جوبا ترحب بزيارة البشير وتخطر الخرطوم باعتداء ميليشيات شمالية

وزير الإعلام في جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط»: الضربات الإسرائيلية لن تؤثر في علاقاتنا مع الخرطوم

الرئيس السوداني عمر البشير في لقاء سابق مع سلفا كير رئيس السودان الجنوبي في سبتمبر الماضي (إ ب أ)
TT

رحب رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت بالزيارة التي سيقوم بها نظيره السوداني عمر البشير إلى بلاده في وقت لم يحدد بعد، وشكل لجنة وزراية عليا لترتيب الزيارة، واستبعدت في الوقت نفسه أن تؤثر الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل على مصنع اليرموك العسكري السوداني في خوض البلدين حربا بالوكالة، في وقت أبلغت جوبا الحكومة السودانية استنكارها لاعتداء ميليشيات جنوبية قادمة من السودان على بلدة «الرنك» في ولاية أعالي النيل الحدودية واختطفت 80 مزارعا، وطالبت بإطلاق سراحهم.

وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان المتحدث الرسمي باسم الحكومة لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماع مجلس وزراء حكومته شكل لجنة وزارية عليا لوضع الترتيبات اللازمة لزيارة الرئيس السوداني عمر البشير، وأضاف أن الزيارة لم تحدد مواعيدها من جانب السودان، لكنه رجح أن تتم بعد اجتماعات اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة والتي ستبدأ بعد غد الاثنين في جوبا بمشاركة وزيري الدفاع في البلدين، واصفا الزيارة بالمهمة بعد توقيع البلدين اتفاق التعاون بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في سبتمبر (أيلول) الماضي، وقال: إن لقاء كير والبشير واللجان الوزارية المشتركة ستدفع بالعلاقات بين البلدين، وأضاف «زيارة البشير نتوقع أن تدفع إلى تحسين العلاقات خاصة أنها رد للزيارة التي قام بها رئيسنا سلفا كير نهاية العام الماضي إلى الخرطوم»، مشيرا إلى أن البشير كان يفترض أن يزور جوبا في أبريل (نيسان) الماضي لكنها فشلت بعد تصاعد التوتر والتي أدت إلى معارك عسكرية بين جيشي البلدين في منطقة «هجليج»، وقال «الزيارة الآن مهمة لإثبات أن علاقتنا أصبحت تتجه نحو الأفضل وأننا نحل مشاكلنا عبر الحوار وإظهار وجود مناخ جيد بين البلدين».

وتوقع بنجامين أن يتناول الرئيسان قضية أبيي المتنازع عليها خاصة بعد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي والتي وافق فيها على مقترح الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي بإجراء الاستفتاء في أكتوبر (تشرين الأول) العام المقبل على أن يتم منح البلدين ستة أسابيع للاتفاق حول القرار الأفريقي قبل رفعه إلى مجلس الأمن الدولي هذا الشهر، وقال «سيتناول البشير وسلفا كير في لقائهما قضية أبيي التي أصبحت في يد الاتحاد الأفريقي»، وأضاف «رئيسنا سلفا كير وافق منذ الحادي والعشرين في سبتمبر الماضي على مقترح مبيكي وليس لدينا خيار آخر سوى الموافقة على المقترح لأنه سيحقق السلام في المنطقة».

واستبعد بنجامين أن تؤثر الضربات الجوية التي وجهتها إسرائيل إلى مصنع اليرموك في الأسبوع الماضي في العلاقات بين الخرطوم وجوبا، وقال «ليس لدينا دخل مع إسرائيل وما حدث في مصنع اليرموك أمر يخص الخرطوم وتل أبيب»، وأضاف أن الضربات العسكرية الإسرائيلية نحو السودان ليست جديدة وأنها حدثت قبل استقلال بلاده من دولة الشمال، وقال «نحن والسودان يمكن أن نحل مشاكلنا عبر الحوار كما فعلنا من قبل وآخرها اتفاقنا في أديس في سبتمبر الماضي»، رافضا ربط توتر العلاقات بين طهران وتل أبيب في أن تخوض جوبا والخرطوم حربا بالوكالة في المنطقة، وقال «إلا أن تفكر إيران في توجيه ضربة عسكرية ضدنا فإن الأمر سيكون مختلفا».

واستنكر بنجامين ما وصفه بالاعتداء السافر الذي قامت بها ميليشيات جنوبية المتمردة على بلدة في منطقة «الرنك» في أعالي النيل الحدودية مع دولة الشمال قبل أسبوع، وأوضح أن الاعتداء وقع على منطقة فيها مزارعون وتم اختطاف 80 مزارعا ولا يعرف مكانهم، داعيا إلى إطلاق سراحهم فورا ودون شروط، وقال: إن الميليشيات جاءت من السودان الذي يظهر أن هناك جهات ما زالت تقدم الدعم للميليشيات، وأضاف «لقد أخطرت وزارة خارجيتنا الخرطوم بوقف دعم الميليشيات المتمردة وهذا لا يساعد في اتفاق التعاون بين البلدين»، معتبرا أن هناك جهات داخل الخرطوم تعمل على عرقلة الاتفاقية عبر توتير العلاقات والاستمرار في دعم الميليشيات، وقال «نحن سنتناول ذلك في اجتماع اللجنة العسكرية والأمنية المشتركة بعد غد الاثنين وفي لقاء البشير وسلفا كير»، وأضاف «لا نريد أن نعود إلى الوراء لأن لدينا ما يكفينا من مشاكل».