النظام يقصف دمشق بالـ«ميغ» للمرة الأولى.. واغتيال عضو في قيادة الأركان الجوية

ناشطون: الوضع مأساوي في دوما.. والمرصد: غارات مركزة على محيط مشفى معرة النعمان

عناصر من الجيش السوري الحر يحتفلون بعد سيطرتهم على بلدة سلقين القريبة من إدلب أول من أمس (رويترز)
TT

قصف الطيران الحربي السوري في سابقة أولى منذ اندلاع الأحداث في سوريا يوم أمس دمشق بطائرات الـ«ميغ»، ملقيا 4 قنابل على حي جوبر شرق العاصمة السورية، بينما أعلن التلفزيون الرسمي السوري عن «مقتل عضو في قيادة الأركان الجوية، اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق، على يد مجموعة إرهابية مسلحة»، بينما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط نحو 113 قتيلا، في حصيلة أولية، غالبيتهم في إدلب ودمشق وريفها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرة الحربية ألقت 4 قنابل على الحي الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق، والمحاذي لبلدة زملكا في ضاحية العاصمة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بسماع صوت انفجار قوي في كل أنحاء دمشق.

وكان القصف قد طال ليل الاثنين مواقع في العاصمة دمشق، وتحدث السكان عن غارات جوية مكثفة على ضواحي القابون وزملكا وعربين، وقالوا إنها كانت الأعنف منذ قصفت الطائرات والمروحيات للمرة الأولى مناطق مؤيدة للمعارضة بالعاصمة السورية، في أغسطس (آب) الماضي.

في غضون ذلك، أعلن التلفزيون الرسمي السوري «مقتل اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق، على يد مجموعة إرهابية مسلحة».

وقال التلفزيون إن الخالدي، وهو عضو في قيادة الأركان الجوية، «تعرّض لإطلاق نار ليل الاثنين أثناء خروجه من منزل أحد أصدقائه في حي ركن الدين، حيث كان يقوم بزيارة اجتماعية، مما أدى إلى مقتله».

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بحدوث غارة على مدينة دوما في ريف دمشق أحدثت «دمارا هائلا في نحو 20 منزلا»، وأوقعت كثيرا من القتلى والجرحى. وقال الناشط أبو محمد من مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوضع في مدينة دوما مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فمعظم المشافي والصيدليات في المدينة أغلقت أبوابها لغياب الكادر الطبي والأدوية المطلوبة، فيما القصف بالهاون مركز بقوة على ساحة المجاهدين ومحيطها وجامع طه ومحيطه وساحة جامع الكبير ومحيطه، بالإضافة لمنطقة البلدية التي شهدت دمارا مرعبا، ولا يزال الهاون يتساقط فيها مخلفا دمارا هائلا والعشرات من القتلى».

وقال المرصد إن 5 أشخاص على الأقل، بينهم سيدة، قتلوا، وأصيب أكثر من 20 بجروح، إثر قصف من قبل القوات النظامية تعرضت له بلدة بيت سوا. وتعرض حي الحجارية في مدينة دوما في ريف دمشق لقصف من طائرة حربية «أسفر عن دمار هائل في المنطقة»، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى.

وأشار المرصد إلى أن قصفا مدفعيا استهدف «مبنى في البرج الطبي الذي ما زال قيد الإنشاء، والذي سيطر عليه مقاتلون معارضون قبل أيام، بعدما كان مركزا للقوات النظامية خلال الأشهر الماضية».

كما تعرضت بلدتا عربين وزملكا ومحيطهما في الريف الدمشقي لقصف من طائرات حربية.

وانتشر على موقع «يوتيوب» فيديو يظهر آثار الدمار الهائل اللاحق بمعمل تصنيع مادة «البلاستيك» في منطقة الرشيدية في حزة في ريف دمشق.

وشن الطيران الحربي غارات على محافظة إدلب؛ فقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال جراء الغارات على مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ومحيطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن الغارات تركزت على «محيط المشفى الوطني» في المدينة.

وترافق القصف مع اشتباكات عند مدخل المدينة، ومعارك متقطعة في محيط معسكر وادي الضيف القريب والمحاصر.

وقال الناطق باسم «شبكة شام» الإخبارية أحمد قدور إنه «لا تزال معظم مناطق إدلب وريفها تتعرض للقصف المستمر من قبل قوات النظام، التي نفذت اليوم (أمس) غارة جوية على قرية دير شرقي، في ريف معرة النعمان، ومحيط القرية حيث وجد النازحون»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام لا تزال مستمرة عند المدخل الجنوبي لمعرة النعمان». وأضاف أن بلدة سراقب في ريف إدلب، تعرضت ليل الاثنين لقصف عنيف من الحواجز المتمركز شرق أريحا، في ريف إدلب أيضا.

وشهدت بعض أحياء مدينة حلب اشتباكات بعد محاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن سكان في المنطقة.

وذكرت قناة «Yerkir» الأرمنية التلفزيونية أن «مسلحين تابعين للمعارضة السورية قاموا باعتراض حافلة مدنية، كانت متوجهة من حلب إلى بيروت، وخطفوا 10 أشخاص منه، بينهم 7 أرمن و3 مسيحيين عرب».

وبحسب المحطة، فقد هدد الخاطفون بقتل المخطوفين الـ10 في حال لم يتم إطلاق 150 من «زملائهم» في غضون 3 أيام.

وبالتزامن، أفادت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا بسقوط 5 جرحى، منهم الكاهن فرنسيس، جراء قصف دير الآباء اليسوعيين بـ«الهاون» في حمص القديمة، مشيرة إلى أن «الجيش الحر» نقل المصابين إلى المشفى الميداني في الحي.

كما أغار الطيران السوري على مواقع للمعارضين في محيط مدينة حمص في محاولة لفك الحصار الذي يفرضه المعارضون على معسكر تابع للجيش السوري في المنطقة.

وأسفرت هذه الغارات التي استهدفت قرية المباركية التي تبعد عن حمص بمسافة 6 كيلومترات، والتي يحاصر فيها المعارضون موقعا عسكريا حكوميا، عن مقتل اثنين من عناصر المعارضة وإصابة 10 بجروح.

وأعلن عضو هيئة الثورة، أبو رامي، عن تجدد القصف على حي دبر بعلبة من بعد منتصف ليل الاثنين في محاولة لاقتحام الحي، ليترافق ذلك مع اشتباكات بين «الجيش الحر» وقوات النظام. وشكلت مجموعة من الكتائب في محافظة درعا وريفها كتيبة جديد في المنطقة الجنوبية في سهل حوران بدرعا أطلقت على نفسها اسم «لواء المعتز بالله»، بحسب ما أظهر مقطع فيديو على موقع «يوتيوب».