بعد المناظرات.. أوباما ورومني يعودان إلى الميدان

المتسابقان يجوبان الولايات غير المحسومة وتصريح حول الإجهاض يحرج المرشح الجمهوري

رومني يحيي مؤيديه خلال تجمع انتخابي في موريسون بكولورادو مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يجوب المرشحان؛ الرئيس الأميركي باراك أوباما، والجمهوري ميت رومني البلاد لكسب تأييد الولايات التي لم تحسم قرارها بعد.

وفور انتهاء المناظرة الثالثة والأخيرة، استأنف المرشحان اللقاءات الانتخابية على أمل حصد أكبر قدر من التأييد بين الأميركيين الذين لم يقرروا موقفهم بعد. وفي تجمع في هندرسن بولاية نيفادا، قال رومني إن حملته هي التي تتمتع بالزخم وإن المناظرات أعطتها «دفعا كبيرا» وجعلته أقرب إلى النصر. وأضاف أن حملة أوباما أشبه بسفينة «تتسرب إليها المياه بينما نحن ماضون قدما بأقصى سرعة». وكان رومني يرد بذلك بوضوح على تعليق لأوباما خلال مناظرة الاثنين ردا على انتقاد من رومني بأن حجم سلاح البحرية الأميركية يتضاءل. وسخر أوباما آنذاك من رومني قائلا إن التعاطي مع القوات المسلحة لا يمكن تشبيهه بلعبة معركة السفن الحربية «باتلشيب».

واستمر أوباما على النبرة الساخرة نفسها الثلاثاء عندما حذر حشدا في فلوريدا من إعطاء الثقة لمنافسه «المتهور» والمراوغ. إلا أن رومني بدا متفائلا جدا وقال خلال جولاته لاستمالة ولايتي نيفادا وكولورادو من معسكر أوباما إنه هو من يمثل التغيير، مضيفا أن ترشيح أوباما «استمرار للوضع الحالي، ورسالته دعوة لمواصلة السياسات المتبعة في السنوات الأربع الأخيرة. ولهذا السبب حملته تتراجع بينما نحن نزداد زخما». وكرر التعليق نفسه في وقت لاحق الثلاثاء في كولورادو عندما انضم إليه مرشحه لنيابة الرئاسة أمام حشد من 12 ألف شخص في مسرح «ريد روكس» قرب دنفر. وقال رومني في التجمع الذي اعتبر من الأكثر ضخامة خلال حملته: «نحن في الميل الأخير الآن، وأعتقد أن سكان كولورادو سيحملوننا إلى خط النهاية».

وبعد مناظرة الاثنين، بدأ رومني جولة تقوده إلى عدد من الولايات منها آيوا وأوهايو وفرجينيا، بينما تشمل جولة أوباما أوهايو وآيوا وكولورادو نيفادا وفلوريدا وفرجينيا. وصرح أوباما من أولى محطاته في أوهايو، التي يمكن أن تكون الولاية الحاسمة في نتيجة الانتخابات، أمام حشد من 9500 شخص بمشاركة نائبه جو بايدن: «أعتمد على العمال الأميركيين، وعلى الصناعة الأميركية، وسأعيد الكرة لأن الرهان كسب في أوهايو والولايات المتحدة بشكل كبير».

وباشرت حملة أوباما تقديم عرض تفصيلي عن برنامجه لولاية ثانية، وذلك ردا على انتقادات متكررة من رومني للرئيس حول فشله في طرح خريطة طريق واضحة للسنوات الأربع المقبلة. وسيتم توزيع برنامج أوباما المفصل للولاية الثانية في الولايات التي تشهد تنافسا عبر البريد العادي والإلكتروني وباليد وعبر الدعايات. وسيتم طبع قرابة 3.5 مليون نسخة بالإضافة إلى توفر البرنامج على الإنترنت. ويركز البرنامج على إيجاد وظائف جديدة والاستثمار في قطاع التكنولوجيات الحديثة والتربية مع التركيز على ما يسميه أوباما «الوطنية الاقتصادية الجديدة».

في غضون ذلك، حاول رومني أن ينأى بنفسه أمس بعد تصريحات حول الاغتصاب أدلى بها مرشح جمهوري لمجلس الشيوخ أثارت انتقادات حادة. وكان المرشح عن إنديانا ريتشارد موردوك قال خلال نقاش مساء أول من أمس إن الحياة تبدأ منذ التكوين وإنه يعارض أي لجوء إلى الإجهاض باستثناء عندما تكون حياة الأم في خطر. وقال موردوك: «لقد سألت نفسي مطولا لكنني أدركت أن الحياة هبة من الله وأنها لو بدأت في ظروف مروعة مثل الاغتصاب فإنها نتيجة لمشيئة الله». وحاول فريق رومني النأي عن هذه التصريحات، وقال المتحدث باسم الحملة آندريا سول إن «الحاكم رومني يختلف مع تصريحات ريتشارد موردوك، وهي لا تتوافق مع مواقفه حول الموضوع». وكان رومني أعرب عن معارضته للإجهاض إلا في حالات الاغتصاب أو السفاح أو عندما تكون حياة الأم في خطر. وفي الوقت الذي يشهد فيه السباق الرئاسي تنافسا شديدا، فإن أصوات النساء في ولايات أساسية لم تقرر موقفها بعد يمكن أن يكون عاملا حاسما في الانتخابات، كما أن خلافا جديدا حول الإجهاض يمكن أن يحول تركيز رومني عن الاقتصاد الأميركي المتباطئ.

إلى ذلك، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي جان مارك أيرولت أمس عن أمله بإعادة انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة. وردا على سؤال لإذاعة «فرانس إنتر» العامة بشأن المنافسة بين أوباما ورومني، أجاب أيرولت أنه لو كان مواطنا أميركيا لكان انتخب أوباما «من دون تردد»، مضيفا: «حتى لو كنا نتوقع من الولايات المتحدة ربما، في عدد من المواضيع، الجرأة». وتابع: «إذا أعيد انتخاب أوباما، آمل - كما آمل في الانتظار بأي حال أن تتحمل فرنسا وأوروبا مسؤولياتهما - (أن يعالج) المسألة المهمة جدا المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني». وهذا الموقف الفرنسي من الانتخابات الأميركية يشاطره فيه قسم كبير من الرأي العام العالمي، بحسب استطلاع للرأي نشرته أمس هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وتظهر الدراسة التي أجراها خلال الصيف الماضي «معهد غلوب سكان/ بي آي بي إيه» في 21 بلدا، أن شعبية باراك أوباما مرتفعة في الخارج. وتصدرت فرنسا الدول المعجبة بأوباما؛ حيث حظي بتأييد 72% من السكان، بينما كانت باكستان الدولة الوحيدة التي فضلت عليه رومني.