النظام السوري يصعد حملاته في ريف دمشق ويفتح جبهات جديدة في حلب

اختطاف المحامي العام الأول في درعا على يد مجهولين

TT

في الوقت الذي عمدت فيه قوات الأمن السورية بالأمس إلى تصعيد حملتها العسكرية في مناطق ريف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال ناشطون من حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام يستشرس بحملته على المدينة، وهو فتح جبهة جديدة من الشمال حيث تدور اشتباكات عنيفة»، بالتزامن مع إعلان الجيش الحر في مدينة حلب التمكن من قطع جميع طرق الإمداد على قوات النظام في معرة النعمان. وقد أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط نحو 100 قتيل أمس، أغلبهم في دمشق وريفها.

وتحدث المرصد عن وقوع اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة، «بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة». وأوضح المرصد أن المدينة «تتعرض للقصف يرافقه تحليق للطائرات الحربية»، لافتا إلى مقتل مقاتلين ورجلين وسيدة إثر إطلاق نار وقصف على البلدة.

في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) باختطاف المحامي العام الأول تيسير الصمادي في مدينة درعا أمس على يد مجهولين، وقالت الوكالة إن «ستة إرهابيين اختطفوا الصمادي من أمام محكمة البداية المدنية في درعا إلى جهة مجهولة».

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن الصمادي خطف على يد «مسلحين مجهولين»، مشيرا إلى خطف مسؤول آخر من درعا هو عضو قيادة شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، محمود فواز أكراد.

وفي ريف العاصمة، تعرضت بساتين جديدة عرطوز للقصف قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أكد مقتل مقاتلين اثنين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دوما وبلدة جديدة عرطوز. كما قتل جندي منشق خلال اشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق.

ووصف الناشط أحمد الشامي، من مدينة جديدة عرطوز، الوضع بأنه «مزر جدا»، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر «سكايب»: «هناك اعتقالات عشوائية للسكان، كما يتم نهب البيوت وحرقها، ويتم ذلك بشكل فوضوي، فتارة يتم اختيار بيوت ناشطين لنهبها وحرقها، وتارة أخرى يتم ذلك بشكل انتقامي من كل سكان المدينة». وأضاف: «قتل شخصان أمس، كما يوجد 3 جثث في محيط جامع خديجة لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها، وهناك خسائر كبيرة وعمليات تدمير واسعة في شارعي الجلاء والبلدية»، مشيرا إلى «قيام جنود النظام والشبيحة بتصرفات استفزازية في ساحة البلدة»، مؤكدا أنهم «رقصوا وغنوا فوق جثث ضحاياهم مبتهجين بالنصر».

وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن القصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة يشمل جميع أنحاء بلدة حرستا في ريف دمشق، وإن 5 أشخاص تم توثيق مقتلهم، في حين يواصل عناصر الجيش الحر محاولاتهم التصدي لقوات النظام مع تردد أصوات الانفجارات منذ الأحد.

وبينما أفيد بارتفاع عدد القتلى في بلدة الزبداني بريف دمشق إلى 13، استقبل أحد المشافي الميدانية نحو 50 جريحا تم إسعافهم صباح أمس، وقال ناشطون إن القصف العنيف بالدبابات و«الهاون» تواصل منذ الصباح على مدن زملكا وعين ترما بريف دمشق من حواجز جيش النظام المحيطة بالمنطقة.

وكان الناشطون قد تحدثوا ليل الأحد عن عمليات مشابهة في قرى الغوطة الملاصقة للعاصمة دمشق، في حين أكدوا صباحا وقوع انفجار عنيف هز حيي الزاهرة والميدان وسط العاصمة، وذلك بعد يوم من انفجار سيارة مفخخة أمام مخفر للشرطة في حي باب توما الدمشقي، والذي ذهب ضحيته ما لا يقل عن 15 شخصا وفقا لإفادة التلفزيون السوري.

وفي حلب، أفاد المرصد باستمرار القصف على حي الفردوس منذ ثلاثة أيام، وباشتباكات في محيط فرع المداهمة بحي الميدان، بالإضافة إلى اشتباكات متقطعة في حي صلاح الدين ومحيط حي الإذاعة وأحياء حلب القديمة أسفرت عن مقتل مقاتل. وتحدث محمد الحلبي، الناشط من مدينة حلب، لـ«الشرق الأوسط»، عن «استشراس النظام في معاركه في المدينة»، كاشفا أنه «فتح جبهة جديدة من جهة الشمال وبالتحديد من جهة دوار الليرمون حيث تدور اشتباكات عنيفة جدا». وقال: «يمكن الحديث أيضا عن تكثيف عمليات القصف وعن محاولات جديدة لاقتحام المدينة من الجبهة الغربية والشرقية وحتى الشمالية».

وأكد الحلبي أن الجيش الحر لا يزال يسيطر على كل المناطق التي سيطر عليها منذ 4 أشهر، لافتا إلى أن أجزاء واسعة من حي الميدان وحي سليمان الحلبي بالكامل تمكن الجيش الحر من إعادة السيطرة عليها. وقال: «النظام يستخدم مؤخرا وبكثافة راجمات الصواريخ، مما يؤشر إلى شح الأسلحة لديه».

وتتزامن هذه التطورات مع تجدد القصف من الطيران الحربي على بلدة دير حافر بريف حلب، كما قصف جيش النظام مدينة إعزاز، المجاورة للحدود مع تركيا، من داخل مطار «منغ» العسكري. وإلى الشرق من إعزاز، يواصل الجيش النظامي قصفه لمدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار قبل أسبوعين شمال محافظة إدلب، في حين يدفع الجيش الحر تعزيزاته باتجاه مصدر النيران في وادي الضيف القريب من المدينة استعدادا للاشتباك.

وفي هذا السياق، أفاد الناطق الإعلامي باسم شبكة «شام» الإخبارية في إدلب وريفها، أحمد قدور، بأن «الجيش الحر أعلن بدء عملية تحرير وادي الضيف (أكبر معاقل النظام في ريف معرة النعمان في إدلب)، حيث بدأت الاشتباكات منذ الصباح الباكر»، لافتا إلى أن «هذه الاشتباكات تتزامن مع القصف العنيف على الحي الشمالي من المدينة وبعض قرى الريف». وأوضح قدور أن الجيش الحر سيطر على حاجز الكازية في سلقي بإدلب بعد محاصرته أياما عدة، مشيرا إلى أن «هناك معلومات تشير إلى وجود قنابل عنقودية في المدينة ألقتها قوات النظام في وقت سابق». وأضاف أنه «تم العثور على جثتين مجهولتي الهوية في تل شرق مدينة سراقب في إدلب».

وأوضح المرصد أن «النيران شوهدت وهي تشتعل في حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف، وذلك بعد هجوم عنيف نفذه مقاتلون من (جبهة النصرة) ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على الحاجز وعلى معسكر وادي الضيف منذ صباح أمس». وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة أدت إلى «تدمير 4 آليات ومقتل ما لا يقل عن 9 جنود وجرح أكثر من 20 عنصرا من القوات النظامية».

وفي ريف حمص، أوقعت الاشتباكات التي جرت في مدينة القصير بحياة 3 مقاتلين. وأشار المرصد إلى وفاة مقاتل في بلدة تلبيسة، بينما كان يقوم بتجربة صاروخ محلي الصنع.

من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 21 جنديا نظاميا خلال العمليات العسكرية التي تجري في كل من إدلب ودرعا وحلب وحمص وريف دمشق، دون أن يوضح المزيد من التفاصيل. كما عثر الناشطون على جثث 4 قتلى قالوا إنهم أعدموا ميدانيا في مدينة بصرى الشام بريف درعا أثناء اقتحام قوات جيش النظام للمدينة.

إلى ذلك، لفتت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام تشن حملة دهم واعتقالات في منطقة بستان الزيتون في اللاذقية.