مصادر ليبية مطلعة: المتحدث باسم القذافي في جنوب أفريقيا.. وخميس قتل العام الماضي

الجامعة العربية وروسيا تعربان عن قلقهما من تصاعد العنف في بني وليد

قوات مقربة من الحكومة الليبية تستجمع قواها قبيل مواصلة المعركة في مدينة بني وليد أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر ليبية مطلعة أمس إن موسى إبراهيم، المتحدث السابق باسم العقيد الراحل معمر القذافي، موجود في جنوب أفريقيا، وإن خميس نجل القذافي قتل العام الماضي، وذلك بعد نحو يومين من الأنباء التي ترددت حول إلقاء السلطات الليبية القبض على إبراهيم وتوقيف خميس في المعارك الدائرة بمدينة بني وليد الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة طرابلس.

من جانبها، أعربت الجامعة العربية أمس عن قلقها من تصاعد أعمال العنف في المدينة التي لم تخضع بشكل كامل للسلطات الجديدة التي تولت الحكم بعد مقتل القذافي في خريف العام الماضي.

وبعد نحو يومين من تضارب الأنباء بشأن مقتل خميس، أكدت مصادر ليبية عليمة أن خميس قتل بالفعل بتاريخ 9 سبتمبر (أيلول) 2011 في منطقة ترهونة القريبة من بني وليد، وذلك أثناء غارات حلف الناتو الذي كان يساند الثوار ويفرض حظرا جويا على نظام حكم القذافي. وأضافت المصادر أن إبراهيم الذي كان متحدثا رسميا باسم القذافي، والذي ترددت أنباء بشأن إلقاء القبض عليه، موجود في دولة جنوب أفريقيا بصحبة كل من ميلاد الفقي ومفتاح كعيبة المصراتي.

وأشارت المصادر إلى أن الإعلان عن وجود عناصر تابعة للقذافي في بني وليد يأتي في إطار «الحرب النفسية من أجل اقتحام المدينة ولسحق سكانها بكل أنواع الأسلحة بعد حصار دام أكثر من شهرين».

وكان إبراهيم نفى في تسجيل صوتي مزاعم القبض عليه، وقال إنه موجود حاليا خارج ليبيا، دون أن يحدد المكان الذي يوجد فيه.

وأدت إشاعة مزاعم عن توقيف رموز من النظام السابق بمن فيهم خميس، إلى اعتداء متظاهرين غاضبين على مقر البرلمان وعدد من وسائل الإعلام الليبية التي بثت تلك الأخبار التي لم تجد ما يدلل على صدقها.

من جانبها، أعربت الجامعة العربية عن قلقها من تطورات الأحداث في بني وليد. وأعرب الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة أمس عن قلقه البالغ من تصاعد وتيرة أعمال العنف والقتال في المدينة ومما يتردد عن اقتحام مبنى البرلمان الليبي وقناة «ليبيا الحرة» في طرابلس.

ودعا العربي جميع الأطراف الليبية إلى الاحتكام للوسائل السلمية في معالجة النزاعات الدائرة، وتغليب المصالح العليا للشعب الليبي على المصالح الفئوية للميليشيات والمجموعات المسلحة في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة.

وأكد الأمين العام على ضرورة تضافر كل الجهود من أجل وقف جميع أعمال العنف والقتال الدائرة حاليا لتجنيب المدنيين الليبيين المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.

وعبر العربي عن استعداد الجامعة العربية لبذل مساعيها السلمية وجهودها مع مختلف القيادات السياسية الليبية من أجل وقف أعمال العنف، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على ما حققته الثورة الليبية من مكتسبات وحماية وحدة الشعب الليبي وأمنه واستقراره. كما أعربت موسكو، التي ظلت تساند نظام القذافي حتى أيامه الأخيرة، عن قلقها لتطورات الأوضاع في بلدة بني وليد.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أمس أن «المعلومات الواردة من ليبيا، والتي يجب التأكد من صحتها، تشير إلى أن المواجهات التي تدور في محيط بني وليد بين القوى المؤيدة للسلطات الجديدة من جهة وأنصار النظام السابق من جهة أخرى، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح»، من بينهم عدد كبير من المدنيين والأطفال.

وعلى الصعيد الميداني، استمر أمس نزوح مئات العائلات من بني وليد هربا من القتال الدائر حاليا بالمدينة. وتقود قوات «درع ليبيا» التابعة لرئاسة الأركان الليبية عمليات ضد من تسميهم الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في بني وليد. وتحدثت مصادر عن نقل مزيد من الجرحى إلى المستشفيات القريبة من ساحة المعركة. وأعلن مدير مستشفى ترهونة العام، الدكتور عبد الوهاب عبد القادر أن المستشفى استقبل أمس 15 حالة بقسم النساء والولادة، وحالات أخرى بقسم الطوارئ بها إصابات متفاوتة نتيجة أحداث بني وليد، مطالبا وزارة الصحة الليبية بتوفير الاحتياجات اللازمة للمستشفى من المواد والمعدات والأجهزة الطبية، لافتا إلى أن المستشفى يعاني نقصا في العديد من مواد تشغيل الأشعة وبعض المواد لغرفة العمليات به.

وصرح رئيس تحرير ورئيس فريق الإعداد في قناة «ليبيا الحرة» الفضائية، معتز المجبري لوكالة الأنباء المصرية الرسمية أمس أن الإعلام الليبي في خطر تعليقا على اقتحام وتدمير مقر القناة في مدينة بنغازي من قبل متظاهرين ليبيين من أبناء قبيلة ورفلة ومن أبناء بني وليد في وقت متأخر من ليلة أول من أمس والقيام بإتلاف محتوياتها بالكامل بسبب نشر القناة أخبار اعتقال خميس القذافي وموسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية في نظام القذافي.

وأوضح أن القناة ليست مسؤولة عن تلك الأخبار، وأن المسؤول عنها «المؤتمر الوطني الليبي»، لأن عمر حميدان، الناطق باسم المؤتمر الوطني أكد الخبر، وهو ما أفقد وسائل الإعلام الليبية مصداقيتها، وأن قوات «درع ليبيا» أكدت الخبر، وأن حق الرد مكفول للجميع، وليس بالاعتداء على القناة، مشيرا إلى أن هناك مؤامرة حتى يفقد المواطن الثقة في وسائل الإعلام.