أزمة «فواتير مياه» تهدد بإغلاق كنيسة القيامة في القدس

بعد الحجز على أموالها في البنوك بسبب شركة إسرائيلية

TT

تفجرت أزمة فريدة من نوعها بين إسرائيل وكنيسة القيامة في القدس المحتلة، هدد معها بطريرك الروم الأرثوذكس، ثيوفيلوس الثالث، بإغلاق الكنيسة، بعدما حجزت شركة مياه إسرائيلية على أموالها في البنوك الإسرائيلية بسبب «فواتير المياه». وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن «النزاع حول أحد أهم الأماكن المسيحية المقدسة في العالم قد يتحول إلى نزاع عالمي لن تخرج منه إسرائيل معافاة».

وبدأت القصة عندما طلبت شركة المياه الإسرائيلية «غيغون» عام 2004، من الكنيسة، دفع فاتورة مياه تزيد قيمتها على 3 ملايين ونصف المليون شيقل، وهي المسألة التي فاجأت الكنيسة المعفاة من أثمان المياه منذ العهد العثماني.

وأضافت «معاريف» أن الكنيسة التي قاومت مع بداية الاحتلال الإسرائيلي للقدس محاولة كهذه، لم تعر الفاتورة أي اهتمام، كما أن الشركة الإسرائيلية لم تقم بأي خطوات أخرى. لكن فاتورة جديدة وصلت قبل أشهر، تطالب الكنيسة بمبلغ 9 ملايين شيقل عن 7 سنوات ماضية بما في ذلك الفوائد، فجرت خلافات واسعة بين الشركة والكنيسة، استدعت تدخل الحكومة الإسرائيلية التي رعت حوارات بين الطرفين لكن من دون جدوى.

ولم تدفع الكنيسة منذ العهد العثماني أي فاتورة مياه، وظل ذلك ساريا على الرغم من محاولة بلدية الاحتلال في القدس عام 1969 تغيير الوضع القائم. لكن عندما تسلمت شركة «غيغون» من بلدية القدس المسؤولية عن المياه والمجاري، تغير الوضع.

وقبل أسبوع صعدت الشركة بشكل غير متوقع، وفرضت حجزا على أموال الكنيسة اليونانية لدى البنوك، وهو الأمر الذي وصفته الكنيسة بإعلان الحرب، بعدما جمدت عملية الحجز هذه جميع نشاطاتها، بما في ذلك دفع رواتب مستخدميها.

وطلبت الكنيسة أمس في رد أولي من الشركة الإسرائيلية التوقف عن تزويد الكنيسة بالمياه. وقال مسؤولون إنهم سيدعون المصلين وزوار الكنيسة للتزود بالماء قبل حضورهم. وتقدم محامو البطريركية، كذلك، بطلب للمحكمة لفك عملية الحجز لتمكين الكنيسة من ممارسة نشاطاتها كالمعتاد.

وقال البطريرك ثيوفيلوس الثالث إن «الكنيسة الأرثوذكسية تتجه نحو إغلاق كنيسة القيامة، إذا لم تتوقف محاولات شركة المياه الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم».

وأضاف أن «إبقاء الوضع القائم الذي وفر الحماية لكنيسة القيامة منذ عقود هو أمر مصيري، ولن نسمح بتغييره حتى وإن اتخذنا خطوات غير مسبوقة مثل إغلاق الكنيسة، ولكن في الوقت نفسه نصلي من أجل أن تتراجع الشركة الإسرائيلية عن خطواتها حتى لا نصل إلى تلك المرحلة، حيث إنها فتحت الطريق نحو إغلاق الكنيسة والكرة الآن في ملعبها».

وتابع القول إن «الإجراءات الإسرائيلية بحق الكنائس في الأراضي المقدسة تمس بقداستها ومكانتها الدينية، والوقوف إزاء هذه السياسات من دون فعل شيء أمر غير وارد، ومسؤولياتنا وواجبنا في حفظ مقدساتنا وإرثنا الديني والتاريخي والحضاري نابع من قوة إيماننا التي لا يضاهيها شيء على وجه الأرض».

وردت شركة «غيغون» على موقف وتهديدات الكنيسة، قائلة إن «حوارات طويلة مع الكنيسة بحضور العديد من الأطراف الحكومية، لم تفض إلى أي اختراق في موقف الكنيسة، على الرغم من قيام المئات من المؤسسات الدينية بدفع ما يستحق عليها من أثمان المياه». واتهمت الشركة الإسرائيلية الكنيسة باستهلاك كميات مياه «لا تتناسب مع كونها دار عبادة».