رواتب شهرية بما للكلمة من معنى، بل مبالغ مالية رمزية. ففي حمص مثلا يتقاضى العنصر الذي يعيل أسرة نحو 5000 ليرة سورية (نحو 75 دولار) فيما يتقاضى الفرد الأعزب 3000 ليرة سورية».

ومن داخل حلب، أكد الشيخ عبد الرحمن، قائد لواء حلب الشهباء، لـ«الشرق الأوسط» إن كل عنصر قد سجّل اسمه في لوائح المقاتلين في صفوف الجيش الحر قد تلقى مبلغا قدره 150 دولارا، على أن يكون بمثابة راتب شهري يؤمنه المجلس العسكري لكل مقاتل في مدينة حلب. ونقل عبد الرحمن عن المقاتلين في كتيبته، التي تضم نحو 1000 عنصر، فرحتهم بالمبلغ حتى ولو كان ضئيلا كونه يؤمن بعض حاجاتهم. وأضاف: «لا شك أن هذا المبلغ شكل عنصرا محفزا للمقاتلين، وهو ما أثبتته إنجازاتهم الميدانية في اليومين الماضيين».

وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» مقطع فيديو يظهر الضابط في الجيش الحر عبد السلام الحميدي، والذي عين مسؤولا ماليا في المجلس العسكري الثوري في حلب، يوزع أموالا على الثوار. ولفت الحميدي إلى أن المجالس العسكرية الثورية تهدف من خلال هذا المشروع إلى دعم الثوار المقاتلين في صفوف الجيش الحر وتأمين رواتب شهرية لهم ليتمكنوا من إعالة أنفسهم في بعض المصاريف الشخصية. وقال: «كتجربة أولى نعطي كل عنصر 150 دولارا، والأولوية لمقاتلي الصفوف الأمامية». وقد ظهرت في الفيديو لوائح بأسماء المقاتلين الذين كانوا يطبعون بصمتهم فور حصولهم على المال، وقال أحدهم وقد بدا سعيدا بالمبلغ: «هذا المبلغ مصروف شخصي كما مصروف لعائلتي، وهي المرة الأولى منذ 6 أشهر - أي منذ بدأت أقاتل في صفوف الجيش الحر - التي أتقاضى فيها أجرا محددا».

بدوره، قال مقاتل آخر أصغر سنا إنه، وبعد 3 أشهر على انشقاقه من الشرطة، وبعدما كان يتلقى مصروفه الشخصي من عائلته، بات اليوم يعتمد على نفسه. وأضاف: «هنا في لواء التوحيد لا نحتاج إلى شيء، إذ يصلنا الطعام والشراب.. والآن المال».

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي، أكد أن الجيش الحر لا يوزع الأموال على عناصره باعتبار أنه «لا وجود للأموال أصلا»، لافتا إلى أن الدعم الذي يصل للقيادة يكاد يكون معدوما. وأوضح الكردي أن القيادة المشتركة هي التي توزع الأموال على المقاتلين في الداخل. وأضاف: «نحن نرزح تحت وضع صعب للغاية، حتى أننا نؤمن للمقاتلين وبصعوبة الطعام والماء».