المسلمون يحتفلون بعيد الأضحى المبارك.. والحجاج يتحللون اليوم من إحراماتهم بعد رمي «العقبة»

قائد قوات الدفاع المدني في الحج لـ «الشرق الأوسط»: غرفة العمليات تتابع عبر رصد جوي مباشر سير ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة

الحجاج وقت وقوفهم بمشعر عرفات أمس (تصوير: خضر الزهراني)
TT

يحتفل اليوم في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى المبارك، بينما تتجه جموع حجيج بيت الله الحرام صوب مشعر منى منذ الصباح الباكر لرمي جمرة العقبة الكبرى، ليتمكنوا بعد ذلك من ذبح الهدي، وليتحللوا من إحراماتهم، مكملين أيام التشريق الثلاثة.

يأتي ذلك وسط إشراف مباشر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي. ونجحت الجهات المعنية بأعمال الحج في السعودية، في تصعيد الحجيج إلى عرفات، ونفرتهم صوب مزدلفة أمس.

وأعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أمس، نجاح تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، متقدما المصلين من ضيوف الرحمن في صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة.

وأكد الأمير خالد الفيصل أن عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات تمت بسلاسة وطمأنينة تامة، وقال: «بفضل الله، ثم التجهيزات التي وفرتها الدولة من منظومة الطرق ووسائل المواصلات، نجحت عملية التصعيد، التي حظيت بمتابعة أمنية مباشرة من مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت بطرق المركبات ومسارات المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم، فضلا عن الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن»، لافتا إلى اتخاذ جميع الاستعدادات التامة لنفرة الحجاج إلى مشعر مزدلفة وتوجههم إلى منى، ثم إلى الحرم المكي.

وقال الأمير خالد الفيصل في تصريحات صحافية: «سوف نضطر مستقبلا إلى فرض عقوبات على مخالفي أنظمة الحج، لأن من أمن العقوبة لا يحترم النظام، ومعظم المخالفين هم من المقيمين، فعليهم احترام الأنظمة وإلا فسوف يعرضون أنفسهم مستقبلا إلى الترحيل من البلاد، ويجب ألا نتساهل في ذلك، ويجب على الجهات المسؤولة عن الحج أن تعاقب بالترحيل كل من لا يحترم أنظمة هذه البلاد ويتمشى بموجب القوانين».

وأضاف «أعتقد أنه لا بد من فرض عقوبات بكل من يتهاون ويستهتر بأنظمة هذه الدولة، فضلا عن عدم احترامه للحجاج القادمين من الخارج، والذين تكبدوا العناء للوصول إلى الأراضي المقدسة بطريقة نظامية، فهؤلاء الحجاج يجب أن يحصلوا على الأولوية في الخدمة الكاملة، ولا يحصل ذلك إلا بمنع من يزاحمهم بطريقة غير نظامية في منطقة المشاعر المقدسة التي تعتبر منطقة ذات مساحة محدودة».

وأعلن الدكتور بندر حجار وزير الحج السعودي، نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام التي بدأت من مكة المكرمة إلى منى ثم إلى عرفات، ومنها إلى مزدلفة حيث يبيت الحجاج ليلتهم قبل العودة إلى منى لرمي جمرة العقبة.

من ناحيته، أكد العميد سعد الجباري قائد مرور عرفات، نجاح الخطة المرورية الخاصة بتصعيد الحجاج إلى عرفات التي بدأت منذ فجر الخميس، إلى حين استقر جميع الحجاج على صعيد عرفات، وقال العميد الجباري «إن جميع الأجهزة المعنية بعملية تصعيد الحجاج اتخذت استعداداتها لنقل الحجاج من منى إلى عرفات بما فيها المرور»، بينما أكد لـ«الشرق الأوسط» اللواء محمد القرني قائد قوات الدفاع المدني في الحج، انتشار الفرق المخصصة لمراقبة الأوضاع في مشعري عرفات ومزدلفة، لافتا إلى تحسن نظم السلامة هذا العام. وقال «شرعت طائرات المراقبة الجوية في بث الصورة الحية عبر كاميرات الفيديو المثبتة، مما أسهم في دقة المتابعة لدينا»، وأضاف: «نجحنا في اليوم الأول، ونأمل مواصلة ذلك حتى مغادرة آخر ضيف من ضيوف الرحمن».

وبعد غروب شمس أمس بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوجه إلى مشعر مزدلفة، حيث بات الجميع ليلتهم، كما أدى الحجاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداء بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ويلتقطون بعدها الجمار، ويتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي، وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم، بينما شهدت الطرق الفسيحة التي سلكها حجاج بيت الله الحرام في طريقهم إلى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم.

إلى ذلك، بلغ عدد الحجاج الذين نقلتهم النقابة العامة للسيارات في رحلة التصعيد والنفرة مليونا و644 ألف حاج عبر أسطول شركات نقل الحجاج الذي بلغ عدد حافلاته المملوكة 18300 حافلة في زمن قياسي من مكة المكرمة إلى مشعر منى وعرفات، وأوضح عبده بن أحمد يماني رئيس عام النقابة المكلف أن الخطة التي وضعتها النقابة بإشراف من وزارة الحج أسهمت في نجاح تصعيد الحجاج إلى منى ثم إلى عرفات وتصعيدهم إلى عرفات ونفرة الحجاج لمشعر عرفات، إضافة إلى ما تم تخصيصه من طرق للرحلات الترددية لمؤسستي تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا ومؤسسة جنوب شرقي آسيا وأفريقيا غير العربية وإيران الذين يمثلون نصف الحجاج القادمين جوا وبحرا بعدد 750 ألف حاج.