مظاهرات على وقع القصف.. والجيش الحر يسقط طائرة «ميغ» ويسيطر على سراقب

قيادي في الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: أهمية البلدة تكمن في قطع الإمدادات بريا عن قوات النظام في حلب وإدلب

شيخ سوري يرفع علم الثورة في مظاهرة حاشدة خرجت أمس بعد صلاة الجمعة بمنطقة سرمدا بإدلب (رويترز)
TT

على وقع التفجيرات والعمليات العسكرية المستمرة التي يذهب ضحيتها عشرات القتلى يوميا، خرج السوريون في مناطق عدة في مظاهرات يوم أمس الجمعة، حملت عنوان «داريا دم وعنب وعدالة دولية». ونجح الجيش الحر في إسقاط طائرة «ميغ» في ريف دير الزور، معلنا أيضا سيطرته على بلدة سراقب في إدلب بعد معركة استمرت يومين أوقعت خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بحسب ما أكد قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط». ولفت المصدر إلى أن أهمية سراقب، التي تعتبر ثاني أكبر بلدة في محافظة إدلب وتقع عند تقاطع طريقين سريعين يؤديان إلى محافظة حلب، تكمن في موقعها، وبالتالي فإن «السيطرة عليها ستؤدي إلى قطع الإمدادات البرية إلى عناصر قوات النظام في حلب و80 في المائة من مناطق إدلب».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الثوار السوريين سيطروا على بلدة سراقب الرئيسية، لافتا إلى أن القوات النظامية انسحبت من حاجز الويس العسكري الموجود شمال غربي مدينة سراقب بمحافظة إدلب بشمال سوريا، وهو آخر حاجز للقوات النظامية في محيط المدينة التي تعتبر الآن ومحيطها خارج سيطرة النظام بشكل كامل.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة «باتت خالية من أي وجود للقوات النظامية»، مشيرا إلى أن هذه المدينة الواقعة على الطريق بين دمشق وحلب، وبين حلب ومدينة اللاذقية الساحلية «باتت الوحيدة في شمال البلاد التي لا وجود نهائيا للقوات النظامية في داخلها أو محيطها».

وقال المتحدث الإعلامي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري إن سراقب ومحيطها باتا خارج سيطرة القوات النظامية «بعد قيام من تبقى من قوات الأسد وشبيحته بالانسحاب من حاجز معمل الويس». كما ذكر المرصد أن قرية كورين بريف إدلب تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى لسقوط جرحى، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب في محيط قلعة حارم، أحد آخر معقلي القوات النظامية والموالين لها في البلدة. كما تعرض محيط البلدة وحي الطارمة، المعقل الآخر المتبقي في البلدة، للقصف من قبل مقاتلي الكتائب المهاجمة. وتؤكد المعلومات الواردة من البلدة سقوط عشرات الضحايا خلال القصف المتبادل.

كذلك، لفت المرصد إلى أن الاشتباكات العنيفة بين كل من الجيشين الحر والنظامي لا تزال مستمرة في محيط معسكر وادي الضيف قرب مدينة معرة النعمان وبلدة محمبل على طريق حلب اللاذقية وقرية سلة الزهور بريف جسر الشغور. وتقصف الطائرات الحربية بلدة محمبل وقريتي قرية سلة الزهور وتل أعور بريف جسر الشغور. ووردت معلومات عن خسائر بشرية نتيجة الاشتباكات والقصف. كما تعرض محيط بلدتي كفرتخاريم وحارم للقصف من قبل القوات النظامية.

ورغم هذا الواقع الميداني، فقد خرجت كل من قرى وبلدات سرمين وبنش وحاس وكنصفرة وكفرنبل في إدلب في مظاهرات جمعة «داريا.. اخوة العنب والدم» منادية بنصرة المدن المنكوبة وإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد.

وفي دمشق وريفها، حيث أعلن التلفزيون السوري الرسمي عن انفجارين وقعا قرب مجمع العيادات الشاملة في منطقة الزاهرة الجديدة جنوب دمشق، مشيرا إلى إصابة 16 شخصا، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام السوري شنت حملة دهم واعتقالات في كرم الجورة بدمشق، وسجل خروج مظاهرات في كل من أحياء ركن الدين والعسالي والقابون. وفي ريف دمشق، خرجت مظاهرة في بلدة ببيلا نادت بإسقاط النظام ورحيل رئيسه. وذكر المرصد أن اشتباكات دارت أمس بين القوات النظامية والجيش الحر في مدينة دوما بريف دمشق رافقها قصف من قبل الطائرات الحربية على المنطقة.

وذكر مجلس الثورة في ريف دمشق أن نحو 10 غارات جوية نفذتها طائرات «الميغ» على أراضي مدينة دوما على الجامع الكبير، مما أحدث دمارا هائلا وأوقع عددا من القتلى والجرحى، إضافة إلى احتراق كل المحلات التجارية فيه بشكل كامل. ومن بين المصابين متطوعون في لجان الدفاع المدني. كما استهدفت، بحسب قيادة الثورة، غارة منطقة سوق الهال وأدت إلى دمار هائل في المنطقة، واستهدفت منطقة جسر مسرابا.

وشنت غارة جوية من طيران «الميغ» على محيط جامع الزين، مما أحدث فيه دمار وتسبب في هدم بناءين على مقربة منه، بشكل جزئي. وفي درعا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة سوريين قتلوا أمس، على يد قوات الجيش النظامي في أنحاء متفرقة من المحافظة الواقعة في جنوب سوريا، مضيفا أن عدة قذائف سقطت على بلدة صيدا بدرعا الليلة الماضية، كما سمعت أصوات إطلاق رصاص في بلدة نامر.

وكان للمظاهرات حضورها في جمعة «داريا اخوة العنب والدم» أيضا في درعا، حيث خرج السوريون في كل من داعل وخربة غزالة وفي كل من أحياء درعا البلد والقصور ومناطق أخرى متفرقة. كما اقتحم جيش النظام بلدة شيرقاق بريف اللاذقية، وقصف بالدبابات والمروحيات قرية المارونيات، ومنطقة مصيف سلمى، وقرى بجبلي الأكراد والتركمان، كما شن حملة لإحراق المنازل بقرية المشيرفة.

وفي حلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء الشيخ نجار وباب النصر والصاخور وقاضي عسكر ومساكن هنانو بمدينة حلب تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب في حي ميسلون. ووردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. كذلك، خرجت مظاهرات في مدينة حلب في كل من أحياء السكري والشعار والمغاير وطريق الباب والصاخور والقاطرجي. وفي ريف حلب، خرجت كل من مدن وقرى وبلدات الباب وبزاعة ودابق في مظاهرات حاشدة نادت بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد. ولم تسلم مناطق كل من حمص وحماه من القصف، فقد تعرضت بدورها للقصف، ووقع عدد من القتلى والجرحى في بلدة قلعة المضيق بريف حماه. كما تعرضت قرى وبلدات كرناز والحويجة والحواش والحويجة وجبل شحشبو للقصف من قبل القوات النظامية.

وأفاد المرصد بتعرض قرية البويضة الشرقية بريف حمص للقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في قريتي حوش حجو والسعن بريف حمص. كما خرجت مظاهرات في مختلف قرى وبلدات حماه ومدن المحافظة، لا سيما في أحياء الفراية والقصور والحميدية والمناخ التي انتشرت فيها عناصر الأمن المعززة بالمصفحات لمنع التظاهر. وفي ريف حماه خرجت كل من خطاب وكفرزيتا واللطامنة ومناطق أخرى متفرقة في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد.