الوسيط الدولي في نزاع الصحراء يتعهد بالعمل على فتح الحدود المغربية - الجزائرية

كريستوفر روس يلتقي في العيون مؤيدي «مغربية الصحراء» و«انفصاليي الداخل»

TT

كشف قيادي حزبي مغربي النقاب عن أن كريستوفر روس، المبعوث الأممي المكلف نزاع الصحراء وعد قادة أحزاب مغربية بالعمل من أجل فتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر المغلقة منذ 18 سنة. وكانت الحدود بين البلدين أغلقت في أغسطس (آب) 1994 عقب هجوم شنه فرنسيون من أصل جزائري على فندق أطلس اسني بمراكش، أدى إلى مقتل شخصين وجرح آخرين، وقررت السلطات المغربية إثر ذلك الحادث فرض تأشيرات على الجزائريين، وردت الجزائر بإغلاق الحدود البرية بين البلدين.

وقال حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المشارك في حكومة عبد الإله ابن كيران، عقب اجتماع عقد مساء أول من أمس في الرباط، واستمر قرابة خمس ساعات بين روس وقادة الأحزاب المغربية: «وعد روس بأن يتدخل من أجل فتح الحدود مع الجزائر، والعمل على حل هذه الإشكالية، وألا يكون هناك لا ضرر ولا ضرار في المنطقة، وأبلغنا بأن الأمم المتحدة تتابع موضوع الحدود المغلقة».

وأضاف شباط في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «خرجنا من اللقاء مع روس بفكرة إيجابية خاصة بعد أن جرى نقاش عميق حول موضوع الصحراء، وشرح قادة الأحزاب، خلال الاجتماع، وجهات نظرهم حول المشكلة».

وعبر شباط عن اعتقاده بأن تقرير روس (سيقدمه لمجلس الأمن أواخر الشهر الحالي) سيكون هذه المرة موضوعيا ويتضمن وجهة نظر المغرب. وبشأن التقرير السابق، الذي كان من بين الأسباب التي أدت إلى اتهام المغرب لروس بعدم الحياد، قال شباط «قال لنا روس خلال الاجتماع إن هناك عددا من المتدخلين في ملف الصحراء، منهم مندوبية حقوق الإنسان، والمفوضية العليا للاجئين، والبعثة الأممية في الصحراء (مينورسو)، بالإضافة إلى جهات أخرى»، وهي إشارة إلى أن ما ورد من أمور سلبية في تقرير بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، لا يتحمل روس وحده مسؤوليته. وسبق للمبعوث الأممي خلال لقاء مع شخصيات غير حكومية مغربية أن أشار إلى أن التقرير الذي يقدمه الأمين العام الأممي «تركيبي»، ويعبر عن وجهات نظر جميع المنظمات الدولية التي لها علاقة بالمشكلة.

وفي سياق متصل، نسب إلى قادة أحزاب مغربية شاركوا في اللقاء مع قولهم إنهم «حملوا الجزائر مسؤولية استمرار نزاع الصحراء». وفي هذا الصدد، أعرب مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة برلمانية) عن تأييد حزبه للفكرة التي طرحها روس حول العمل على تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر، وقال: إن المغرب «بكافة شرائحه يأمل تحسين علاقات البلدين بحكم الجوار وبالنظر لأهمية هذه العلاقة ودورها الأساسي في إيجاد حل لقضية الصحراء».

ودعا الباكوري المجتمع الدولي للضغط على الجزائر بكل الوسائل للوصول إلى حل سلمي ونهائي لنزاع الصحراء. وقال خالد الناصري، العضو القيادي في حزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة، إنه يأمل أن يبادر روس، تبعا لمهمته كوسيط، إلى مساءلة الجزائر وجبهة البوليساريو عن أسباب عدم قبولهما حلا توافقيا للنزاع. من جانبه، قال صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار (معارضة برلمانية)، إن المغرب سيعمل على تسهيل مهمة روس، لأن لديه رغبة حقيقية في الوصول لحل سلمي للمشكلة. وقال عبد الواحد الراضي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (معارضة برلمانية) إلى أنه طرح أمام روس «المفارقة التي تمت ملاحظتها بين المبادئ والتوجهات العامة لمجلس الأمن، وما يقع على مستوى المينورسو أو ما يكتب في التقارير».

يشار إلى أن روس أجرى في العيون، كبرى مدن الصحراء، اجتماعات مع أطراف مختلفة بهدف الاستماع إلى وجهة نظرها بشأن نزاع الصحراء ضمنهم مجموعات تؤيد «مغربية الصحراء» (الوحدويون) من بينها من يتولون مسؤوليات على المستوى المحلي، وكذا مجموعات تؤيد الانفصال أو ما يطلق عليهم في المغرب «انفصاليو الداخل»، كما التقى روس مسؤولين في البعثة الأممية في الصحراء (مينورسو)، ومن المقرر أن يزور روس مناطق خارج مدينة العيون لتفقد وحدات عسكرية أممية.