أمرت نيابة أمن الدولة العليا في مصر بحبس 16 متهما 45 يوما على ذمة التحقيقات التي تجريها في القضية المعروفة إعلامية بـ«خلية مدينة نصر» الإرهابية، والتي فجر قائدها نفسه في اشتباكات دامية مع الشرطة الأسبوع الماضي، بينما قال مصدر قضائي على صلة بالتحقيقات إن المتهمين اعترفوا باستهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية في البلاد.
وكشفت التحقيقات التي يشرف عليها المستشار تامر الفرجاني، المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة، أن المتهمين كونوا خلايا عنقودية غير مترابطة لتنفيذ عمليات تفجيرية مستحدثة في مصر أطلقوا عليها «حرب المدن» بعد أن تدربوا على تصنيع الدوائر الكهربائية التي تستخدم في صناعة القنابل الناسفة باستخدام السيارات وتفجيرها عن بعد باستخدام الهواتف المحمولة بعد تنفيذها نظريا من خلال أوراق تم ضبطها بحوزتهم.
وقال مصدر قضائي على صلة بالتحقيقات مع المتهمين بأنه عند مواجهة المتهمين بما تم ضبطه معهم من أدوات صناعة القنابل والمتفجرات والمواد الخام اللازمة لتلك العمليات اعترفوا بحيازتهم لها، وأنهم حصلوا عليها من ورش حدادة بمنطقة السبتية بوسط القاهرة، كما اعترفوا بحصولهم على خرائط بخطوات تصنيع القنابل بقصد استهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية في مصر خاصة السفارات والتوكيلات التجارية والسفن العابرة في قناة السويس، وذلك انتقاما من الدولتين لما قالوا إنه سياسة جائرة تنتهجها الدولتان ضد المسلمين في الشرق الأوسط.
وأضاف المصدر أن «المتهمين نفوا اتهامات بتخطيطهم لاستهداف مسؤولين كبار من بينهم الرئيس محمد مرسي، وقيادات حزبية وسياسية معارضة، حيث أكد أحدهم خلال التحقيقات التي جرت معهم داخل جهة سيادية أنهم لم يستهدفوا (أي مصري ينطق الشهادتين)».
من جانبه، كشف مصدر أمني عن أن التحقيقات مع المتهمين تتم بشكل فردي لمواجهتهم بالتحريات المقدمة من جهاز الأمن الوطني، والتي كشفت اتصال عناصر الخلايا التي تم ضبطها بعناصر تكفيرية بالخارج في العراق وليبيا وغزة عن طريق شبكة الإنترنت من خلال مراسلات عبر البريد الإلكتروني.
من جانبه، أكد مصدر أمني بمصلحة السجون أنه لم يتم إخطار المصلحة بالتحفظ على المتهمين لديها، وأنهم لا يعلمون شيئا عنهم، ونفى حبسهم بسجني الاستئناف وطرة، قائلا: «لم يتم إيداع المتهمين في خلية مدينة نصر أيا من سجون المصلحة لدينا وأنهم متحفظ عليهم داخل إحدى الجهات السيادية التي ما زالت تشرف على التحقيقات معهم بداخل أحد مقارها»، فيما أكد خبير أمني أن الخلايا التي تم ضبطها لا ترتبط تنظيميا بعضها ببعض وإنما تتقارب في الفكر المتطرف لأنهم يعتنقون أفكار السلفية الجهادية، وغالبا ما يكون أفرادها أفكارهم عن طريق قراءة كتب تكفيرية قديمة لعلماء وفقهاء تراجعوا عن العنف.