اشتباك بين حاجز أمني ومسلحين في جرود عرسال يوقع 12 جريحا

رئيس البلدية لـ «الشرق الأوسط»: الحادث وقع إثر منع نقل جريح سوري إلى لبنان والتسبب في موته

TT

وقع فجر أمس اشتباك بين عناصر كتيبة الفهود التابعة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، ومسلحين في جرود عرسال البقاعية الواقعة على الحدود مع سوريا، وقد أدى هذا الحادث إلى إصابة 12 عنصرا أمنيا، وذلك على خلفية إدخال جريح من سوريا إلى لبنان، ووفاة هذا الجريح على الحاجز الأمني.

فقد أعلن مصدر أمني لبناني، أن «الحادث وقع عند الساعة الرابعة فجرا (أمس) لدى مهاجمة عشرات المسلحين المركز الأمني». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أنه «خلال وصول الجريح محمد كنج، وهو من الجيش السوري الحر، بسيارة إسعاف تابعة لبلدية عرسال، إلى حاجز قوى الأمن الداخلي عند نقطة حميد، ولدى محاولة عناصر الحاجز أخذت هوية الجريح وتم إبلاغ القيادة بذلك لنيل موافقتها، واتصل سائق الإسعاف برئيس بلدية عرسال (علي الحجيري) طالبا منه التدخل، وبعد دقائق حضر نحو 70 مسلحا بسيارات (بيك أب)، واقتحموا الحاجز وانهالوا بالضرب بالعصي والحجارة والهراوات على عناصره الـ12 الذين كانوا بغالبيتهم نائمين، مما أدى إلى إصابتهم جميعا وتم نقلهم إلى المستشفى للمعالجة». وأكد المصدر أن هذا الحادث استدعى تعزيزات للجيش وقوى الأمن الداخلي، وبوشر بتعقب المعتدين على عناصر الحاجز. وردا على سؤال، لفت المصدر إلى أن «مهاجمي الحاجز بعضهم أتى من الأراضي السورية والبعض الآخر من لبنان وكانت لهجتهم سورية، وعلى الأرجح أنهم من الجيش السوري الحر».

ونشرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، أسماء العسكريين المصابين وهم: المعاون أول خليل. ي، وحالته حرجة، والرقيب أول محمد. أ، والرقيب أول مهدي. ز، والرقيب أول محمد. ن، والرقيب أول عباس. ح، والعريف علي. و، والعريف أحمد. م، والعريف محمد. م، والعريف بشير. ج، والدركي خالد. و، والدركي إلياس. خ، والدركي حسنين. ح.

وفي الوقت نفسه، نفى رئيس بلدية عرسال علي الحجيري كل الاتهامات التي سيقت ضده، متهما من سماهم «أبواق» حزب الله و(النائب) ميشال عون بتسويق هذه الأكاذيب والأضاليل. وأكد الحجيري لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لدى محاولة سيارة إسعاف إدخال جريح سوري إلى لبنان، اعترضها أحد العسكريين ومنعها من إيصاله إلى المستشفى وأبقاه على الحاجز لأكثر من نصف ساعة». وأوضح أنه «بعد منع الجريح من الدخول وإيصاله إلى المستشفى ظل ينزف على الحاجز إلى أن توفي، عندها غضب الأشخاص الذين كانوا ينقلونه وتعاركوا مع عناصر الحاجز وحصل تضارب بالأيدي لا أكثر ولا أقل، وكان تدخلي هو لإصلاح الوضع وتهدئة الأجواء». وقال: «لا أحد يستطيع أن يتهمني بالاعتداء على قوى الأمن الداخلي، فأنا أعتبر نفسي عنصرا في قوى الأمن وتحت إمرة (المدير العام لقوى الأمن الداخلي) اللواء أشرف ريفي، وعند اللواء الشهيد وسام الحسن، كما أعتبر نفسي جنديا في الجيش اللبناني»، مشيرا إلى أن الجيش وقوى الأمن ينسقان معه «بشكل دائم من أجل حل أي إشكال في المنطقة (عرسال) ولذلك لا مجال للاختلاف مع القوى الأمنية والعسكرية ومع أي جهاز في الدولة لأننا نحرص عليه كحرصنا على أنفسنا». وردا على سؤال عن سبب وجود عناصر من الجيش الحر في منطقة عرسال أو حدودها، أجاب الحجيري: «لا وجود لأي عنصر من الجيش الحر، لا في عرسال ولا في غيرها من المناطق اللبنانية، لأنه لا عمل لهم في لبنان، هؤلاء يقاتلون داخل سوريا وهم غير مستعدين لترك واجبهم داخل بلدهم والمجيء إلى لبنان، والكل يعرف ذلك حتى وسائل إعلام حزب الله وميشال عون التي تروج لهذه الأكاذيب».