السفير السوري ينفي تورط بلاده في اغتيال الحسن

اتهم إسرائيل وجهات تكفيرية في العملية

TT

نفي السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، تورط بلاده في عملية اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، معتبرا أن سوريا «مشغولة بأوضاعها الداخلية». وقال السفير علي بعد زيارته أمس وزارة الخارجية اللبنانية إنه أبلغ الوزير عدنان منصور «استنكار وإدانة سوريا للحادث الإجرامي والمروع الذي وقع في الأشرفية الأسبوع الماضي، وذهب ضحيته العميد وسام الحسن ومرافقه وسيدة لبنانية». وقال: «تركز حديثنا على أن أمن البلدين متكامل، وبالتالي الضرورة تقتضي اليوم أكثر من أي يوم، التنسيق بين الجيشين والجهات الأمنية على الحدود للتكامل ومنع الأهداف التي يسعى إليها العاملون على إذكاء الفتنة في المنطقة، وليس في سوريا ولبنان فقط. لذلك يجب أن تفوت الفرصة على المخططات الصيهونية والغربية والتي تستهدف تفجير المنطقة من داخلها عبر تغذية أفكار متطرفة تكفيرية واستغلال ثغرات في البنية الداخلية لأي بلد، لكي ينفذ منها العدو الصيهوني والأطماع الغربية للاستيلاء على ثروات المنطقة، وبتقديري أن الوعي كبير في لبنان وسوريا وما يجري اليوم من تثبيت للأمن في الداخل اللبناني يشكل عنصر اطمئنان لسوريا التي تحرص على أمن لبنان، لأن فيه مصلحتها وامتدادا وتقوية لأمنها، وسوريا على الدوام حريصة على أخوة كاملة وتعاون وثيق وعلى كل ما يضمن أمن الشعب اللبناني، لأنه شعب توأم وشقيق وصديق».

وأضاف: «نحن متفائلون بمستقبل سوريا التي تخرج من هذه المحنة التي تعاون فيها كل القوى الشر في العالم لتمزيقها وإضعافها وإلغاء دورها، وقد فوجئوا بقوتها ووحدة مؤسساتها والرؤية التي تشخص الأمور تشخيصا دقيقا لدى القيادة والجيش والشعب السوري بشرائحه المختلفة. لذلك سوريا على بوابات مخارج تفاجئ كل الذين تربصوا بها، لأنها تشخص مشكلتها وأزمتها وتسمي كل الذين يعملون ضدها وشعبها بكل أطيافه». واعتبر علي أن الاتهام بتورط بلاده في العملية «اتهام سياسي سبق لسوريا أن حذرت منه ونبهت إليه، لأن لا مصلحة فيه للبنان ولا لسوريا ولا للعلاقة الأخوية بين البلدين». وقال: «إن سوريا مصلحتها استقرار لبنان، وتدين كل الاغتيالات، وهي مشغولة بأزمتها الداخلية ومواجهة المخططات التي يشارك فيها رجالات الاستخبارات في أوروبا والعالم وفي الإقليم، ومشغولة بإنقاذ هذا الوطن مما يراد له من أذى كبير، لذلك هذا الكلام مؤسف ويفترض بالذين يقولونه أن يقفوا أمام مرآة ضمائرهم، وهم يدركون أن سوريا لا علاقة لها بهذا الحادث الإجرامي.

بل هي دانته وتدينه وتقدم العزاء لكل أسر الشهداء ولكل لبنان، وتتمنى له خلاصا من كل ما يراد له من أذى».

وأكد السفير علي أن «إسرائيل هي المستفيدة من عملية الاغتيال». وأضاف: «نحن نتهم أيضا بعض القوى التكفيرية التي لا ترى بعيون صحيحة، وترى في الفوضى مصلحة لها، وهي أعلنت هذا الأمر، ولا تخفي ذلك على مواقعها الإلكترونية، وفي كل مجال تسعى إلى إمارات إسلامية وتفكيك المنطقة وتدميرها، والسلوك الوحشي الذي يقومون به وينشرونه على وسائل الإعلام. هذا بالتالي يشكل عنصر إدانة واضحا، ولا يحتاج إلى تفسير أو كبير تأويل. هؤلاء لهم مصلحة، والذين يطمعون في الغاز والنفط وثروات المنطقة لهم مصلحة في أن تضعف بنية الدول وأن تتفكك وأن يكونوا مسيطرين على المنطقة ويتقاسموا ثرواتها».