موسيقي عربي درزي يرفض خطاب التجنيد للجيش الإسرائيلي

وجه رسالة إلى نتنياهو وباراك وقال إنه لا يريد استبدال العزف بالسلاح

TT

«أنا عازف للفرح ولن يكون لي سلاح آخر»، هذا ما رد به الشاب الدرزي العربي في إسرائيل عمر سعد، على كتاب تجنيده في الجيش الإسرائيلي الذي يلزمه المثول نهاية الشهر الحالي في مكاتب التجنيد لإجراء الفحوص اللازمة.

وعمر، ابن قرية المغار بالجليل، واحد من بين مئات آخرين من الدروز يمتثلون عادة لمثل هذه الطلبات التي تقسم المجتمع الدرزي بين مؤيد ومعارض.

ويلتحق الدروز بالجيش الإسرائيلي منذ عام 1956، بعد قرار من وزير الدفاع آنذاك، بفرض الخدمة الإلزامية عليهم دون غيرهم من العرب الذين رفضوا ذلك.

وفقا لإحصاءات الجيش، فقد تم تجنيد 82% من الدروز، وخدم أكثر من نصفهم في جبهات القتال، وهي نسبة عالية مقارنة باليهود، حيث تم تجنيد 74%، وخدم 42% منهم في جبهات القتال.

غير أن عمر سعد، قرر مخالفة العرف السائد، والأغلب أنه سيتعرض للسجن عدة أشهر.

وأرسل عمر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك، رسالة نشرها أمس في موقع «عرب 48»، يقول فيها: «تسلمت أمرا بالمثول في مكاتب التجنيد يوم 2012-10-31، لإجراء الفحوصات حسب قانون التجنيد الإجباري المفروض على الطائفة الدرزية، وعليه أوضح النقاط التالية: أرفض المثول لإجراء الفحوصات لمعارضتي لقانون التجنيد المفروض على طائفتي الدرزية».

وأضاف: «أرفض لأني رجل سلام وأكره العنف بكل أشكاله، وأعتقد أن المؤسسة العسكرية هي قمة العنف الجسدي والنفسي، ومنذ تسلمي لطلب المثول لإجراء الفحوصات تغيرت حياتي، ازدادت عصبيتي وتشتت تفكيري، تذكرت آلاف الصور القاسية، ولم أتخيل نفسي مرتديا الملابس العسكرية ومشاركا في قمع شعبي الفلسطيني ومحاربة إخواني العرب».

وتابع: «أعارض التجنيد للجيش الإسرائيلي ولأي جيش آخر، لأسباب ضميرية وقومية، وأكره الظلم وأعارض الاحتلال، وأكره التعصب وتقييد الحريات، أكره من يعتقل الأطفال والشيوخ والنساء».

وعمر، موسيقي يعزف على آلة «الفيولا»، وقال في رسالته: «عزفت في عدة أماكن، لدي أصدقاء موسيقيون من رام الله، أريحا، القدس، الخليل، نابلس، جنين، شفاعمرو، عيلبون، روما، أثينا، عمان، بيروت، دمشق، أوسلو، وجميعنا نعزف للحرية، للإنسانية وللسلام، سلاحنا الموسيقى ولن يكون لنا سلاح آخر».

كما هاجم عمر تعامل الحكومة الإسرائيلية مع طائفته، وقال: «أنا من طائفة ظلمت بقانون ظالم»، وتساءل: «فكيف يمكن أن نحارب أقرباءنا في فلسطين، سوريا، الأردن، ولبنان؟ كيف يمكن أن أحمل السلاح ضد إخوتي وأبناء شعبي في فلسطين؟ كيف يمكن أن أكون جنديا يعمل على حاجز قلنديا أو أي حاجز احتلالي آخر، وأنا من جرب ظلم الحواجز؟».

ومضى متسائلا: «كيف أمنع ابن رام الله من زيارة القدس مدينته؟ كيف أحرس جدار الفصل العنصري؟ كيف أكون سجانا لأبناء شعبي وأنا أعرف أن غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية؟».

وأضاف: «لقد خدم الكثير من شبابنا ضمن قانون التجنيد الإجباري، فعلى ماذا حصلنا؟ تمييز في جميع المجالات، قرانا أفقر القرى، صودرت أراضينا، لا توجد خرائط هيكلية، لا توجد مناطق صناعية. ونسبة خريجي الجامعات من قرانا من أدنى النسب في المنطقة، نسبة البطالة في قرانا من أعلى النسب. لقد أبعدَنا هذا القانون عن امتدادنا العربي».

ويقولعمر: «أنا أعزف للفرح، للحرية، للسلام العادل القائم على وقف الاستيطان وخروج المحتل من فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح جميع الأسرى في السجون، وعودة اللاجئين المهجرين إلى ديارهم».

وينوي عمر إكمال تعليمه، وكتب «السنة سأكمل تعليمي الثانوي، وأطمح إلى تكملة تعليمي الجامعي. أنا متأكد أنكم ستحاولون ثنْيي عن طموحي الإنساني، لكنني أعلنها بأعلى صوتي: أنا عمر زهر الدين محمد سعد، لن أكون وقودا لنار حربكم، ولن أكون جنديا في جيشكم».