إيران تبدأ مناورات عسكرية قرب حدودها مع العراق

حامد المطلك: العراق منزوع السيادة وصار تابعا لإيران

TT

اعتبر النائب العراقي، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، المناورات العسكرية الإيرانية عند الحدود العراقية «عملا استفزازيا غير مبرر، وسيضر بإيران مثلما سيضر بالعراق وبدول المنطقة»، مشيرا إلى أن «العراق لا يملك قوات عسكرية عند حدوده مع إيران، وكان الأجدر بالقوات الإيرانية اختيار منطقة أخرى من أراضيها الواسعة للقيام بمناوراتها».

وكانت إيران قد استأنفت أمس إجراء مناورات عسكرية قرب حدودها الغربية مع العراق. وأوضحت شبكة «إيريب» التلفزيونية الإيرانية أن المناورات العسكرية، التي تجريها قوات برية وقوات محمولة جوا من الجيش النظامي، تهدف إلى الحفاظ على جاهزية القوات المسلحة لمواجهة التهديدات العسكرية الخارجية.

وقال المطلك لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من بغداد، أمس، إن «العراق وبقراراته السياسية والأمنية أصبح تابعا لإيران، وهذه المناورات تدخل ضمن باب استعراض القوة الإيرانية أمام العراقيين ودول المنطقة والعالم»، مضيفا أن «إيران دأبت على هذا النوع من استعراض العضلات، سواء بعرض صواريخ بعيدة المدى أو إنتاج أسلحة متطورة أو إرسال قطعتين بحريتين عسكريتين إلى سواحل السودان، وهذا لا يعطي رسالة مطمئنة سواء لدول المنطقة أو دول العالم، خاصة أن الملف النووي الإيراني سبب الكثير من المشاكل بينها وبين دول العالم».

واعتبر المطلك أن هذه المناورات «تأتي لتزيد من توتر الشارع العراقي وتشنج الأوضاع الأمنية وحتى الاقتصادية، في الوقت الذي كنا نتمنى على الجارة إيران أن تعمق علاقات حسن النوايا وبما يحفظ المصالح المشتركة بين الشعبين العراقي والإيراني، وعلى الحكومة الإيرانية أن تراعي مصالحها في العراق».

وأوضح المطلك، وهو ضابط عسكري في الجيش العراقي السابق، أن «إيران ما زالت تعاني عقدة انتصار القوات العراقية عليها خلال الحرب العراقية - الإيرانية 1980 - 1988. وأنصحهم بأن يتحرروا من هذه العقدة لأنهم احتلوا العراق من خلال نفوذهم وسيطرتهم على القرارات السياسية والأمنية، ويبدو أن كل هذا لم يقنعهم ولم يحررهم من عقدهم، ونقول إن المشاكل التي يمر بها العراق كافية ولا تحتاج إلى المزيد من التأزيم»، مشيرا إلى أن «العراق عرضة لأي احتلال أو خرق لحدوده بسبب ضعف دفاعاته وقواته العسكرية، وهذا بسبب المشاكل والمشاحنات السياسية الداخلية والصراعات على السلطة بين الأحزاب والكتل».

واعترف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي بأن «العراق اليوم منزوع السيادة، ومنزوع من الإرادة والقرار الوطني، ولكن هذا لا يعني أن يتمادى البعض بتجاوز الخطوط الحمراء»، داعيا «دول الجوار إلى عدم استغلال ضعف العراق اليوم والتمادي، بل عليهم التعبير عن نياتهم الطيبة لبناء علاقات حسن جوار متينة وإعطاء رسالة إيجابية». وأوضح المطلك أن «مجلس النواب يتمتع حاليا بعطلة العيد، ولم يتسن لنا مناقشة هذه المناورات العسكرية الإيرانية عند حدودنا». وقد كثفت إيران، وخاصة الحرس الثوري، مؤخرا، من التدريبات العسكرية وسط تزايد التوترات الدولية بسبب برنامجها النووي، وتهديد المسؤولين الإسرائيليين بأنهم لا يستبعدون القيام بعمليات عسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني. وحذر القادة العسكريون الإيرانيون، أكثر من مرة، من أنه في حال شنت إسرائيل أي هجوم فإن الجمهورية الإسلامية سترد باستهداف إسرائيل بالصواريخ التي تمتلكها ويبلغ مداها ألفي كيلومتر.