بغداد ترفض طلبا إيرانيا بعدم تفتيش طائرات الشحن المتوجهة إلى سوريا

مستشار المالكي الإعلامي لـ «الشرق الأوسط»: نرفض الضغوط من أي طرف

TT

أعلنت الحكومة العراقية أن «قيامها بعمليات التفتيش على الطائرات المتجهة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية ومن أي جهة جاءت إنما هو جزء من التزام العراق الثابت في هذا المجال». وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «العراق جاد في هذا الأمر وإنه حين يقوم بذلك فإنه يمارس دوره في تنفيذ السياسة التي درج عليها وهو أن الحل في سوريا إنما هو حل سياسي وليس حلا عسكريا أو أمنيا» مشيرا إلى أن «هذا بمثابة التزام ثابت حيث إن العراق يمنع مرور أي شحنة سواء عبر أراضيه أو أجوائه إلى سوريا من أي جهة أتت وأنه في ذلك لا يخضع لضغوط أحد». ونفى الموسوي أن «تكون إيران طلبت رسميا من العراق عدم تفتيش طائراتها المتجهة إلى سوريا، وأن ما يقوم به العراق واضح ومعلن ويعرفه الجميع وهو ينسجم مع سياستنا الحيادية التي عبرنا عنها رسميا ولا يمكن أن نحيد عنها».

وكانت إيران قد طلبت أمس من العراق عدم تفتيش طائراتها المتوجهة إلى سوريا، وذلك بعد أن أمرت بغداد مرتين طائرتي شحن إيرانيتين متجهتين إلى سوريا بالهبوط للتحقق مما إذا كانتا تحملان أسلحة أو عتادا عسكريا محظورا. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أنه «يتعين على الحكومة العراقية أن تقاوم (الضغوط الأميركية) وأن لا تسمح بتكرار هذه الأعمال في المستقبل». وأضاف: «في الحالتين اللتين فتشت فيهما طائرتينا تبين مليا للسلطات العراقية أن تلك الاتهامات (إرسال أسلحة إيرانية إلى سوريا) غير صحيحة». ورفض الموسوي التعليق على فحوى المؤتمر الصحافي للناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية قائلا: إن «سياسة العراق لا تقوم على ردود فعل هذا الطرف أو ذاك وإنما هي موقف واضح ومبني على قناعات راسخة».

وللمرة الثانية في غضون شهر أمرت بغداد طائرة شحن إيرانية متوجهة إلى سوريا بالهبوط وفتشتها للتأكد من أنها لا تنقل أسلحة قبل السماح لها بمواصلة طريقها. وفي أول عملية من هذا القبيل في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) تبين أيضا أن الطائرة لم تكن تنقل أسلحة. وقد طلبت الولايات المتحدة من العراق مراقبة حمولة طائرات الشحن الإيرانية المتوجهة إلى سوريا عبر مجاله الجوي وتفتيشها خشية أن تكون تحمل عتادا عسكريا إلى نظام دمشق.

وتتهم واشنطن إيران بتزويد النظام السوري حليفها في المنطقة بالأسلحة لا سيما أنها تقدم له دعما متواصلا منذ بداية النزاع في سوريا.

ودون الذهاب إلى حد موقف طهران، ابتعدت بغداد عن موقف الدول الغربية وتركيا ومعظم الدول العربية التي تطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد وتدعم المعارضة. من جانبها تتهم إيران بعض الدول الغربية والعربية بدعم مقاتلي المعارضة السورية وتزويدهم بالأسلحة. وأكد مهمان باراست الثلاثاء أن «اتهامات الدول الغربية لإيران تهدف إلى تحويل الانتباه عن زعزعة الاستقرار في سوريا بسبب تزويد تلك الدول المجموعات الإرهابية بالأسلحة».