4 ملايين حاج نظامي يستوعبهم مشعر عرفات بعد 10 أعوام

ضمن مخطط تطويري شامل لمكة المكرمة

TT

بينما يحتضن صعيد عرفات الطاهر قرابة 3 ملايين حاج وحاجة للوقوف فيه، قدرت التحليلات في الخطة التطويرية للمشاعر المقدسة، التي قام بها مجموعة من الخبراء ضمن المخطط الشامل لمنطقة مكة المكرمة الحد الاستيعابي الأقصى لمشعر عرفات بنحو 4 ملايين حاج، وذلك وفق معيار مساحي يبلغ 3.6 متر مربع لكل شخص.

وبحسب المخطط الشامل، فإن الطرق تشغل من مساحته المنبسطة القابلة للتطوير في مشعر عرفات نحو 13.6 في المائة، وتشغل المساحات التي خصصت للحجاج نحو 69.4 في المائة، فيما تشغل استخدامات الأراضي المختلفة النسبة المتبقية من المشعر المقدرة بنحو 17 في المائة، وتمت تسوية قمم الجبال الصغيرة لجعلها سهلة النفاذ بالنسبة للحجاج وزيادة حجم الأرض القابلة للتطوير بمعدل 98 هكتارا، وهو الأمر الذي من شأنه أن لا يترك أي أرض داخل الحدود المقدسة غير قابلة للتطوير.

ويرى الخبراء الذين عملوا على إعداد دراسة المخطط الشامل لمكة المكرمة، أن المعضلة الرئيسية التي تواجه نظام النقل في المشاعر، هي الاكتظاظ على طول طرق النقل بين الأماكن المقدسة الذي ازداد على مر العقود الأخيرة، والناتج عن التزايد المطرد في أعداد الحجاج، حيث تفاقم الوضع في مشعر منى بحكم قيود المساحات المتاحة، مشيرين بشكل عام إلى أن ذلك الاكتظاظ يعود إلى التفاعل بين الحافلات والمركبات الخاصة وحركات المشاة على طول ممر المشاعر، وهو الأمر الذي يجعل من سلامة المشاة هاجسا كبيرا، بسبب الاكتظاظ والدمج غير المنظم للمشاة مع حركة المركبات، خاصة أن طبيعة وكثافة أحداث الحج والعمرة تفرض مخاطر كبيرة تتعلق بالسلامة والأمن التي تتطلب أساليب ذكية لإدارة الحشود، التي ينبغي أيضا أن تدعم أداء الخدمات اليومية للحجاج في جوانب كثيرة منها: خدمات الطوارئ، توصيل الطعام ونقل المخلفات.

وأشار الخبراء ضمن سياق إعدادهم للمخطط، إلى أن المساحة في المشاعر المقدسة محكومة بالحدود الطبوغرافية والدينية والإدارية، مما يجعل من المعيار الأساسي لحج يسوده الأمن والخشوع يرتبط بشكل كبير بموازنة عدد الحجاج الذين يمكنهم شغل المساحة المتاحة في آن واحد، وفي أوقات الذروة على وجه الخصوص، وذلك في ظل توفر الحد الأدنى المناسب والآمن من المساحة اللازمة لكل حاج، لتسهيل حركته وصلاته وخشوعه ونومه.

وقال الخبراء: «إن زيادة الطاقة الاستيعابية إلى ما يزيد عن مليون حاج إلى سنة الهدف، سيؤثر سلبا في قدرة الحجاج على أداء مناسك الحج في سلامة وخشوع وطمأنينة، كما أن ذلك سيعمل على الحد من القدرة على الاستجابة بفعالية لمتطلبات تدخل خدمات الطوارئ وعلى توفير إدارة حشود مناسبة في حالة الحوادث غير المتوقعة، كما سيعمل الاكتظاظ على وضع ضغط غير لازم على المساحات والأنظمة والبنية التحتية اللازمة لفعالية حركة الحجاج وإقامتهم بسلامة».

وأوصى المخطط الشامل برسم استراتيجية عليا يتم من خلالها تنظيم وإدارة أعداد الحجاج النظاميين المقبلين من داخل وخارج البلاد والحد التام من الحجاج غير النظاميين.