طهران تهاجم تصريحات وزير كندي بشأن عدم تسامحها الديني

القضاء الإيراني يمنع أحمدي نجاد مجددا من زيارة سجن إيفين حيث يحتجز أحد كبار مستشاريه

TT

استغلت إيران انتقادات واتهامات وزير الخارجية الكندي جون بايرد لإيران بعدم التسامح الديني واضطهاد المسيحيين والبهائيين، واتهم رئيس الوفد الإيراني أمام الجمعية العامة الـ127 للاتحاد البرلماني إيراج نديمي وزير الخارجية الكندي بأنه «شتم» الإسلام وشتم أكثر من مليار مسلم في خطاب ألقاه الاثنين الماضي.

كان اجتماع الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي قد بدأ أعماله في 23 أكتوبر (تشرين الأول) في مدينة كيبك بكندا وشاركت فيه وفود برلمانية من أكثر من 150 دولة ونحو 1400 برلماني وتنتهي أعمالها اليوم الجمعة.

وخلال اجتماعات الاتحاد البرلماني اتهم وزير الخارجية الكندي جون بايرد إيران في خطابه «بعدم التسامح الديني» وقمع المسيحيين والبهائيين لكنه لم يشر مباشرة إلى الإسلام أو المسلمين. وقال وزير الخارجية المندي إن البهائيين والمسيحيين في إيران يتعرضون باستمرار للقتل والتعذيب بسبب معتقداتهم الدينية. واتهم بايرد الحكومة الإيرانية أنها تشكل أكبر تهديد للسلام والأمن العالمي واتهم طهران بإشعال الكراهية ضد الشعب اليهودي ودعم الجماعات الإرهابية.

وانتقد نديمي قيام وزير الخارجية الكندي باستعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني كمنصة سياسية في حين أنه «لا يحق له إثارة مثل هذه المواضيع». وأكد أن إيران «تحترم الأشخاص المنتمين إلى ديانات أخرى مشيرا إلى أن أتباع الديانات الأخرى ممثلين في البرلمان، وقال: «هذه حالة المسيحيين واليهود والزردشتيين». وأشار إلى أنه وزملاءه السبعة شعروا بـ«الإهانة». وأضاف رئيس الوفد الإيراني أن «القواعد في بلد ما لا يجوز أن تفرض على بلد آخر، إنه تدخل في الشؤون الداخلية غير مقبول. كيف كانت كندا لترد في حال تطرقت إيران إلى استقلال كيبيك؟».

من جانب آخر، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهانبرست تصريحات وزير الخارجية الكندي حول حالة حقوق الإنسان في إيران وقال: «مما يؤسف له أن وزير خارجية كندا يستفيد من شرف استضافة هذا الاجتماع لإبداء ملاحظاته الحاقدة التي تتعارض مع أهداف القمة الدولية». واعتبر تصريحات الوزير الكندي «غير مسؤولة» وضد المعايير الدولية وتكتيك لتجنب المسؤولية عن الوضع المؤسف لحقوق الإنسان في كندا، لا سيما فيما يتعلق بحقوق السكان الأصليين في كندا ومعظمهم من الفقراء الذين يعانون أوضاع اجتماعية واقتصادية وتعليمية متدهورة.

من ناحية أخرى، اتهم قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله خامنئي كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل بمحاولة إيقاع الفتنة بين المذاهب الإسلامية والتخويف من الشيعة أو من السنة ليحولوا دون وحدة الأمة الإسلامية.

وأعرب الأمين العام للاتحاد البرلماني أندريس جونسون عن «أسفه» للوفد الإيراني بالنسبة للشكل وليس المضمون في خطاب بايرد، حسب ما أوضحت متحدثة باسم المنظمة البرلمانية.

إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام إيرانية أول من أمس أن السلطات القضائية في الجمهورية الإسلامية رفضت مجددا طلبا من الرئيس محمود أحمدي نجاد لزيارة سجن إيفين حيث يحتجز أحد كبار مستشاريه في مؤشر على تراجع نفوذ الرئيس.

وربط بين طلب أحمدي نجاد واحتجاز مستشاره الصحافي علي أكبر جوانفكر الذي أودع سجن إيفين لستة أشهر في سبتمبر (أيلول) بسبب نشره مقالا اعتبر منافيا للذوق العام.

ورفض القضاء يوم الأحد أول طلب تقدم به أحمدي نجاد لزيارة السجن قائلا إنه «ليس من مصلحة إيران أن يضيع الرئيس وقتا في زيارة السجن في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية». ورد أحمدي نجاد على ذلك باتهام القضاء بمخالفة الدستور.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية قال «أخذا في الاعتبار الرسالة الأخيرة والظروف لن يسمح بزيارة سجن إيفين دون تنسيق»، وأضاف: «فكرة أن الرئيس له الحق في الإشراف على السلطات الأخرى كاذبة تماما» .حسب «رويترز».