تفاصيل عملية اغتيال اللواء وسام الحسن تشير إلى تورط عناصر داخلية

أوجه تشابه مع اغتيال الحريري في بيروت عام 2005

TT

تشير التفاصيل الجديدة الخاصة باغتيال اللواء وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في لبنان، إلى احتمال تورط قوى لبنانية في هذه العملية، الأمر الذي أدى إلى إطلاق بعض الاتهامات من جانب المعارضين السياسيين للحكومة اللبنانية التي يقودها حزب الله، بأن الحزب قد يكون له دور في عملية الاغتيال.

ومنذ وقوع التفجير، هناك اعتقاد واسع النطاق في لبنان بأن سوريا، حليف حزب الله، هي من دبرت لهذه العملية، نظرا لمناهضة الحسن للتدخل السوري في لبنان، بحسب «أسوشييتد برس».

وفي يوم الثلاثاء الماضي، رفض حزب الله الأصوات التي تنادي بإحالة التحقيق في مقتل الحسن إلى المحكمة الدولية، التي أشارت سابقا إلى تورط عناصر حزب الله في التفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وكان اللواء وسام الحسن قد لقي مصرعه يوم الجمعة الماضي بانفجار سيارة ملغومة في أحد الأحياء السكنية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وأدى مقتل الحسن إلى حدوث توترات عنيفة على الساحة السياسية المضطربة في لبنان، حيث تسبب في إحداث صدع كبير بين حلفاء ومعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، فبينما وقف حزب الله وشركاؤه، الذين يهيمنون على الحكومة اللبنانية، إلى جانب حكومة الأسد، دعمت المعارضة التي يقودها السنة الثوار السوريين الذين يسعون للإطاحة بالأسد.

لم يتوصل المحققون اللبنانيون بعد إلى مرتكبي الجريمة، ولكن التفاصيل التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء الماضي تشير إلى احتمال أن يكون مرتكب الجريمة شخصا دأب على تعقب سفريات الحسن الخارجية وتمكن من رصد المكتب السري الذي كان يستخدمه لمقابلة مصادره.

وفي تصريحاته لقناة «إل بي سي» اللبنانية، قال خالد الضاهر، عضو البرلمان اللبناني: «أنا قلت من البداية إن من قتل اللواء وسام الحسن ويقف خلف الهجوم الإرهابي هما النظامان السوري والإيراني من خلال حليفهم في لبنان حزب الله».

يقول بعض المسؤولين الأمنيين إن اللواء الحسن كان قد عاد إلى لبنان من رحلة إلى أوروبا في الليلة السابقة لمقتله، ولكنه سافر تحت اسم مستعار ولم يخبر أي شخص تقريبا أنه كان في بيروت. يقترح الضاهر أن المسؤولين في مطار بيروت، وهو معقل لحزب الله، هم من أخبروا قاتلي الحسن بهذا الأمر.

تحمل عملية اغتيال اللواء الحسن الكثير من أوجه التشابه مع عملية اغتيال الحريري، الذي لقي مصرعه بانفجار حافلة في بيروت عام 2005.

ونظرا لوجود هذا التشابه، دعا بعض أعضاء البرلمان اللبناني إلى إحالة التحقيق في مقتل اللواء الحسن إلى المحكمة الدولية، التي تم إنشاؤها للنظر في عملية اغتيال رفيق الحريري، حيث اتهمت المحكمة الدولية، المدعومة من قبل الأمم المتحدة، أربعة عناصر من حزب الله بقتل الحريري.

وفي يوم الثلاثاء، رفض نائب الأمين العام لحزب الله هذه الدعوات، مشددا على أنه ينبغي نظر هذه القضية داخل المحاكم اللبنانية.

وقال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي، إن القنبلة التي أودت بحياة اللواء الحسن تم زرعها في سيارة مسروقة كانت متوقفة في شارع ضيق بالقرب من مكتبه السري.

كان اللواء الحسن وحراسه الشخصيون يقودون سيارة مستأجرة غير مصفحة لتجنب إثارة الانتباه، وتم تفجير القنبلة عن طريق التحكم عن بعد من مكان يطل على موقع الحادث.

وقد نشرت الصحف اللبنانية تصريحات اللواء ريفي يوم الثلاثاء الماضي.