دمشق في حالة حرب: قصف وانفجارات وتحذيرات من كارثة إنسانية في الريف

1400 قتيل في ريفها خلال الشهر الماضي

مقاتلون من الجيش الحر يتأهبون لمهاجمة دبابة نظامية من مخبئهم بريف حلب أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

شهدت العاصمة السورية دمشق أمس واحدا من أعنف الأيام قصفا ودمارا ودموية، إذ تحدث ناشطون عن دوي انفجارات وعن قصف عنيف طال أحياء الحجر الأسود والعسالي، تماما كمجمل مناطق الريف.

وقال ناشطون إن مروحيات الجيش النظامي السوري قصفت حيي الحجر الأسود والعسالي في دمشق، لافتين إلى أن مروحيات النظام ألقت عددا من البراميل المتفجرة على الأحياء الدمشقية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن انفجارين شديدين دويا في منطقة الحجر الأسود بمدينة دمشق.

وانفجرت عبوتان ناسفتان، أول من أمس، في منطقة المزة بدمشق، أسفرتا عن قتيل وعدد من الجرحى وأضرار مادية. وقال مصدر رسمي إن التفجير وقع قرب جامع الهدى في مزة جبل بدمشق، مما أدى إلى مقتل شخص ووقوع أضرار مادية في مكان الانفجار، بينما أشار ناشطون إلى أن الانفجار استهدف ثلاثة أكشاك يتهم أصحابها بأنهم من الشبيحة. بينما نفذت قوات الأمن عمليات مداهمة واعتقالات أمس في حارة الزيات قريبا من جامع المصطفى، كما شهد حيا بزرة وتشرين إطلاق نار كثيفا.. كما انفجرت عبوة ناسفة أمام ملعب الجلاء على أوتوستراد المزة، مما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى وأضرار مادية. وشمل القصف بالأمس مدن وبلدات السيدة زينب وجسرين ويلدا وبيت سحم بريف دمشق، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى، كما وقعت اشتباكات في بلدة السيدة زينب. أما زملكا، فقد تعرضت لثلاث غارات صباحا استهدفت محيط الجامع الكبير، كما قصفت الطائرات بلدة كفربطنا «بالقنابل والصواريخ الفراغية وأحدثت دمار كبيرا، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى»، بحسب ما قاله ناشطون في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط». وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة عن التقرير الشهري الذي يعده مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، وقد تبين فيه أن 1404 أشخاص قضوا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بمعدل مقتل 45 شخصا يوميا.‏ وقال الناشط ربال، من مجلس قيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط» إن الطيران الحربي قصف يوم أمس مدينة كفربطنا، مما أدى إلى انفجارات كبيرة، كما استكمل قصفه العشوائي لمدينة دوما، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى. وفي حرستا، أفاد الناشطون بأن طائرات الميغ تقصف المدينة بعنف، وسط اشتباكات متواصلة بين الجيشين «الحر»، و«النظامي» الذي حاول اقتحام المدينة من محاور عدة، كما قصفت طائرات الميغ بلدة جسرين بريف دمشق، وسط حالة من الذعر والهلع بين الأهالي.

وأضاف الناشطون أن النظام يقطع الكهرباء والماء، محذرين من «كارثة» إنسانية بسبب الماء الآسن المتدفق في شوارع المدينة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 4 قتلى وجرحى سقطوا جراء القصف بالقنابل العنقودية بدير العصافير بريف دمشق. وقال سكان إن طائرات الميغ قصفت بلدة دير العصافير بالقنابل الفراغية والعنقودية، وسقط في البلدة أكثر من عشرة قتلى وعشرات الجرحى، وهناك ضحايا ما زالوا تحت أنقاض المباني التي سقطت على رؤوس ساكنيها.

إلى ذلك، شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على قريتي تلمنس ومعرشمارينن في محافظة إدلب، وقتل 28 جنديا نظاميا سوريا على الأقل في هجمات شنها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية في شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد. وقال المرصد: «قتل 28 عنصرا من القوات النظامية على الأقل، إثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب على ثلاثة حواجز للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب» الواقعة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا.

وأشار إلى أن المقاتلين استهدفوا «حاجزي إيكاردا على طريق حلب سراقب، حيث تم الاستيلاء على عربات مدرعة من الحاجزين». كما «تم تدمير حاجز حميشو على طريق سراقب - أريحا». ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة أنهم «شاهدوا جثث عناصر القوات النظامية على الحواجز»، وأدت هذه الهجمات أيضا إلى مقتل خمسة من المقاتلين المعارضين. وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن المقاتلين شنوا هجمات صباح اليوم على هذه الحواجز «التي تعرض محيطها للقصف بالطيران الحربي».

هذا ودارت «اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة ومقاتلين من جبهة النصرة» في محيط معسكر وادي الضيف الواقع على بعد نحو كيلومترين شرق معرة النعمان. وذكر ناشطون أن قتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا في انفجار قرب كلية الحقوق بمدينة إدلب.

وفي غضون ذلك، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قامت بإعدام أحد عشر شخصا من حي كازو في حماه، «حيث تم خطفهم يوم الأربعاء من قبل الشبيحة، وتم العثور عليهم الخميس وهم مذبوحون بالسكاكين».

وفي حلب، قصف الطيران الحربي بعنف بلدتي خان العسل وكفرناها بريف حلب، وألقى عددا من البراميل المتفجرة. وقال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة دارت في محيط فرع المخابرات الجوية بين الجيشين «النظامي» و«الحر» في مدينة حلب.

وأوضح المرصد أن حي السكري بحلب تعرض لقصف القوات النظامية فجر الخميس، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مناطق متفرقة من حلب. وتعرض حي السكري في حلب وبلدات دير حافر والسفيرة وتل حديا بريفها للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الأربعاء/الخميس، «مما أدى إلى سقوط جرحى»، في حين شهدت عدة أحياء أخرى في المدينة «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة».

وطال القصف كذلك منطقة اللجاة وبلدات الغارة الغربية والمسيفرة في ريف درعا من بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، بينما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة داعل صباح يوم الخميس. ومن الرستن، تحدث ناشطون عن استمرار حصار المنطقة وسط قصف عنيف، قضى على ما تبقى من مبانيها.