الخراف والعجول تغزو شوارع القاهرة.. لكن أسعارها مرتفعة

مصريون يرفعون شعار «الشعب يريد أضحية العيد»

TT

تحولت كثير من شوارع القاهرة إلى سوق كبيرة لبيع الخراف والعجول والماعز.. تجارة تبحث عن مشترين قادرين على ذبح الأضاحي في أول أيام العيد. ولا تختلف مثل هذه المشاهد في الأحياء الراقية عن مثيلتها في المناطق الشعبية، رغم ما تسببه من مخلفات الأعلاف والروث، إضافة إلى إعاقة حركة المرور المزدحمة أساسا خاصة مع اقتراب العيد.

هنا، وبين ناصية وأخرى، ترى «الشادر» منصوبا، وهو عبارة عن حواجز توضع بداخلها الأغنام أو الماعز أو العجول. ولا يحتاج الشادر إلى أكثر من مساحة على الرصيف فيها التاجر خرافه، التي تتزايد يوما بعد يوم لتبلغ حركة البيع والشراء ذروتها. وأغلب هذه الشوادر مقامة دون ترخيص من السلطات المحلية، إلا أن أصحابها يعتمدون على سياسة الأمر الواقع، رغم حملة الرئيس المصري محمد مرسي لتنظيف الشوارع تحت شعار «وطن نظيف».

وتقول الحاجة نادية عبد الله صاحبة أحد الشوادر في منطقة عابدين القريبة من مقر الحكم الرسمي بوسط القاهرة: «كل عام اعتدت أن أقف في الشارع الجانبي وأصنع شادرا أضع فيه الخراف لبيعها لزبائني الذين اعتادوا على مكاني هنا». وتوضح أن نصب الشادر يبدأ في الأسبوع الأخير من شهر ذي القعدة، ويستمر حتى ثالث أيام عيد الأضحى، وتضيف: «لا أتسبب في تلويث البيئة فالعمال عندي يقومون بتنظيف مخلفات الخراف أولا بأول».

ويقول عمرو سيد، وهو جزار يحتل رصيفا كاملا طوله أكثر من 300 متر بمنطقة بولاق أبو العلا غرب القاهرة: «لم أستخرج ترخيصا من أي جهة، فهذا هو الموسم بالنسبة لنا، وقد اعتدت على ذلك كل عام». ويقسِّم عمرو، أو «المعلم عمرو» كما يناديه زبائنه وعماله، الرصيف إلى ثلاثة أقسام يفصل بين كل منها مجموعة من الحبال.. القسم الأول للعجول، والثاني للخراف، والثالث للجديان.

يضف عمرو قائلا: إن «الخروف المتوسط الحجم يبدأ سعره من ألفي جنيه بينما يتجاوز سعر الخروف الكبير ثلاثة آلاف جنيه، والعجل يبدأ سعره من عشرة آلاف جنيه».

ويوضح أن الإقبال هذا العام على شراء الأضاحي أقل من الأعوام الماضية بسبب ارتفاع الأسعار، مضيفا: «ما باليد حيلة.. الأعلاف ارتفع سعرها، وكذلك السولار الذي تستخدمه سيارات نقل الخراف من مناطق تربيتها إلى القاهرة، هذا إن وجد السولار أصلا، كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع الأسعار».

أما خالد عبد الله، موظف، فقد اصطحب أطفاله لالتقاط الصور مع الخراف في الشادر. ويقول: «لا أملك ثمن شراء أضحية هذا العام لأن الخروف من الحجم المتوسط يبلغ سعره نحو 2500 جنيه (نحو 400 دولار) بعد أن كان سعره قبل عامين فقط لا يتجاوز 1500 جنيه، لذلك اصطحبت أطفالي لالتقاط الصور مع الخراف حتى أجعلهم يشعرون بفرحة العيد، وسأشتري لهم 2 كيلوغرام من اللحم المستورد رخيص الثمن».

ويضيف قائلا: «لا أعلم ماذا سنفعل العام المقبل.. الأسعار في تزايد، وأنا عندي طفلان وأحتاج لنحو 2500 جنيه شهريا للإنفاق على بيتي في حين أن دخلي لا يتجاوز 800 جنيه (120 دولارا) شهريا».

أما أحمد عبد الرحيم، موظف أيضا، فيقول: «اعتدت كل عام أن أشارك أشقائي في ثمن عجل نشتريه جميعا ونقسمه علينا، ولكن هذا العام فوجئنا بأن سعر العجل ارتفع ووصل بعضها إلى 14 ألف جنيه وهو ما جعلنا نصرف نظر عن تلك الفكرة هذا العام».

ويقول: «اضطررت لشراء لحم مذبوح.. وجدت أن سعر الكيلوغرام الواحد يتراوح بين 70 و85 جنيها، وهو ما جعلني أقلص الشراء إلى أقل حد ممكن»».

وفي بعض المناطق الشعبية في جنوب القاهرة، حيث يعتمد الغالبية هناك على شراء اللحم، تجد الشعار المرفوع هو أن «الشعب يريد أضحية العيد»، بعد أن حال ارتفاع الأسعار دون القدرة على شراء الخراف أو الجديان، أو حتى المشاركة مع آخرين في ثمن عجل.