اليمن: المبعوث الأممي يبدأ سلسلة مشاورات بشأن «القضية الجنوبية»

عودة 6 سجناء يمنيين من العراق.. ومنظمة حقوقية: 16 ما زالوا هناك

TT

قالت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، بدأ إجراء مشاورات مع بعض الأطراف السياسية في المعارضة اليمنية الجنوبية بالداخل، أو كما تسمى «الحراك الجنوبي»، في سياق فترة قضائه لإجازة عيد الأضحى في اليمن، وفي السياق نفسه إجراء مباحثات مع مسؤولين محليين في محافظة عدن بشأن ما تسمى«القضية الجنوبية».

والتقى، أمس، بن عمر في عدن مدير الدائرة السياسية في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، علي هثيم الغريب، بعد طلب من الأول، وقال الغريب لـ«الشرق الأوسط» إن «أهم ما طرح في اللقاء هو تمسكنا نحن، وهو تمسك وطني، بمسألة التفاوض بين الشمال والجنوب تحت رعاية دولية». وأضاف أنهم طرحوا للمبعوث الدولي أنه «لا معنى لمسألة حوار وطني، لأن الحوار الوطني خاص بالجمهورية العربية اليمنية (الشطر الشمالي سابقا)».

وأضاف الغريب: «نحن نطالب المجتمع الدولي بأن يضع قضية الجنوب في محل اهتمام، وأن يضعها طرفا رئيسيا في مسألة الحوار مع الطرف الشمالي». وحسب القيادي في الحراك الجنوبي، فقد تطرق بن عمر إلى القضية من حيث إنه «يمكن أن يكون هناك حوار بين الطرفين، الشمالي والجنوبي وبنسبة 50 في المائة للجنوب و50 في المائة للشمال، لكننا رفضنا مثل هذا الطرح، وقلنا له إن الذي يمثل الجنوب هي مكونات الحراك الجنوبي (فصائله) وليس الجنوب ككل، لأن الحراك الجنوبي هو الممثل الشرعي لشعب الجنوب بكل مكوناته، وليس مكونا واحدا، ومطلبنا أن يكون الحراك هو الممثل الشرعي للقضية الجنوبية».

وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن مكتب بن عمر طلب مقابلة حسن باعوم، الزعيم الروحي ورئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي، ونائبه صلاح الشنفرة، إضافة إلى الغريب، غير أن باعوم والشنفرة لم يتمكنا من الحضور لعدم وجودهما في عدن، وكلف باعوم الغريب بالجلوس مع بن عمر ومناقشة أجندة المبعوث الأممي، خاصة بعد المؤتمر الذي عقده المجلس الأعلى للحراك، الشهر الماضي، في مدينة عدن.

وقال جمال بن عمر أمس في مؤتمر صحافي عقب لقائه بمحافظ عدن، إن «القضية الجنوبية هي أهم نقطة في جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل» الذي يتم التحضير له بصورة واسعة النطاق لانعقاده وحل كافة الإشكالات بين الأطراف السياسية اليمنية في ضوء التسوية السياسية القائمة في اليمن.

ووجهت أطراف جنوبية يمنية في العاصمة صنعاء، نداء إلى بن عمر من أجل الالتفات إلى «الحراك الجنوبي» في مشاوراته التي يجريها في اليمن بشأن التسوية السياسية، باعتبار الحراك عنصرا رئيسيا في المعادلة السياسية في ضوء ما نصت عليه المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن.

وقال القبطان سعيد يافعي، وزير النقل اليمني الأسبق رئيس المجلس التنفيذي للملتقى التشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث الأممي يبذل جهودا كبيرة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني مع كافة الأطراف، باستثناء طرف واحد وهو «الحراك الجنوبي»، وإن «المبادرة الخليجية التي هي الأساس لكل الجهود على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ذكرت في آليتها التنفيذية، بشكل مباشر، أن الحراك الجنوبي هو المعني بالأمر عندما يتم الحديث عن القضية الجنوبية».

وأضاف القبطان يافعي أن «بن عمر تحدث مع كافة الأطراف، سواء في حكومة الوفاق الوطني، أو الأطراف السياسية، أو منظمات المجتمع المدني»، لكن العنصر الأساسي فيما يجري وهو الحراك الجنوبي لم يتحدث إليهم ولم يزرهم سوى مرة واحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ومن المقرر أن يعقد، في وقت لاحق من العام الجاري، مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي نصت عليه المبادرة الخليجية، غير أن المعضلة الأساسية تكمن في إقناع الحراك الجنوبي والحوثيين بالمشاركة في المؤتمر وبحث الأجندات الخاصة بهما على طاولة المؤتمر.

إلى ذلك، اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية عددا من اليمنيين العائدين من العراق، وقالت مصادر في مطار صنعاء الدولي لـ«الشرق الأوسط» إن جهاز الأمن القومي (المخابرات) الممسك بزمام الأمور في المطار، اعتقل عددا من الأشخاص يقدر عددهم بـ6 فور عودتهم عبر رحلة جوية.

وذكر عبد الرحمن برمان رئيس منظمة هود لحقوق الإنسان أمس أن 16 سجينا يمنيا في السجون العراقية لا يزالون ينتظرون الإفراج عنهم منذ سنوات، من بينهم طفلة، بالإضافة إلى يمنية تزوجت «أبو أيوب المصري» زعيم «القاعدة» في العراق.. وأوضح برمان أن المعتقلين الستة الذين رحلوا أمس إلى اليمن ليس لهم علاقة بالتنظيمات الإرهابية، لأنهم ذهبوا إلى العراق عام 2003 أثناء الغزو الأميركي للعراق، وقد تمت محاكمتهم بتهمة دخول الأراضي العراقية بطريقة غير شرعية، وليس لكونهم على صلة بالتنظيمات الإرهابية.