اليمن: قتلى وجرحى في تفجيرات بعدن.. وقتلى في صفوف «القاعدة» بمأرب

مصادر عسكرية لـ «الشرق الأوسط» : وصول شحنة أسلحة أميركية تضم صواريخ وطائرات من دون طيار

جنود يمنيون يقفون بالقرب مدرعة عسكرية لحماية منشآت حيوية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

لقي عدد من العسكريين اليمنيين، أمس، مصرعهم في عدة تفجيرات في دائرة الهندسة العسكرية في عدن، في وقت قتل المزيد من عناصر تنظيم القاعدة في غارة جوية أميركية جديدة بشرق البلاد، في وقت رأس الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي اجتماعا استثنائيا في صنعاء.

وقالت مصادر رسمية يمنية إن 4 من العسكريين قتلوا في انفجارات متعددة داخل الوحدة التنفيذية التابعة لإدارة نزع الألغام في دائرة الهندسة العسكرية، أمس، وأرجعت المصادر الحادث إلى تعامل خاطئ من قبل البعض مع تلك الألغام والمقذوفات التي جرى جمعها من مناطق محافظة أبين التي شهدت العامين الماضيين مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والأمن، من جهة، وعناصر تنظيم أنصار الشريعة أو «القاعدة» وكان مقررا نقلها إلى منطقة دوفس في نفس المحافظة لتدميرها.

وفي التطورات الأمنية، قتل 4 من عناصر «القاعدة» في غارة جوية جديدة، يعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار هي من نفذتها على منطقة الحوي في وادي عبيدة بمحافظة مأرب في شرقي البلاد، عندما كانوا يستقلون سيارة نوع «صالون»، في إشارة إلى أن المستهدفين من العناصر الملاحقة لارتباطها بالعمليات الإرهابية التي تشهدها عدد من المناطق اليمنية.

وجرى، في الآونة الأخيرة، تكثيف العمليات والغارات الجوية على معاقل عناصر تنظيم القاعدة ومناطق تحركاتهم، حيث قتل عدد منهم في غارات مماثلة في محافظة أبين وغيرها من المناطق.

إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية يمنية إن جولة أوسع من الهجمات الأميركية بطائرات من دون طيار، على مواقع مفترضة لقيادات وعناصر تنظيم القاعدة، في اليمن، قد تزيد وتيرتها خلال الأيام المقبلة، مع استمرار وصول طائرات من دون طيار ومعدات عسكرية إلى قواعد عسكرية في اليمن منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وكشفت المصادر التي أخفت هويتها لأسباب أمنية، لـ«الشرق الأوسط»: «طائرة شحن عسكرية أميركية من نوع (c17)، وصلت صباح اليوم (أمس الاثنين) إلى مطار صنعاء، وأفرغت معدات عسكرية، وصواريخ، وطائرات من دون طيار»، فيما فرضت القوات الجوية تشديدات أمنية وانتشرت أطقهما العسكرية بمحيط مطار صنعاء وقاعدة الديلمي العسكرية. وأوضحت المصادر أن هذه المعدات العسكرية تم نقلها عبر طائرات عسكرية يمنية، إلى قاعدة العند الجوية في محافظة لحج جنوب اليمن، وهي أكبر القواعد العسكرية في البلاد، حيث أقامت اليمن مع الولايات المتحدة مركز تحكم وتنسيق عسكري عليها، لملاحقة قادة وعناصر «القاعدة». وتتحالف اليمن مع الولايات المتحدة ضمن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ونجح هذا التعاون في قتل قيادات وعناصر «القاعدة»، التي استغلت الطبيعة الجبلية للبلاد للاختفاء والهروب.

على صعيد آخر، رأس الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، اجتماعا استثنائيا لمستشاريه وعدد من المسؤولين لمناقشة التسوية السياسية القائمة في البلاد، في ضوء المبادرة الخليجية، وحسب مصادر رسمية فإن الاجتماع ركز على المرحلة المقبلة من التسوية والمتمثلة في الاستحقاق الانتخابي، حيث اعتبر هادي أن «ما وصلنا إليه اليوم يعتبر بحق إنجازا رائعا وتجاوزنا فيه عنق الزجاجة وعلينا جميعا أحزابا وقوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وكل القوى الوطنية والشريفة العمل الجاد والصادق من أجل العزم نحو تحقيق الأهداف الوطنية ومتطلبات المرحلة الانتقالية بكل تفاصيلها».

وقالت المصادر إنه جرى الاتفاق في الاجتماع على أن يظل أعضاء اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء من القضاة، كما هو الحال في الوقت الراهن، إضافة إلى أنه جرت «مناقشة مستفيضة حول إنجاز السجل الانتخابي الجديد وبشفافية مطلقة وبما يؤمن لانتخابات نزيهة وخالية من العيوب على أساس أن الرقم الوطني يمثل أيضا أهمية خاصة على مختلف المستويات الإحصائية والصحية والأمنية»، إضافة إلى المضي في «موضوع العمل في السجل المدني بوتيرة أكبر وبصور متوازية مع السجل الانتخابي والعمل بصور سريعة على توفير الموارد المالية والبشرية وبما يمكن من تحقيق النجاحات المطلوبة والإنجاز بصورة قياسية في طريق الوصول إلى الانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط) 2014. وعلى كافة الجهات المعنية بذل أقصى الجهود والتعاون المطلق من أجل هذه الغاية الوطنية الاستثنائية».

في هذه الأثناء، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر مشاوراته ولقاءاته مع مختلف الأطراف اليمنية بشأن استمرار التسوية السياسية، غير أن مصادر جنوبية انتقدت ما يمكن وصفه بتجاهله اللقاء مع الطرف الجنوبي الرئيسي وهو «الحراك الجنوبي»، وقال ملتقى الجنوبيين في صنعاء، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «لاحظ أن مبعوث الأمين العام إلى اليمن قد تواصل مع الأطراف المعنية بصورة كبيرة، باستثناء الحراك الجنوبي حيث اقتصر لقاؤه بهم بصورة مباشرة على لقاء يتيم جرى في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، في الوقت الذي عقد لقاءات متعددة مع الأطراف المتواجدة في صنعاء، على الصعيد العسكري والسياسي، والحزبي، ومنظمات المجتمع المدني».

واعتبر الملتقى أن «عدم التواصل بصورة مباشرة بين السيد جمال بن عمر وممثلي الحراك الجنوبي أحد أسباب وجود ملاحظات على تقاريره المقدمة إلى مجلس الأمن بشأن القضية الجنوبية وبالذات إشارته في تقريره الأخير إلى حراك مسلح دون وجود حراك مسلح على أرض الجنوب، وأن هذه الملاحظات تحتاج إلى التواصل المباشر بين السيد جمال بن عمر والحراك الجنوبي وعدم الاكتفاء بالتواصل عبر التصريحات الإعلامية التي لا تحقق التواصل المطلوب»، على حد تعبير البيان.

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن بن عمر سوف يقضي إجازة العيد في مدينة عدن وأنه ربما يلتقي ببعض ممثلي الحراك الجنوبي هناك.