أبو مازن منتقدا زيارة أمير قطر لغزة: يجب الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية

غضب في رام الله من التهميش المقصود

TT

انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بشكل غير مباشر، زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، المقررة اليوم، لقطاع غزة، داعيا إلى وحدة الأراضي الفلسطينية.

وقال أبو مازن على صفحته على «فيس بوك»، قبل ساعات من زيارة الشيخ حمد بن خليفة، في انتقاد مبطن: «أؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية وإنهاء الانقسام».

وكان أبو مازن تلقى مساء الأحد اتصالا هاتفيا من أمير قطر أبلغه فيه بنيته زيارة القطاع لافتتاح مشاريع إعادة الإعمار.

وكان لافتا أن أبو مازن رحب بجهود دعم القطاع، ولكنه لم يرحب بالزيارة نفسها. وقال بيان للرئاسة، نشرته وكالة الأنباء الرسمية: «الرئيس رحب بجهود دولة قطر في دعم قطاع غزة، وحث حركة حماس على تنفيذ الاتفاقات الموقعة حفاظا على الحقوق الوطنية ووحدة الصف الفلسطيني مما يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية كافة».

وخلفت زيارة الأمير القطري، الذي سيعلن افتتاح مشروعات لإعادة الإعمار تزيد قيمتها عن 250 مليون دولار، غضبا كبيرا في رام الله، رغم أن الشيخ حمد بن خليفة أبلغ أبو مازن أن زيارته ليست سياسية. وقالت مصادر سياسية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: «إنها خطوة تدعم الانقسام».

ويأتي الغضب الكبير في رام الله بسبب الزيارة التي لم يتم تنسيقها مع السلطة أصلا، ولأنها تدعم التوجه المصري بالتعامل مع غزة بشكل مستقل عن رام الله. وترفض السلطة أي تنسيق مع الحكومة المقالة في غزة، حتى في ما يخص شؤون القطاع.

وانتقد أبو مازن بنفسه التنسيق المصري مع حماس في وقت سابق، وقال إنه لا يعترف بإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة هناك، لا كرئيس للوزراء ولا كرئيس وزراء مقال ولا غيره. وكانت السلطة اشتكت للجامعة العربية من تعامل مصر مع غزة بشكل مباشر، ما يهدد وحدة التمثيل الفلسطيني. وحتى تلقي أبو مازن الاتصال من الأمير القطري كانت القيادة الفلسطينية تتلقى أخبار الزيارة عبر وسائل الإعلام فقط.

وتعتبر القيادة، كما قالت المصادر، أن اتصال الأمير القطري جاء لرفع العتب ومن باب إبلاغ الرئيس وحسب، وليس من باب التنسيق. وأضافت: «أي تنسيق هذا قبل ساعات».

وأكدت فتح أن أبو مازن لا ينوي ولا يفكر في زيارة غزة بصحبة أمير قطر، وذلك ردا على تقارير حول رغبة الأمير القطري ومصر بذلك. وقالت الحركة إن أبو مازن سيزور القطاع وقتما يشاء وليس بدعوة من أحد. وتهميش القيادة وفتح تواصل أيضا في غزة نفسها. وتبادلت حماس وفتح الاتهامات بشأن ذلك.

وقالت فتح في غزة إنها لم تدع لاستقبال الأمير القطري، غير أن طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة هناك أكد أن حكومته «وجهت دعوة رسمية لحركة فتح للمشاركة في استقبال أمير دولة قطر، فردت بالرفض». وأوضح النونو أن الدعوة وجهت لفتح عبر مسؤول العلاقات الوطنية في فتح عاطف أبو سيف، «فأبلغنا اعتذارا رسميا عن المشاركة». ورد أبو سيف قائلا إنها كانت دعوة شفوية وإن فتح ترفض الزيارة ولا ترحب بها لأنها تتجاوز الشرعية.

وأعرب عزام الأحمد القيادي في حركة فتح عن مخاوفه من أن يتم استغلال زيارة أمير دولة قطر إلى قطاع غزة لجهة تعميق الانقسام بين الضفة والقطاع. وقال الأحمد في تصريح مكتوب إنه كان يأمل «أن تتم الزيارة عبر رؤساء الدول».

ونشر ناشطون يدعمون أبو مازن وفتح على «فيس بوك» صورا للأمير القطري بجوار الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس وكتبوا للأمير: «لا أهلا ولا سهلا»، معتبرين الزيارة «استعراضا سياسيا» لا يخفى على الفلسطينيين، بخلاف ما يحدث في القطاع، حيث رفعت صور الأمير في كل مكان.

ومن شأن هذا الخطوة أن تزيد من التوتر بين رام الله والدوحة من جهة، وبين رام الله وغزة كذلك. وجاءت الخطوة بينما جهود المصالحة متوقفة بعد خلافات بشأن وقف حماس عمل لجنة الانتخابات في غزة، وهو الأمر الذي ردت عليه السلطة بعقد انتخابات منفردة للهيئات المحلية، في الضفة فقط، من دون القطاع، السبت الماضي.

وبينما عللت فتح إجراء الانتخابات بضرورة ديمقراطية، وأنه لا يمكنها انتظار حماس للأبد من أجل إجراء انتخابات، وصفت حماس العملية الانتخابية بأنها تكريس للانقسام، وقاطعتها. وخاضت فتح الانتخابات المحلية في مواجهة مستقلين وأحزاب اليسار ومتمردين من أبنائها. وفشلت فتح في تحقيق فوز كاسح كانت تأمل معه في استعادة البلديات التي سيطرت عليها حماس والمستقلين في آخر انتخابات عام 2005. وفازت الحركة في مواقع وخسرت مواقع أخرى، رغم غياب حماس.

وكانت المعركة الأبرز اشتعلت في نابلس، بعد فصل الحركة غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية، والقيادي المعروف فيها، وآخرين، شكلوا قائمة منافسة لقائمة الحركة التي رأسها أمين سر المجلس الثوري أمين مقبول. وحظي الشكعة بـ10 مقاعد بينما حصلت فتح على 5 فقط. وتظهر هذه النتيجة ومعها نتائج مدن أخرى إلى أي حد تفوق المطرودون من الحركة على الطاردين.

وكتب في هذا السياق نبيل عمرو القيادي في الحركة وعضو مجلسها الاستشاري يقول: «إن فتح نافست فتح نفسها وحلفاءها، ولم تنافس أيا من خصومها السياسيين، ومع ذلك كانت النتائج في غير صالح المكانة التاريخية لفتح وقيادتها للمشروع الوطني، في بعض المناطق كادت تتعادل مع عائلات وفي بعض المناطق فازت عليها قوى مطرودة، وفي كل المناطق لم تكن محصلة النتيجة مبشرة بالخير في أمر الانتخابات الرئاسية والتشريعية حين يدخل الجميع إلى حلبة المنافسة».

وأضاف على موقعه على «فيس بوك»: «حيث تدخلت اللجنة المركزية لحركة فتح في تشكيل القوائم وقع فشل ذريع، وحين تدخل الكادر الفتحاوي الذي يعرف مناطقه جيدا وشكل قوائمه كان النجاح المميز».

وأكد عمرو أن «الصراع الداخلي في فتح أدى إلى نجاح المطرودين وفشل الطاردين، وهذه مسألة تستحق التوقف عندها والاستفادة من دروسها». وأردف: «ما حدث في رام الله فحدّث ولا حرج، لقد سقطت القائمة التي كانت تظن أنها أغلقت العداد من اليوم الأول، هذه القائمة هي صورة طبق الأصل عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فيها كل الفصائل وفيها مستقلون والنتيجة تماما كالمحتوى».