أطفال الرستن يشكلون «سريتهم» لإسقاط النظام السوري

يحملون الأسلحة البلاستيكية والخشبية ويرفعون شعار «سنحاكمك يا بشار»

TT

«أنا الثائر أنا الثائر، أنا من يكتب التاريخ أنا من يصنع الحاضر.. أنا العامل أنا الفلاح أنا الجندي والتاجر.. أنا من رستن الأحرار أنا بركانها الثائر».. بهذه الكلمات يعلن أطفال الرستن ثورتهم ضد كل أنواع الظلم والقتل، رافعين بألعابهم - التي أصبحت تقتصر على الأسلحة - شعار الدفاع عن بلدتهم التي هدم النظام منازلها ومدارسها وشرد عائلاتها.

بأسلحتهم البلاستيكية والخشبية المصنوعة يدويا قرروا المواجهة والدفاع عن أنفسهم. من دون خوف أو تردد يتحدث في الفيديو - الذي نشرته «تنسيقية الرستن» تحت عنوان «تشكيل سرية أطفال الرستن» - 8 أطفال عن معاناتهم مستخدمين عبارات تعكس ثورة طفولية، معلنين تشكيلهم سرية تحمل اسم بلدتهم لإسقاط النظام السوري، وهم على ثقة بأنه سيأتي يوم يحاكم فيه رئيسهم بشار الأسد.

يحمل كل منهم سلاحه محددا وجهة استعماله التي تصب كلها في خانة الانتقام لمن رحل، والدفاع عن وطنهم ومستقبلهم. هذا الواقع وإن كان يخرج هذه الطفولة من براءتها ويطرح علامات استفهام حول مستقبل أطفال الثورة، إلا أنه يعكس وبوضوح مدى تلك المعاناة التي يعيشه هؤلاء المشردون تحت وطأتها منذ أكثر من سنة ونصف.

يشرح الطفل، الذي يعرف نفسه بـ«أبو شئام» قائد سرية «أطفال الرستن الأحرار»، عن الهدف الأساسي من تشكيل هذه السرية قائلا: «قصفوا مدارسنا وهدموا منازلنا وقتلوا رفاقنا وأخوتنا وأمهاتنا»، متوعدا بالانتقام وهو يشير إلى عبارة علقت إلى جانبه كتب عليها: «سنحاكمك يا بشار». واللافت أن هؤلاء الأطفال الذين فضل عدد منهم أن يظهروا ملثمين، والذين لا تزيد أعمارهم عن ثماني سنوات، لا يحملون فقط هذه الأسلحة.. إنما يعرفون عن أسمائها بشكل دقيق وعن مهمة كل واحد منهم، من القاذف إلى الرشاش والقناص والقاذف والروسية وغيرها.

وضمن خط الواقع الطفولي الثائر عينه، وفي مقطع فيديو آخر لا يقل معاناة عن الأول، بثته صفحة «تنسيقية الرستن» أيضا، يظهر أطفال آخرون من بلدة الرستن أيضا، يلعبون على أطلال منزلهم وهم يأكلون الخبز اليابس ويشكون معاناة تشريدهم. يرتدون سراويل عسكرية ويجمعون بأيديهم الصغيرة أحجار منزلهم المتطايرة محاولين رصها فوق بعضها البعض لبناء منزل بديل، ويقول أحدهم: «فقدنا بيتنا وألعابنا وثيابنا. نرتدي الملابس نفسها منذ فترة طويلة. لم يعد أمامنا إلا الملاجئ للاختباء تحت سقفها في كل مرة يعود القصف العشوائي ليستهدفنا».