اتفاق مصري ـ جزائري لمحاربة تسرب السلاح الليبي إلى البلدين

قنديل في الجزائر: نريد إعادة العلاقات الثنائية إلى أفضل حالاتها

TT

كشف سفير مصر لدى الجزائر عن وجود مشروع اتفاق للتنسيق بين البلدين لمكافحة ظاهرة تهريب الأسلحة من ليبيا لكلا البلدين. وتتوفر الأجهزة الأمنية الجزائرية على معلومات تفيد بأن شحنات أسلحة تم تهريبها العام الماضي من ليبيا إلى معاقل الإرهابيين. ويقول الأمن المصري إن بعضا منها وصل إلى أيدي الإرهابيين في سيناء.

وبلغ السفير عز الدين فهمي هذه المعطيات للوفد الصحافي المرافق لرئيس الوزراء هشام قنديل خلال زيارته الرسمية للجزائر، التي بدأت أمس، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، الوكالة المصرية الرسمية، التي أفادت بأن الاتفاق سيتم بحثه في إطار «اللجنة العليا المشتركة»، بين البلدين بالقاهرة مطلع العام المقبل. ويتضمن الاتفاق أيضا تبادل المعلومات حول الإرهاب الذي يهدد الأمن في البلدين.

وأشار السفير المصري، حسب الوكالة المصرية، إلى أن وزير الخارجية محمد كامل عمرو «اتفق خلال زيارته للجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مع الطرف الجزائري، على بدء حوار استراتيجي يعقد بالتناوب بين العاصمتين».

وأكد فهمي أن زيارة رئيس الوزراء هشام قنديل للجزائر «سوف تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، بما لديهما من إمكانات واعدة، وبما يؤسس لتعاون مشترك بينهما في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بالإضافة إلى إقامة مشاريع زراعية تساهم فيها مصر عبر تزويد الجزائر بالعمال الزراعيين، في ضوء توفر الأراضي والمياه بالجزائر، وكذلك التعاون في مجال البنية التحتية خاصة في مجال التشييد والبناء».

وتحدث السفير المصري عن «وجود توجهات داخل الجزائر يتبناها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لزيادة البعثات التعليمية والدينية إلى الأزهر الشريف في مصر، لتعليم الدعاة الجزائريين المنهج الوسطي للإسلام».

وأضاف أن «الرئيس بوتفليقة قرر زيادة التمويل الممنوح لوزارة التعليم الجزائرية المخصص للبعثات التعليمية إلى الأزهر، للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى رغبته في الاستفادة من علماء الأزهر الشريف في جانب الفتوى».

وطالب السفير المصري بإزالة بعض العقبات البيروقراطية في مصر والتي تحول دون نجاح هذا المشروع، موضحا أنه في العام الماضي تقدم 40 طالبا جزائريا للحصول على منح من الأزهر بيد أنه لم ينجح منهم إلا اثنان فقط.

من جهته، صرح رئيس الوزراء المصري أمس للصحافة بأن الهدف من زيارته إلى الجزائر هو «إعادة الدفء والحميمية للعلاقات المتميزة بين البلدين، والتي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ». وقال إنه جاء حاملا رسالة من الرئيس محمد مرسي إلى الرئيس بوتفليقة يهنئه فيها بمرور 50 سنة على استقلال الجزائر (1962)، مشيدا بـ«الدور الجزائري المساند لمصر في حرب 1973». وأضاف أن مباحثاته مع كبار المسؤولين الجزائريين «ستتناول بحث جميع مجالات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية».

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن قنديل قوله للصحافيين الذين تنقلوا معه بالطائرة، إن زيارته «تهدف إلى إعادة العلاقات الثنائية إلى أفضل حالاتها.. إننا نريد أن نستلهم روح ثورة الجزائر التي مر عليها 50 عاما، ونستلهم الروح التي ساندت بها مصر الثورة الجزائرية». وأوضح رئيس الوزراء المصري هشام قنديل أن وفد رجال الأعمال المرافقين له «يريد ترجمة هذه الأهداف على الأرض وإقامة مشاريع مشتركة تقلل من البطالة في البلدين».