حملات انتخابية وقت الكوارث

TT

تسبب إعصار «ساندي» في اضطراب في المرحلة الأخيرة من معركة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، حيث ألغى الرئيس الديمقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني مواعيد انتخابية على خلفية الإعصار، وأنهى أوباما جولته الانتخابية في ولاية فلوريدا وظل في واشنطن يدير أزمة الإعصار ويوجه المساعدات لمواطنيه في المناطق المنكوبة.

وجدير بالذكر أن مثل هذه الكوارث الطبيعية كان لها انعكاسات قوية على سير المعارك الانتخابية في مرات كثيرة من قبل، وهذه أمثلة على ذلك أوردتها وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها حول الموضوع أمس:

الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وإعصار «كاترينا»: أصبح هذا الإعصار الذي ضرب ساحل الخليج الأميركي في عام 2005 بمثابة إحدى كبرى المصائب التي حلت بالولايات المتحدة أثناء ولاية جورج دبليو بوش، وكشف عن تردد الرئيس الأميركي وتعامل واشنطن المشين مع الأزمات، وهو ما أدى إلى تدني شعبية بوش إلى الحضيض وشعور مواطنيه بالصدمة تجاهه.

بوتين وحرائق الغابات: واجهت حكومة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انتقادات شديدة بسبب سوء إدارتها للحرائق الهائلة التي اندلعت في روسيا عام 2010، وهو ما أدى إلى تدني شعبية بوتين والرئيس الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف في استطلاعات الرأي. وحذر ميدفيديف حينها من سوء استغلال حرائق الغابات في المعركة الانتخابية.

وظهر بوتين نفسه في عدد من وسائل الإعلام كرجل إطفاء وهو يصعد إلى طائرة إطفاء للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق. وأدت خيبة الأمل تجاه حكومة بوتين في عدد من المناطق الروسية إلى تزايد شعبية المعارضة الروسية، ولكن حزب بوتين ظل متقدما على مستوى روسيا إجمالا.

شرودر والفيضان: عندما تعرضت مناطق بشرق ألمانيا للفيضانات في عام 2002 كانت المعركة الانتخابية في ألمانيا تتجه لتوها إلى المرحلة الأخيرة، وكان هذا الفيضان بمثابة دعم انتخابي غير متوقع بالنسبة للحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار الألماني غيرهارد شرودر وحزب الخضر المشارك في الائتلاف الحكومي، حيث اعتمدت الحكومة برنامج مساعدة بقيمة 100 مليون يورو للمناطق المتضررة.

ووقف شرودر آنذاك في منطقة دمرها الفيضان وهو يرتدي حذاء بلاستيكيا طويلا ليطالب بمواجهة قومية لكارثة الفيضان. ثم قطع مرشح التحالف المسيحي الديمقراطي ادموند شتويبر، العضو بالحزب المسيحي الاجتماعي، عطلته وأسرع إلى المناطق المنكوبة.

ووقف المرشح الثالث لمنصب المستشارية جيدو فسترفيلي بعيدا عن منطقة الفيضان ليقول: «لن أشارك في معركة انتخابية تتم عند سدود منهارة». وكان من الواضح أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومرشحه شرودر استفاد كثيرا من إدارة الحكومة الائتلافية من الاشتراكيين والخضر للأزمة.