صدق أو لا تصدق: السودان مقصد سياحي صاعد

الأهرامات بجوار النيل في مروي.. وليس مصر

TT

تعج المنطقة الشمالية النائية الآمنة من الصحراء النوبية في السودان بالأهرامات أكثر من مصر، ولا يزورها أي شخص خارج المنطقة تقريبا. مع ذلك كنت مهتما بالناس في هذه المنطقة أكثر من أي وجهة أخرى، فقد كان يملؤني الفضول لرؤية كيف يعيشون في ظل هذه الصراعات الطويلة.

كان أول انطباع خلفته الخرطوم في نفسي هو النظام ونظافة الشوارع التي لم أرها في أي دولة أفريقية أخرى. وكانت الطرقات معبدة وحقائب القمامة البلاستيكية منتشرة ولا يخرج منها أي قمامة. قال لي ويل وهو يسير بجانب النهر: «صدق أو لا تصدق، السودان مقصد سياحي صاعد بحق».

مع ذلك انخفض عدد السياح في الدولتين منذ انفصال جنوب السودان عن شمالها عام 2011، فلم أر خلال مدة إقامتي سوى عدد قليل من الزوار القادمين من الخارج. وأشار تقرير تم تقديمه إلى المجلس الدولي للمعالم والمواقع إلى أن 6 آلاف سائح يأتون سنويا إلى مروي، حيث توجد الأهرام. مررنا بجانب سائقي سيارات الأجرة الراكعين بجانب سياراتهم على سجاجيد صغيرة لأداء الصلاة. تحت الكوبري على مرتفع مترب تجلس نساء ترتدين ملابس وأغطية رأس ذات ألوان زاهية بين عدد كبير من الطاولات البلاستيكية المنخفضة والكراسي التي دون ظهر، ورجال يرتدون إما قمصانا بنصف كم أو جلاليب يحتسون الشاي، بينما يدخن كثيرون، ويتحدث الجميع بصوت خفيض. اتخذنا لنا مجلسا في مقهى، وأحضر لنا الصبي كوبين من الشاي به قدر كبير من السكر يقدم في مختلف أنحاء السودان. في الماء كان هناك رجلان يقودان قاربا في النهر يحركان مجدافيهما معا في تناغم، بينما يقف على الضفة البعيدة رجل عجوز يرعى ماشيته العجفاء بصمت. وقلت: «ليس هذا ما توقعت أن أراه». وأومأ ويل برأسه قائلا: «وضع هادئ إلى حد ما، أليس كذلك؟».