مسؤول مكافحة القرصنة الأميركي: نسعى لاعتقال ملوك القراصنة

قال لـ «الشرق الأوسط» : خطف السفن تقلص بنسبة 75% ونتابع من يقومون بغسل أموالها

توماس كيلي
TT

يزور لندن حاليا توماس كيلي، نائب المساعد الأول لوزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية ومكافحة القرصنة، لحضور مؤتمر حول القرصنة في المحيط الهندي وبحر العرب. ويرى كيلي في حواره مع «الشرق الأوسط» من لندن، أن أهم أسباب استفحال ظاهرة القرصنة عدم وجود حكومة فعالة وقوية في الصومال، تقوم بتقديم الخدمات الأساسية للصوماليين، حتى لا يكونوا في حاجة للتكسب من وراء القرصنة، ويرى أنه خلال السنتين الأخيرتين تضاءلت أعمال القرصنة البحرية في المنطقة بنسبة 75%، ويرجع ذلك إلى وجود نوع من التعاون والتنسيق بين عدة قوى دولية وإقليمية، وكذا مشاركة الشركات الأمنية الخاصة في مكافحة القرصنة وتزويد السفن بعناصر مسلحة للدفاع عنها. فإلى نص الحوار:

* من وجهة النظر الأميركية، ما هي الأسباب وراء استفحال ظاهرة القرصنة في السنوات الأخيرة في المياه الدولية في بحر العرب والمحيط الهندي؟

- أعتقد أن من بين أهم الأسباب وراء تفشي هذه الظاهرة في المحيط الهندي وبحر العرب عدم وجود حكومة فاعلة في الصومال، وكما تعلم هناك في الصومال شكل من أشكال السلطة في بعض المناطق، غير أنه لا توجد سلطة مركزية تقوم بتقديم الخدمات للشعب الصومالي، وعليه فهناك دولة ضعيفة في الصومال في منطقة القرن الأفريقي، حيث يوجد واحد من أطول السواحل، مما شجع على أن تكون الصومال ملاذا آمنا لمثل هذه العناصر الإجرامية التي كانت تقوم بمهاجمة سفن التجارة الدولية، هذا عامل، والعامل الآخر، على ما أعتقد، يتمثل في أن شركات الملاحة الدولية لم تكن حينها تعتقد أنها يمكن أن تهاجم بطريقة منتظمة وناجحة كما حدث، وأنا هنا أتحدث عن عامي 2007 و2008 م. ولذلك كانت شركات الملاحة ترسل البواخر محملة بما قيمته عشرات ملايين الدولارات دون أن تفكر في وسائل حمايتها من أعمال القرصنة. غير أن الحال تغيرت خلال السنوات الخمس الماضية، وخاصة السنتين الأخيرتين، حيث تضاءلت أعمال القرصنة البحرية بشكل ملموس خلال العامين الأخيرين، حيث انخفضت بنسبة 50 في المائة بين عامي 2010 و2011، وبنسبة 75 في المائة بين عامي 2011 و2012. وبشكل آخر يمكن القول: إنه خلال هذا العام لم يكن هناك أي محاولة ناجحة للقرصنة هناك، والمحاولات الفاشلة كانت فقط سبع محاولات، وهذه قصة نجاح مؤكد...

* ما عوامل هذا النجاح في تصورك؟

- هناك عوامل عدة لهذا النجاح، غير أن العامل الأساسي هنا يتمثل في وجود نوع من التعاون والتنسيق ووجود قوات في البر، بالإضافة إلى قوات بحرية من الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو والاتحاد الأوروبي، وعدد من البلدان في المنطقة، بما في ذلك اليمن والإمارات العربية المتحدة، وبلدان مطلة على المحيط الهادي مثل الهند، ودول أخرى لها مصالح في خطوط الملاحة، مثل الصين واليابان وفيتنام. وهذا عامل آخر وراء النجاح في تتبع أعمال القراصنة والسيطرة عليها. وهناك عامل آخر وربما كان أهم العوامل، وهو أن هذه البلدان عملت مع القطاع الملاحي الخاص.

* في الولايات المتحدة وحدها أو..؟

- في مختلف البلدان في العالم بالطبع، لأنه كما تعلم نسبة الملاحة الأميركية في المحيط الهندي صغيرة جدا مقارنة بالحجم الكلي للملاحة الأميركية، وهذا يعني أن الولايات المتحدة مهتمة بهذا الأمر ليس فقط لحماية بواخرها ومواطنيها، ولكن كذلك لأن المحيط الهندي مهم جدا لتفعيل الاقتصاد العالمي.

* وكيف عمل القطاع الملاحي الخاص على مكافحة أعمال القرصنة؟

- على جانبين: الأول أن القطاع الملاحي الخاص تبنى ما نسميه «تمارين الإدارة الأفضل»، ويقوم ذلك على مبادئ بسيطة تعقد الأمر أمام القراصنة حال نيتهم مهاجمة البواخر، مثل مسألة اتخاذ إجراءات تفعل سرعة الوصول للأماكن الخطرة لإعاقة وتعطيل عمل القراصنة في اختطاف السفن، أو لتعقيد مسألة صعود القراصنة إلى السفن حال وصولهم إليها، وهنا أشير إلى عامل آخر مهم وهو يتمثل في وجود عناصر مسلحة من شركات أمنية خاصة. ومن خلال تجاربنا في السنوات الماضية وجدنا أن التعاقد مع الشركات الأمنية الخاصة كان له دور في إفشال الكثير من محاولات السيطرة على السفن ومن ثم اختطافها، وهو ما كان له نتائج إيجابية كبيرة في انخفاض نسبة أعمال القرصنة.

* هل تعتقد أن هناك نوعا من التعاون أو التنسيق بين أعمال القرصنة في المحيط الهندي وأعمال منظمات مثل «القاعدة» التي تنشط في تلك المناطق؟

- حسنا.. هذه مسألة نحن نتابعها، ولكن أقول بشكل واضح إننا لم نلحظ تنسيقا كبيرا بين القراصنة والمنظمات الإرهابية في الصومال، وأعني بذلك منظمة الشباب، مع أنني أعتقد أن هناك نوعا من التنسيق الذي يشكل حالات منفردة، ولكن بشكل عام نحن نعتقد أن هاتين المجموعتين لديهما أجندة مختلفة، فالقراصنة مهتمون بالحصول على الفدية عن طريق اختطاف البواخر وسفن الشحن، ومن ثم الاحتفاظ بها للحصول على الفدية والاستفادة منها، بينما الشباب لديهم آيديولوجيا أصولية مختلفة بشكل جوهري عما يتوخاه القراصنة.

* ولكن ألا تعتقد أن بعض الأموال التي تجبى من أعمال القرصنة يمكن أن تصل إلى أيدي أي من هذه الجماعات التي تتهمونها بالإرهاب؟

- هذه بالطبع مسألة نراقبها، وتأخذ منا وقتا كبيرا من أجل الوصول إلى فهم أكثر لها، حيث نراقب حركة الأموال التي تؤخذ من خلال الفدية. ولكننا نعتقد أن الأموال التي يحصل عليها القراصنة من خلال هذه الأعمال تخضع لعمليات غسل أموال من نوع آخر لا علاقة له بالمنظمات الإرهابية، أو على الأقل فإن الأدلة التي لدينا لا تشير إلى ذلك، ومع ذلك فنحن نتابع حركة هذه الأموال من أجل الوصول إلى الرؤوس الكبيرة وراء أعمال القرصنة وجلبها إلى القضاء، وليس مجرد إلقاء القبض على الشبان الصوماليين العاديين الذين يحملون الكلاشنيكوف ويقومون بالمهمة لصالح ملوك القرصنة الذين يقومون بأعمال التخطيط لها، وتمويلها، وشراء القوارب والسلاح لتنفيذها، هؤلاء هم الأشخاص الذين نسعى للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، وأعتقد أننا إذا ما تمكنا من تلك المهمة فإننا سوف نكون قد قصمنا ظهر أعمال القرصنة في المحيط الهندي، التي تعلم أنها ليست جديدة، ولكنها استمرت لعدة عقود في بقاع مختلفة من العالم... ففي بلدي الولايات المتحدة كان هناك أحد المجرمين يسمى «آل كابونن» وقد قتل كثيرا من الناس، ولم نكن قادرين على جلبه وتقديمه للعدالة ومن ثم سجنه إلا بعد أن تم الكشف عن تلاعبه بالضريبة، ومن ثم وصلنا إليه بطريقة مالية، ثم وضعناه خلف القضبان، وهذا بالضبط هو الأسلوب الذي نتبعه للكشف عن ملوك القراصنة هؤلاء، ونحن في ذلك ننسق مع عدد كبير من البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة.

* هل تم إلقاء القبض على قراصنة أو تم تقديمهم للقضاء؟

- هناك في حدود ألف قرصان صومالي خلف القضبان في عشرين بلدا في العالم، وهذا يدل على نجاحنا في تعقب هؤلاء، أما فيما يخص «ملوك القرصنة» فقد قمنا في الولايات المتحدة بمحاكمة وإدانة شخص صومالي يسمى محمد شينبين الذي كان العقل المدبر ماليا لعدد من عمليات القرصنة، وقد أدين وسوف يبقى في السجن في الولايات المتحدة لفترة طويلة. وعليه فنحن نأمل أن نتمكن من عدد أكبر من هؤلاء لنضعهم في السجن، وبالنسبة للبلدان الأخرى في المنطقة التي لديها عدد من القراصنة الصوماليين فإن كينيا وسيشل أخذتا حصة كبيرة من هؤلاء، حيث تم القبض على قراصنة ومحاكمتهم ووضعهم خلف القضبان، ولكننا الآن نعمل مع الأمم المتحدة لبناء سجن كبير في الصومال لهؤلاء القراصنة، قد يكون في بونت لاند أو أرض الصومال، حتى نتمكن من سجن القراصنة في البلد الذي جاءوا منه، ونحن نأمل أن نرسل المزيد منهم إلى هذا السجن في المستقبل.

* هل الذين يقومون بأعمال القرصنة صوماليون أم أن هناك قراصنة آخرين يشاركون في عمليات القرصنة من جنسيات أخرى؟

- يمكنني القول إن القراصنة هم من الصومال ومن قبيلة صغيرة هناك..

* تعني أن جنسياتهم صومالية؟

- نعم.

* كلهم؟

- هذا ما خبرناه. لكن دعنى أقول إنه لا يوجد شيء يمكن أن يربط أعمال القرصنة بشعب الصومال، ونحن لا نقول إن القراصنة لا يمكن إلا أن يكونوا صوماليين، فأعمال القرصنة وجدت واستمرت في بقاع مختلفة من العالم لقرون طويلة، ولكننا عندما نتحدث الآن عن المشكلة القائمة في المحيط الهندي فيما يخص أعمال القرصنة، فإن هذه المشكلة قادمة من الصومال، ولكن أكرر أن السبب الرئيسي وراء ذلك يرجع إلى عدم وجود حكومة وطنية فاعلة في الصومال يمكن أن تقدم لشعبها الحاجات الأساسية التي نتوقعها من أي حكومة.

* هل تعتقد أن هناك علاقة بين أعمال القرصنة في المحيط الهادي والهجرة غير الشرعية، حيث تتزامن أعمال القرصنة مع موجات من الهجرة غير الشرعية لليمن ومن ثم للسعودية أو المملكة المتحدة والدول الغربية؟

- هناك بالطبع جالية صومالية كبيرة موجودة في بلدان مختلفة، ولدينا في الولايات المتحدة عدد كبير منهم، ومن الأشياء التي نراقبها التأكد مما إذا كان بعض أعضاء هذه الجالية يشارك بشكل أو بآخر في دعم عمليات غسل الأموال المتدفقة من وراء القرصنة، أو إشراك هذه الأموال في مشاريع مشتركة، ولكنني لا يمكن أن أتحدث بشكل محدد عما إذا كان الصوماليون في بلدان أخرى مثل اليمن يشاركون في مثل عمليات غسل الأموال، لا معلومات لدي في هذا الشأن.

* هل لديكم معلومات عن أي نوع من أنواع الأنشطة التجارية أو الاستثمارية يمكن لأموال القرصنة أن تشترك فيها؟

- هناك أنواع من الاستثمار في مشاريع مشتركة تهدف إلى إخفاء أموال القرصنة أو إخفاء المصدر الأصلي لها. أحيانا تستخدم هذه الأموال في استثمار مشروع من أجل تبييضها، وأحيانا قد تستعمل في أعمال غير قانونية، مثل التهريب وأعمال الدعارة أو غيرها من الأعمال غير المشروعة، ومع ذلك فإن أموال القرصنة يمكن أن تتعرض للغسل بوسائل وطرق مختلفة، ونحن نتابع هذه الأموال بشكل دقيق للوقوف على حقيقة الأعمال التي يمكن أن تستخدم غطاء لغسل أموال القرصنة.

* أدت أعمال القرصنة خلال الفترة الماضية إلى ارتفاع أسعار التأمين على السفن في منطقة المحيط الهندي بشكل عام. فهل تعتقد أن النجاحات التي تحققت في مجال مكافحة أعمال القرصنة ستؤدي إلى تراجع معدلات أسعار التأمين الملاحي في المنطقة؟

- أعتقد أن هذا السؤال يمكن أن يوجه لشركات التأمين، وأنا قادم لحضور مؤتمر هنا مدعوما، على ما أعتقد، من عدد من شركات التأمين، وخلال اليومين القادمين ستكون هناك فرصة للتحدث إليهم ووضع أسئلة من هذا القبيل. ولكن نعم أنا أعتقد أن أسعار التأمين الملاحي تأثرت بمعدلات الخطورة، وبما أننا نجحنا في خفض معدلات الخطورة بشكل ملموس، فهذا قد يؤدي إلى خفض معدلات أسعار التأمين، وإذا كانت الحال كذلك فهذا مؤشر جيد للاقتصاد العالمي.

* ذكرت سابقا أنكم تتلقون دعما من عدة دول في هذا الخصوص. فما نوع المساعدة التي تتلقونها من البلدان في الإقليم فيما يخص مكافحة أعمال القرصنة؟

- مرة أخرى أؤكد أننا تلقينا دعما مهما من عدد من البلدان في المنطقة، لإدراك هذه البلدان أهمية هذه القضية، ولو نظرت إلى البلدان المطلة على المحيط الهندي أو بحر العرب فإن معظم هذه البلدان تشارك بطريقة أو بأخرى في مواجهة القرصنة.

* هل لديك بعض الأمثلة؟

- بالتأكيد. وأقوى مثال على ذلك فإن بلدا مثل سيشل (وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادي) فيها سجن به عدد كبير من القراصنة الصوماليين رغم أنه ليس بالضرورة أن يكون مواطنو سيشل مستهدفين بأعمال القرصنة هذه. ورغم أن هذا البلد صغير جدا فإنه يقوم بدور قيادي محوري في عملية مكافحة القراصنة والقبض عليهم ومحاكمتهم وسجنهم، والشيء ذاته يمكن قوله عن كينيا، وكذلك الإمارات العربية المتحدة التي لها مهام كبيرة تقوم بها في الصومال، وذلك عن طريق القيام بمشاريع توفر فرص عمل يستفيد منها الشباب في الصومال، مما يوفر لهم وسيلة عيش أفضل لا يحتاجون معها إلى ممارسة أعمال القرصنة، كما أن هناك عددا من البلدان المطلة على المحيط الهندي وبحر العرب تسهم بقوات من حرس الشواطئ في عمليات تعقب القراصنة. وعليه فهناك عدد من الوسائل والأساليب المختلفة التي يمكن لبلدان مختلفة أن تسهم من خلالها في عمليات مكافحة القرصنة.

* هناك من يقول إن الولايات المتحدة الأميركية فقط تهتم بالحلول العسكرية والأمنية لعدد من المشكلات ومن بينها مشكلة القرصنة. فهل هناك استراتيجية أميركية تقوم على حلول أخرى غير الحلول الأمنية والعسكرية في مواجهة هذه الظاهرة؟

- بالتأكيد. فالحل الأمني أو العسكري هو فقط واحد من بين ستة أو سبعة حلول أخرى، وقد تحدثت إليك عن الحلول القضائية والقانونية، وحدثتك عن التعاون مع القطاع الخاص أو الشركات الأمنية الخاصة، وهناك أيضا الاستراتيجية التنموية، فالولايات المتحدة تقوم بتنسيق عدد من الجهود من أجل توفير فرص عمل للصوماليين، ونحن منخرطون كذلك في عملية المصالحة الوطنية الصومالية، ونحن نشطون فيما يخص إيجاد الظروف الملائمة للحصول على حكومة نشطة وفعالة وقادرة على تحمل مسؤوليتها في الصومال. وأعتقد أن ذلك على المدى الطويل يشكل حلولا ناجعة للقرصنة ولعدد آخر من المشكلات التي يعانيها الصومال. وعليه فلا أعتقد صحة القول بأننا نركز فقط على الحلول الأمنية والعسكرية، لأننا ندرك أن هذه الحلول ليست الحلول الأنسب لمثل هذه المشكلات، ونحن نعتقد أننا ينبغي أن نواجه المشكلة من كل ناحية ممكنة.

* هل لديكم وسائل معينة للتدخل في الوقت المناسب عندما يحيق خطر القراصنة بسفينة معينة في أعالي البحار، كأن تكون لديكم معلومات معينة عن حدوث هجوم على سبيل المثال؟

- لدينا آلية للتنسيق كما ذكرت، ولدينا ما نسميه قوة مهام التنسيق رقم 151، حيث نشترك في المعلومات مع عدد من القوى الدولية والإقليمية العاملة في المنطقة. وهناك نوعان من العمليات المنسقة بشكل واسع: الأولى عن طريق الناتو وتسمى درع الناتو للعمليات البحرية، التي تحوي قوات بحرية من الناتو بالإضافة إلى قوة من الاتحاد الأوروبي تدعى «أتلانتا»، وبالإضافة إلى ذلك هناك عدد كبير من البلدان المساهمة، لدينا روسيا والصين وفيتنام والفلبين والهند وباكستان ودول خليجية، وهناك تعاون بين كل هذه الدول في هذا الخصوص، وعند حدوث عملية قرصنة فإن بإمكاننا تحديد ما لدينا من قوة في البحر، ومن ثم تحريك القوة الأقرب إلى مكان الخطر للمساعدة في حل المشكلة بطريقة مرضية. ومع ذلك فنحن نتحدث عن منطقة واسعة جدا من المحيط الهندي، وقد استطاع القراصنة في الماضي توسيع نطاق عملياتهم إلى مساحات شاسعة أكبر من حجم بلدنا مع أنه بلد كبير، ولذلك نحن نؤكد دائما أنه من المهم أن يكون لدى سفن الملاحة البحرية القدرة الذاتية على الدفاع عن نفسها في وجه هجمات القراصنة.

* هناك من يقول إن الأميركيين هم من أوجد القراصنة أو هيأ لهم الأرضية المناسبة في هذه المنطقة من أجل أن يكون لهم موطئ قدم في المنطقة، كما تقول «القاعدة» في اليمن والصومال، وكذلك جماعة الحوثي في اليمن. توماس.. أنتم إذن من أوجد القراصنة؟

- ضاحكا.. هذا بشكل واضح نوع من الدعاية الإعلامية. أعتقد أنه لو هيئ لأعمال القرصنة أن تستمر فإنها يمكن أن تلحق أضرارا بالغة بالاقتصاد العالمي، ومعروف أن اقتصاداتنا في هذا العصر مرتبط بعضها ببعض، والقرصنة مشكلة تريد الولايات المتحدة وبلدان أخرى العمل على القضاء عليها، وهذا ما جعل هذا التحالف البحري يحوي عددا كبيرا جدا من الحكومات في بلدان ليست بالضرورة تجمعها الصداقة، ولكنها تدرك مدى أهمية مواجهة هذه الظاهرة. وعليه فإن القول بأن حكومتي لها ضلع في تشجيع ظاهرة القرصنة ما هو إلا دعاية إعلامية وبروباغاندا مكشوفة.