مباحثات مصرية ـ قطرية لتعزيز التعاون بين البلدين

كارتر: مرسي ملتزم بكامب ديفيد.. ولا يرغب في تعديلها من جانب واحد

الرئيس المصري محمد مرسي لدى لقائه الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطرأمس في القاهرة (أ.ف.ب)
TT

أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الذي يزور القاهرة حاليا أن الرئيس المصري محمد مرسي لديه مقترحات لتعديل معاهدة كامب ديفيد المبرمة مع إسرائيل منذ عام 1979، غير أنه لا يرغب في القيام بذلك من جانب واحد. وأضاف كارتر، الذي رعى معاهدة كامب ديفيد عند توقيعها، أن مرسي أكد له أن مصر ستلتزم بالمعاهدة. ولم يصدر عن الرئاسة المصرية حتى إعداد هذا التقرير أي تعليق على ما قاله كارتر، وبثته عدة مواقع عربية وغربية على الإنترنت أمس. يأتي هذا في وقت غادر فيه أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مصر أمس بعد لقاء مع مرسي، حيث قال هشام قنديل، رئيس الحكومة المصرية إن الجانبين بحثا التطورات في المنطقة وتعزيز العلاقات بين البلدين.

واستقبل الرئيس مرسي أمس أيضا جيمي كارتر ووفد منظمة الحكماء الدولية التي يعمل من خلالها منذ عدة سنوات وتضم عددا من قدامى السياسيين في العالم. وأضاف كارتر، في التصريحات المنسوبة إليه، أن الرئيس المصري لديه «مقترحات بشأن تغييرات، وقال لي ذلك ولكنه يفهم كذلك أن أي تعديل في المعاهدة يجب أن يقره الطرفان، وإذا تم تعديل بشكل أحادي من جانب مصر أو إسرائيل فإن المعاهدة ستدمر».

وكان مرسي، وحزب الحرية والعدالة الإخواني، الذي ينتمي إليه، قال في أكثر من مناسبة إنه سيحترم كل الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر، وهو ما يعني الالتزام بمعاهدة السلام مع إسرائيل. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي قال ياسر علي، المتحدث باسم الرئيس المصري إنه «لا حاجة في الوقت الراهن لتعديل اتفاق كامب ديفيد».

وتحدث مسؤولون مصريون أكثر من مرة لكن بشكل غير رسمي عن قضية تعديل اتفاقية كامب ديفيد التي تقيد انتشار الجيش المصري في سيناء المجاورة لإسرائيل، خاصة بعد أن قام من يعتقد أنهم متشددون إسلاميون بقتل 16 من قوات حرس الحدود المصري الشهر قبل الماضي. وتتخوف إسرائيل من تزايد نشاط الجماعات الجهادية على الحدود، وتقول إن متشددين هاجموا إسرائيل من قبل انطلاقا من سيناء، وهو ما يجعل المصريين يتحدثون عن ضرورة تعديل الاتفاقية من أجل تمكينها من فرض السيطرة الأمنية الكاملة على الحدود. وبدأ الجيش المصري منذ أغسطس (آب) الماضي بالاتفاق مع إسرائيل شن عملية واسعة في سيناء لملاحقة الخارجين عن القانون، ما زالت مستمرة. على صعيد متصل أجرى مرسي أمس مباحثات بمقر رئاسة الجمهورية في القاهرة، مع الشيخ حمد. وتناولت المحادثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والاستثمارات بين البلدين، والتشاور بشأن كثير من القضايا العربية والإقليمية. وأعلن هشام قنديل رئيس الوزراء المصري أن أمير قطر وعد بضخ الاستثمارات القطرية التي تم الاتفاق عليها من قبل وتبلغ 18 مليار دولار فورا لإقامة عدد من المشاريع في شرق بورسعيد ومنتجع سياحي على البحر المتوسط.

وأضاف قنديل عقب القمة المصرية القطرية بين الرئيس مرسى والشيخ حمد أنه تم بحث بعض التسويات في مواضيع الأراضي الخاصة برجال الأعمال القطريين، وسيتم دفع الاستثمارات بصورة فورية كما وعد أمير قطر، مشيرا إلى وجود محادثات مصرية قطرية الآن فيما يخص استيراد الغاز لتغطية احتياجات السوق المصرية.

وغادر الشيخ حمد القاهرة بعد ظهر أمس، بعد أن كان قد زار قطاع غزة، انطلاقا من الأراضي المصرية، لوضع حجر الأساس لمشاريع إعادة إعمار في القطاع تمولها قطر.