أوباما يجول 7 آلاف ميل طلبا للأصوات وينتقد إحياء الجدل حول مكان مولده

الرئيس الأميركي «يتفهم» رغبة كلينتون في ترك حقيبة الخارجية إذا أعيد انتخابه

أوباما يحيي حشداً من الناس خلال تجمع في دنفر بولاية كولورادو أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

واصل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس جولته الانتخابية الماراثونية على ثماني ولايات حاسمة سعيا لتعبئة الناخبين لصالحه فيما يشهد السباق إلى البيت الأبيض تنافسا حادا. واعتبرت هذه الجولة التي تستمر 40 ساعة وتتواصل ليل نهار على مسافة تفوق 7 آلاف ميل، دليلا على التزام أوباما وثقته بإمكانية الحصول على أصوات عبر هذه الخارطة الانتخابية الشاسعة.

ودعا أوباما الذي يخوض سباقا متقاربا جدا مع المرشح الجمهوري ميت رومني، مؤيديه مساء أول من أمس إلى الإدلاء بأصواتهم بشكل مبكر وذلك عند وصوله إلى إيوا ثم كولورادو قبل أن يستقل مروحية إلى كاليفورنيا. لكن رومني الذي يحاول الحد من عواقب جدل جديد اندلع حول الإجهاض وحقوق النساء، انتقل إلى الهجوم متوقعا أن أوباما سينتهي به الأمر بولاية واحدة في انتخابات السادس من نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان أوباما قد بدأ الجولة الأربعاء في إيوا حيث قال للناخبين إن بإمكانهم الوثوق به، مشيرا إلى أنه ليس متأكدا تماما من مواقف رومني بعد سلسلة الهفوات في سياسته. وفي كولورادو حيث تبدو المعركة شديدة جدا مع رومني، أثار أوباما مجددا موضوع الثقة وقال أمام حشد يضم 16 ألف شخص: «تعلمون أنني أعني ما أقوله». ثم وصل أوباما إلى كاليفورنيا التي تعتبر عموما مؤيدة للديمقراطيين وظهر في برنامج «جاي لينو» منتقدا رجل الأعمال دونالد ترامب الذي أعاد إحياء الجدل حول مكان مولد الرئيس الأميركي. وقال أوباما ممازحا: «كل هذا يعود إلى الفترة التي نشأنا فيها معا في كينيا». والرئيس الأميركي ولد في هاواي من أب كيني وأم أميركية بيضاء. وتابع الرئيس: «حين انتقلنا أخيرا إلى أميركا، اعتقدت أن الأمر انتهى»، لكنه أقر بأنه بالواقع لم يلتق ترامب أبدا. وكان ترامب عرض دفع 5 ملايين دولار إلى أي مؤسسة خيرية يختارها أوباما إذا نشر الرئيس سجلات دراسته الثانوية وطلبات جواز سفره، ليدعم نظريته بأن ماضي أوباما يخفي أسرارا محرجة.

ثم غادر أوباما إلى لاس فيغاس وشارك في تجمع تحت شعار «صوتوا مبكرا» في مسعى من فريق حملته لدفع الناخبين إلى صناديق الاقتراع من أجل تأمين الأصوات اللازمة في نيفادا. ثم انتقل الرئيس على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان» شرقا للمشاركة صباح أمس في تجمع في أكبر الولايات الحاسمة، فلوريدا. وكان مقررا أن يعود إلى العاصمة واشنطن مساء أمس.

ومن جانبه واصل رومني أيضا جولاته وزار رينو ونيفادا وإيوا سعيا للتأكيد على أنه يمكنه الحفاظ على تقدمه في استطلاعات الرأي خلال الأيام الأخيرة من الحملة. وقال رومني «إن حملة أوباما تتداعى لأنه ليس بإمكانها إيجاد برنامج عمل لمساعدة العائلات الأميركية». وأضاف «أنا متفائل ليس فقط إزاء الفوز. لأننا سنفوز».

لكن آمال رومني بشن هجوم مدمر على الرئيس بسبب أدائه الاقتصادي شهدت نكسة أخرى بسبب موقف الحزب الجمهوري حيال قضايا المرأة والإجهاض. وقال السيناتور الجمهوري المرشح ريتشارد مردوك الأربعاء إن الحمل الناتج عن الاغتصاب «مشيئة من الله» مما أعطى فرصة لفريق حملة أوباما الذي اعتبر أن سياسات رومني الاجتماعية تعود إلى الخمسينات من القرن الماضي. وقال أوباما خلال برنامج لينو «لا أعلم كيف يأتي هؤلاء الأشخاص بمثل هذه الأفكار.. الاغتصاب هو الاغتصاب، إنه جريمة» وحذر من أنه ليس من اختصاص السياسيين أن يتخذوا قرارات عن النساء تتعلق بأجسادهن وخياراتهن الصحية.

ويرى كثير من الخبراء أن أوهايو قد تقرر مصير السباق وأظهر استطلاع أجرته مجلة «تايم» ونشر الأربعاء أن الرئيس يتقدم على منافسه بفارق خمس نقاط في هذه الولاية. كما ظهرت مؤشرات إلى أن الزخم الذي حظي به رومني في الأسابيع القليلة الماضية بدأ يتراجع. وأظهرت نتيجة متوسط استطلاعات لمعهد ريل كلير بوليتيكس أن المرشح الجمهوري يتقدم على المستوى الوطني بفارق 0.6 نقاط فقط.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس أوباما الأربعاء أنه يحبذ بقاء هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في حال أعيد انتخابه لكنه قال إنها قررت «رغم توسله»، ألا تبقى في هذا المنصب. وقال في برنامج تلفزيوني تبثه شبكة «إن بي سي» أن كلينتون «قامت بعمل رائع، وقطعت مسافات كبرى وعملت بكد». وأضاف أوباما أنه «يرغب في بقاء كلينتون في منصبها»، لكنه أبدى تفهمه لرغبتها في المغادرة قائلا: «أعتقد أنه آن الأوان بالنسبة إليها لقضاء المزيد من الوقت مع عائلتها» مضيفا: «لا يمكن أن أكون أكثر فخرا بالعمل الذي أنجزته». وكلينتون السيدة الأولى الأميركية سابقا التي كانت أيضا عضوا في مجلس الشيوخ لولاية واحدة، أثبتت أنها ركيزة أساسية في إدارة أوباما في السنوات الأربع الماضية وكانت تعتبر إحدى الشخصيات الأكثر كفاءة في الإدارة وتحظى بشعبية كبرى. ويعتقد أن هيلاري كلينتون خففت حملا كبيرا عن الرئيس حين أعلنت في وقت سابق هذا الشهر أنها تتحمل كامل المسؤولية عن تخبط الإدارة في معالجة مسألة الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي الذي أدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا.