اليمن : قتلى وجرحى في أعمال عنف متواصلة في تعز

قوة أمنية في الضالع لوقف اقتتال قبلي على خلفية «مجزرة» مصلى العيد

TT

تشهد مدينة تعز، كبرى المدن اليمنية من حيث عدد السكان، أعمال عنف متواصلة حصدت أرواح العشرات من المواطنين الأبرياء، إضافة إلى مسلحين وعسكريين، هذا في وقت تدخلت قوة أمنية في محافظة الضالع لفض اقتتال قبلي أفضى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وحصدت أعمال العنف والقتل التي تشهدها مدينة تعز خلال الساعات الـ24 الماضية أكثر من 5 قتلى في مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري ومسلحين مدنيين، على غرار ما شهدته المدينة مطلع عام 2011، عندما اندلعت الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام، وفي سياق أعمال العنف المستمرة منذ ذلك الحين.

وحصدت حوادث العنف في تعز أرواح العشرات، ويقول ضياء الحق السامعي، مقرر المجلس الثوري بمحافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط» إنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد القتلى من كل الأطراف في هذه الحوادث المتواصلة بعيدا عن ساحات الاعتصام، ويرجعها السامعي إلى انتشار السلاح و«قيام نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعمليات تسليح واسعة النطاق لأنصاره إبان اندلاع الاحتجاجات من أجل القيام بعمليات إثارة فوضى واختلالات أمنية»، ويرجع السامعي أسباب ما يجري، بدرجة رئيسية، إلى مسؤولية السلطات الرسمية التي لم تستطع وضع حد للتدهور الأمني في تعز، الذي يعتقد أنه تزايد بعد بدء تطبيق المبادرة الخليجية.

وكانت محافظة تعز من أوائل المحافظات التي بدأت فيها الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام، وكانت بها ساحة اعتصام هي الأكبر في البلاد، وحسب إحصائيات حصلت عليها «الشرق الأوسط» فإن 230 شخصا قتلوا وجرح 3000 آخرون أثناء قيام قوات الأمن والجيش بقمع الاحتجاجات في تعز والهجمات التي استهدفت «ساحة التغيير»، إضافة إلى آلاف المصابين بالاختناقات بالقنابل المسيلة للدموع والغازات السامة التي كانت تستخدمها قوات صالح ضد المتظاهرين.

وفي الضالع، قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن أجهزة الأمن أرسلت قوة أمنية إلى منطقة العود بمديرية قعطبة لفض الاقتتال الأهلي القبلي الدائر هناك على خلفية «مجزرة» مصلى العيد التي وقعت صبيحة عيد الفطر الماضي وارتكبها شخص من قبيلة آل العماري وراح ضحيتها، حينها، 10 من آل المنصوب، قبل أن يهاجم الأهالي منزل القاتل بعد عدة أيام من تحصنه بداخله وقيامهم بقتله، غير أن الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث يطالب أهالي الضحايا ببقية «المتآمرين على المجزرة»، حيث يعتقدون أن هناك أطرافا أخرى شاركت في «المؤامرة»، خصوصا بعد اكتشافهم عدم حضور أبرز الشخصيات من آل العماري لمصلى العيد لأول مرة منذ عشرات السنين، وبعد إخفاء أسرة القاتل في مكان غير معروف حتى اللحظة. وينذر ما يجري هناك باحتراب أهلي واسع النطاق، خصوصا في ظل امتلاك القبائل لأنواع كثيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة.