ناشطون سوريون يتهمون النظام بتدبير تفجيرات في دمشق

كجزء من استراتيجيته لتخويف الأقليات

TT

طرح التفجير الذي استهدف قبل 3 أيام حي السيدة زينب في جنوب دمشق، حيث يوجد أحد أهم المقامات عند الطائفة الشيعية، الكثير من الأسئلة حول المستفيد من هذه التفجيرات التي تقع في أحياء ذات هوية طائفية معينة.

ففي مطلع الأسبوع، قتل أكثر من 11 شخصا بانفجار سيارة مفخخة في مدينة جرمانا، إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، التي تقطنها غالبية درزية. وفي 20 من الشهر الماضي، سقط ما لا يقل عن 13 شخصا وأصيب عشرات آخرون، واحترقت عدة سيارات في تفجير وقع في باب توما - الحي الذي تقطنه غالبية مسيحية شرق دمشق.

ويعتبر الناشطون السوريون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد أن هذه التفجيرات مترابطة وتصب في خانة واحدة. وفي هذا الإطار، يقول علاء، وهو ناشط دمشقي: «سياق هذه التفجيرات واحد، استهداف أحياء تسكنها أقليات دينية ومذهبية بهدف تخويفها وإلصاق التهمة بـ(الجيش الحر)».

وفي حين يتهم الناشط المعارض النظام السوري بالوقوف وراء هذه الانفجارات، لا يستبعد استمرارها وتوسع نطاقها، ويضيف: «قد ينتقلون إلى استهداف الكنائس ودور العبادة، وربما يقدمون على اغتيال رجال دين مسيحيين وشيعة ودروز وعلويين، فالنظام السوري قد يفعل أي شيء لضمان الأقليات في صفه».

ويربط نادر، وهو من سكان حي باب توما الدمشقي، «بين حدوث الانفجار في الحي الذي نشأ فيه، وقرار المسيحيين - ولا سيما رجال الكنيسة - رفض العرض الذي قدمه لهم النظام بالتسلح للدفاع عن أنفسهم ضد الثوار».. ويقول الشاب المتعاطف مع الثورة: «أراد النظام أن يوجه رسالة إلى المسيحيين إما أن تكونوا معنا، أي تتسلحوا وتخوضوا الحرب إلى جانبنا، أو تموتوا عبر التفجيرات وما سواها».

ورغم إصراره على أن المسيحيين يقفون إلى جانب الثورة، يعترف نادر بأن «قسما لا بأس به من المسيحيين ما زال مترددا»، وهو لا يستبعد في هذا الصدد أن «تكون التفجيرات في الأحياء المسيحية هدفها تخويف هؤلاء ودفعهم إلى الوقوف إلى جانب النظام في حربه ضد الشعب السوري».

ويتساءل نديم، عضو تنسيقية دمشق جرمانا للثورة السورية: «لماذا تقع الانفجارات في المناطق التي لا يزال النظام يتمتع بنفوذ فيها؟»، ويضيف: «ولماذا لا نرى تفجيرات مماثلة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة؟ إذا كان النظام يتهم إرهابيين وتكفيريين بتدبير هذه التفجيرات، لماذا لا يفجر هؤلاء في مناطق أخرى؟».

ويعيش في مدينة دمشق نحو 4 ملايين نسمة، يشكل المسلمون السنة نحو 93% منهم، يليهم الأكراد الذين يشكلون 4% ويتمركزن في حي ركن الدين شمال المدينة. كما يقطن في دمشق أعدادا كبيرة من المسيحيين، أغلبهم من الروم الأرثوذكس الإنطاكيين والروم الملكيين الكاثوليك، ومن أشهر أحيائهم باب توما والقصاع.

وقد احتضنت العاصمة السورية - بعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى السلطة - آلاف العلويين، وهم يقيمون في عدة مناطق من أبرزها «منطقة 86» الواقعة في حي المزة غرب دمشق، بالإضافة إلى حي الورود ومنطقة الهامة وعش الورور وأماكن أخرى. كما توجد في المدينة جاليات إيرانية وعراقية تعتنق المذهب الشيعي الاثنا عشري، إضافة إلى الأرمن والشركس والسريان.