نتنياهو وباراك وليبرمان يهددون باجتياح قطاع غزة

الجيش الإسرائيلي يقلص تدريباته الكبرى مع أميركا بعد التصعيد

TT

وجه القادة الإسرائيليون تهديدات صريحة باجتياح قطاع غزة، بدعوى الرد على العمليات المسلحة وإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه البلدات الإسرائيلية الجنوبية. وأعلنوا أن إصابة الضابط الإسرائيلي بجراح بليغة جراء انفجار عبوة ناسفة، لن يبقى من دون عقاب لحركة حماس، رغم التقديرات الاستخبارية القائلة إن هذه الحركة غير معنية بالتصعيد مع إسرائيل.

وقال نتنياهو، أمس، خلال زيارة له إلى موقع نصب إحدى بطاريات صواريخ «القبة الحديدية» المنتشرة بالقرب من مدينة عسقلان: «نحن لم نختر هذا التصعيد ولم نبادر إليه ولكن إذا ما استمر فنحن جاهزون لشن عملية أوسع وأعمق بكثير». وهدد بالعودة إلى سياسة تنفيذ الاغتيالات بحق قادة حماس، قائلا: «على أي حال سنواصل إحباط العمليات الإرهابية ضدنا وعلى من ينوي أن يعتدي على مواطني إسرائيل أن يعلم أن دمه في رأسه».

وأضاف نتنياهو أنه قرر تبني التوصيات التي قدمها وزيرا الدفاع والجبهة الداخلية، إيهود باراك وآفي ديختر، باستكمال توفير الحماية لمواطني الجنوب. وتابع: «كما تعلمون نتمتع بحماية حتى مدى 4.5 كيلومتر من الحدود مع قطاع غزة ونتمتع بحماية ابتداء من مسافة 7 كيلومترات من الحدود من خلال منظومة (القبة الحديدية) وسنستمر في نشر بطاريات أخرى لهذه المنظومة التي تعمل بشكل رائع. وفي المنطقة التي تقع بين المنطقة التي تتمتع بالحماية الكاملة والمتوفرة في المناطق التي تبعد 4.5 كيلومتر من القطاع والمنطقة التي تبعد 7 كيلومترات منه وتتم حمايتها بواسطة القبة الحديدية، توجد منطقة تتم فيها حماية مؤسسات التعليم فقط. واتخذت اليوم قرارا بتوفير الحماية لكل هذه المنطقة ومن خلال ذلك سنستكمل توفير الحماية لمواطني الجنوب. وفي طريقي إلى هنا أجريت مكالمة مثيرة جدا للعواطف مع مرغاليت، والدة النقيب زيف شيلون، الذي أصيب أمس بجروح خطيرة على الحدود مع غزة. وقلت لها إننا سنبذل قصارى جهودنا من أجل تقديم المساعدة للنقيب لإعادة تأهيله وأود أن أنقل باسم جميع مواطني إسرائيل تمنيات الشفاء العاجل له. يا زيف – كن قويا وكل الشعب يعانقك».

وهدد باراك، بعد ظهر أمس بعملية اجتياح، رغم التقارير الإسرائيلية التي أفادت بأن إطلاق الصواريخ قد توقف من غزة، بعد الغارات الخمس التي نفذتها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. فقال إن جيشه لا يزال في حالة تأهب تحسبا لتجدد إطلاق الصواريخ. وأضاف إن «إسرائيل لن ترتدع عن القيام بأية عملية من أجل إعادة الهدوء إلى الجنوب». وأوضح، خلال مقابلة له مع الإذاعة الإسرائيلية أنه سيتم القيام بعملية برية إذا اقتضى الأمر ذلك. وتابع: «الوضع جيد في الجنوب بالمقارنة مع الماضي، وهناك إنجازات كبيرة في الحرب على الإرهاب، ولكن حقيقة نجاح المنظمات الإرهابية بين الفينة والأخرى في إيقاع أضرار وإزعاج المواطنين، يتطلب القيام بعملية أخرى».

وقال باراك: «التطورات في المنطقة كلها غير مشجعة، ومن مصلحة إسرائيل خفض التوتر قدر الإمكان». كما شدد على أن «إسرائيل هي الدولة الأقوى في الشرق الأوسط»، وفي الوقت نفسه اعترف باراك بأن أحد أسباب التوتر هو الجمود في مفاوضات السلام وطمس القضية الفلسطينية وحذر مما سماه «التدهور التدريجي باتجاه دولة ثنائية القومية إذا لم يتم وضع حدود في السنوات القريبة في المساحة الواقعة بين النهر والبحر، بحيث يكون هناك أغلبية يهودية في داخل الحدود، ودولة فلسطينية إلى جانبها».

كما هدد وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بعملية اجتياح واسعة. وقال إن «منظمات الإرهاب في قطاع غزة، لم تبق لإسرائيل مفرا من عمليات عسكرية واسعة للجم القصف الصاروخي على بلداتها الجنوبية».

إلى ذلك، كشفت مصادر عسكرية في إسرائيل أن الجيش أقدم على تقليص التدريبات المشتركة مع الجيش الإسرائيلي لمواجهة هجمات صاروخية شاملة من إيران وسوريا ولبنان وغزة. وأكد أن هذا التقليص يتم بشكل جزئي ومؤقت. وفسرت هذه الخطوة على أنها محاولة لمنع الانطباع بأن القوات الأميركية المشتركة في التدريبات، وقوامها 1500 جندي في إسرائيل و2500 جندي أميركي في حوض البحر المتوسط وأوروبا، تشارك أيضا في قصف غزة.