واشنطن: مسلحون من سوريا خططوا لهجمات الأردن

مصادر أميركية: ربما يكون انتقاما من النظام السوري

TT

مع أخبار بأنها ربما تكون هجمات انتقامية خطط لها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قالت مصادر حكومية أميركية إن الذين خططوا لهجمات في الأردن على أهداف - منها السفارة الأميركية في عمان - «إرهابيون» لهم صلة بمنظمة القاعدة، وجاءوا إلى الأردن من سوريا. وقالت المصادر إن هذا تطور جديد للحرب في سوريا، ويؤكد الرأي الأميركي بأن حرب سوريا، كلما استمرت وتكثفت، تؤثر على الاستقرار في دول مجاورة وفي كل المنطقة.

ووصفت المصادر الأميركية الخطة، التي أعلنت الحكومة الأردنية كشفها وإفشالها أول من أمس، بأنها «أخطر مؤامرة اكتشفت في الأردن منذ عام 2005»، وأشارت إلى «تصميمها المتطور، والاستخدام المخطط لذخائر كانت مخصصة للمعارضة المسلحة في سوريا».

وقالت المصادر الأميركية إن معلومات الاستخبارات الأميركية أوضحت أن التفجيرات كانت ستشمل، أولا مراكز تسوق ومقاهي، كتكتيك لتحويل أنظار الشرطة والأمن. ثم هجمات ضد أهداف رئيسية تشمل مباني حكومية وسفارات، منها السفارة الأميركية. وقال مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية: «هذه كانت خطة خطيرة، مع إمكانية كبيرة لوقوع خسائر هائلة في الأرواح. ربما ستكون نقطة تحول، لكنها لو وقعت كانت وجهت ضربة موجعة جدا (للاستقرار في الأردن).. وأوضح أن المتآمرين نقلوا كميات كبيرة من المتفجرات من سوريا، وكانوا يريدون جمعها في قنابل عملاقة. وتابع المسؤول: «في الوقت الحاضر، توجد الأسلحة في كل مكان. تتدفق من العراق إلى سوريا، وذهابا وإيابا بين سوريا ولبنان، كلما استمرت الحرب، تحولت إلى أسوأ».

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن آخر ضربة إرهابية رئيسية في الأردن كانت في عام 2005، عندما أطلق نشطاء «القاعدة» هجمات متزامنة ضد ثلاثة فنادق في عمان، مما أسفر عن مقتل 60 شخصا وجرح 115.

وربطت المصادر بين استهداف السفارة الأميركية وتعاون مؤخرا بين القوات الأردنية والأميركية؛ له صلة بالحرب في سوريا.. وأن احتياطات أمنية مكثفة فرضت على القوات الأميركية في الأردن.

وكانت هذه القوات، وهي من فرقة «سبيشال فورسيس» (القوات الخاصة)، أرسلت إلى الأردن كجزء من خطة أميركية لمنع الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام أسلحته الكيماوية والجرثومية ضد المعارضة، ولمنع وقوع هذه الأسلحة في أيدي «إرهابيين». وتجري تدريبات منتظمة مع القوات الأردنية قرب الحدود الأردنية مع سوريا، ويتراوح عدد القوات ما بين مائة ومائتي جندي، ويمكن أن يزيد العدد.

ونقلت المصادر الأميركية أن نظام الأسد كان انتقد هذا التعاون الأميركي الأردني، غير أن هذه المصادر لم تربط بين هذا والتخطيط للانفجارات الذي كشفته الحكومة الأردنية؛ وإن كانت لا تستبعد خطة حكومية سورية لهز الاستقرار في الأردن، خاصة بسبب «سوابق تاريخية عن عداوات» بين البلدين.

وذلك في إشارة إلى أحداث أواخر الستينات، عقب الخلاف بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية.. حيث دعمت سوريا الفلسطينيين ضد الأردن. وفي سبتمبر (أيلول) سنة 1970. أرسلت سوريا فرقة مدرعة إلى الأردن لتعزيز القوات الفلسطينية التي كانت تتعرض للهجوم من قبل قوات الملك حسين، ثم أعلنت سوريا قطع العلاقات الدبلوماسية مع الأردن. ولم تنسحب القوات السورية إلا بعد أن أعلنت إسرائيل أنها ستعلن الحرب على سوريا.