مهرجان إسرائيلي لتشجيع الشبان المسيحيين العرب على الخدمة في الجيش

مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة يلقي الحرمان على خوري شارك فيه

TT

في بيانين شديدي اللهجة، وجهت 20 حركة شبابية وشعبية للمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) وقادة الطائفة العربية الأرثوذكسية المسيحية في مدينة الناصرة، اتهاما للسلطات الإسرائيلية بالسعي إلى بث الفتنة الطائفية ودق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد، وذلك بتوجهها لما سمته «تشجيع الشبان المسيحيين على الخدمة في الجيش الإسرائيلي». وأعلن القادة المسيحيون عن فرض الحرمان والمقاطعة على رجل دين في المدينة، لمشاركته في مهرجان أقامته السلطات لهذا الغرض. وأعلنوا أن مقاطعة الخوري تشمل أيضا، منعه من مزاولة الكهنوت داخل الكنيسة «ليكون عبرة للجميع ودرسا لكل من يفكر أن يحذو حذوه»، حسب نص البيان.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أقامت اجتماعا في البلدة اليهودية «نتسيرت عيليت»، بمشاركة عدد من الشبان المسيحيين تحت شعار «تشجيع الشبان المسيحيين على الخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي». وحضر الاجتماع رئيس بلدية المدينة، شمعون غابسو، وهو من حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يقوده وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ورئيس القسم الأمني - الاجتماعي في وزارة الدفاع الإسرائيلية، المحامي حاييم بن عامي، ورئيس قسم الأقليات في الوزارة، ونفر من رجال الدين المسيحيين من الناصرة والمنطقة. وقد أثار الاجتماع غضب القوى الوطنية، التي تعتبر أكثرية ساحقة بين المسيحيين، مطالبين باتخاذ إجراءات بحق المتآمرين على الشباب المسيحي لسلخه من عروبته.

وجاء في البيان الصادر عن مجلس الطائفة الأرثوذكسية: «في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات أبناء الطائفة العربية الدرزية لرفض الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تتعالى أصوات النشاز من بعض المرتزقة لتجنيد أبناء الطوائف المسيحية لخدمة جيش الاحتلال، تحت شعارات فارغة منها (حماية الأقلية المسيحية في هذه البلاد) حسب تعبيرهم. إن موقفنا كان ولا يزال يؤكد على حقيقة واحدة ووحيدة، وهي أن المسيحيين العرب في البلاد، هم جزء لا يتجزأ من أبناء شعبهم الفلسطيني، باقون في وطنهم، وحمايتهم هي كحماية سائر أبناء شعبهم في البلاد، من سياسة التمييز القومي التي تتبعها الحكومات وسائر أذرع المؤسسة الحاكمة في إسرائيل، وكل دعوات مشبوهة لغير ذلك، تهدف إلى التفرقة العنصرية المقيتة، واختلاق احتراب داخلي لضرب المناعة الوطنية، الكفيلة في مواجهة السياسة العنصرية، وسياسة الاقتلاع. لأن بتفريقنا نصبح لقمة سائغة في فم السلطة الحاكمة. إن مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية يطالب المجتمع النصراوي وسائر أبناء شعبنا، بمقاطعة كل المشاركين في هذا المؤتمر المعيب كانوا من كانوا. أما على مستوى من شاركوا باسم طائفتنا، ذات التاريخ الوطني العريق على مدار عقود من الزمن، وأولهم الكاهن جبرائيل نداف، الذي لم يعد كاهنا للطائفة منذ أكثر من عامين، وهو لا يمثل الطائفة لا من قريب ولا من بعيد، كما ظهر اسمه في نص الدعوة للمؤتمر إياه، فقد حذره المجلس من مغبة استخدام اسم الطائفة، في محاولة للادعاء بأنه كاهنها في الناصرة، كما جاء في نص الدعوة إياها».

وتوجه مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة إلى الشباب والشابات العرب عامة، والمسيحيين خاصة، كونهم يواجهون محاولة تجزئة سلطوية، إلى صد هذه الدعوات المشبوهة ودحرها، وإعادتها إلى أوكارها، فـ «إسرائيل الرسمية تحاول من جديد تطبيق ما فشلت به في الماضي، حينما سعت إلى تجنيد المسيحيين العرب، ولم تجد من يوقع لها على ما تريد، ومن البديهي أنها لن تجد اليوم ما لم تجده في الماضي رغم هذا النفر الذي لا يمثل إلا نفسه».

وأعلن المجلس أنه سيدعو إلى مؤتمر وطني يضم كل رؤساء الطوائف الدينية والعلمانية لنبذ هذه الظاهرة لأن «نجاحهم في الناصرة سيشجعهم للمضي في هذا المخطط وسيعمم على باقي المدن والقرى العربية فتعالوا ندفنه ونستأصله اليوم قبل فوات الأوان فالناصرة هي رأس الحربة».

كما أصدرت 20 جمعية شبابية وأهلية في الناصرة ومنطقتها بيانا حول حملة التجنيد، هاجم عملية الترويج وطرح الإغراءات، وقال: إن هذه الحملة تأتي استمرارا للمخطط القذر لتسميم عقول الشباب وحثهم على الالتحاق في الخدمة العسكرية. وتابع البيان: «أصبح واضحا للجميع أن موجة إثارة العنف والسلاح وحوادث الإجرام والتغطية عليها من قبل المؤسسة الإسرائيلية، تهدف بشكل أساسي، إلى إشعار أهلنا بغياب الأمان. وأصبح واضحا أن إثارة النعرات الطائفية لتمزيق مجتمعنا لتسهل تقبل شبابنا لفكرة الجيش الإسرائيلي، لكي نصبح في نهاية الأمر عائلات وطوائف متناحرة نتقاتل فيما بيننا ونزرع الموت في بلداتنا، لصرف اهتمامنا عن مهامنا النضالية والفاشية المتفشية التي تتجه دولة إسرائيل نحوها بوتيرة متسارعة». ووعد البيان بفضح كل من تسول له نفسه التواطؤ مع هذا المخطط القذر لسلخ جماهيرنا العربية عن تاريخ أجدادها وجذورها. كلنا في خندق واحد في مواجهة هذا المشروع وليس أمامنا إلا الوحدة والتكاتف لنفشل هذه المؤامرات التي تحاك ضد أبناء شعبنا ونؤكد على اعتزازنا بانتمائنا لشعبنا الفلسطيني ولن نرضى بنزع هذا الانتماء عنا. هنا باقون على أرض الآباء والأجداد ونحن حجارة الوادي ونتنفس هواء هذه البلاد ليس بمنة من أحد وإنما كحق مقدس من حقوقنا ونؤكد أن حمايتنا لن تأتي من أفراد أو جماعات، بل من انتمائنا لشعبنا.