الرئيس المصري يتوعد العابثين بأمن بلاده ويصفهم بـ«الأفاعي»

المئات في التحرير للمطالبة بتطبيق الشريعة

الرئيس المصري محمد مرسي يلقي كلمته في احتفالية عيد الدعاة الأول بقاعة الأزهر («الشرق الأوسط»)
TT

قال الرئيس المصري محمد مرسي إن معلومات توافرت لديه بشأن محاولات البعض العبث بمقدرات الوطن، وتوعد مرسي هؤلاء قائلا: «لن أتردد أن أضع يدي على مواضع الأفاعي وإذا تجاوز الأمر (وطال) مصلحة الوطن فهذا يستلزم مني أن أكون لهذا العدد القليل من الأشخاص بالمرصاد بالعين والقول والفعل». جاء ذلك في أول زيارة للرئيس المصري إلى صعيد البلاد، حيث تفقد إنشاءات مشروع القناطر الجديدة بمحافظة أسيوط (365 كلم) جنوب القاهرة، بينما تظاهر المئات من المنتمين للتيار الإسلامي في ميدان التحرير للمطالبة بتطبيق الشريعة والنص على ذلك في الدستور الجديد للبلاد، الذي تعكف جمعية تأسيسية على كتابته حاليا وسط خلافات بشأن مواده.

وانتقد المتظاهرون الجمعية التأسيسية والتيارات المدنية والليبرالية، ورفعوا لافتة كبيرة، بالقرب من منصة وحيدة نصبت في ميدان التحرير أمس، كتب عليها «الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ولا تقبل التعديل أو الاستفتاء»، و«ثورة إسلامية.. لتطبيق الشريعة».

وأدى الرئيس مرسي صلاة الجمعة أمس في مسجد عمر مكرم بالمحافظة التي تعتبر عاصمة لصعيد البلاد، قبل أن يعقد لقاء موسعا بجامعة أسيوط مع عدد من القوى السياسية بالمحافظة، التي اشتهرت في ثمانينات القرن الماضي بكونها معقل عدد من التيارات الجهادية التي انتهجت سبيل العنف.

وشدد مرسي على أنه سيواصل جهوده لمحاربة ما تركه النظام السابق من فساد متجذر في الدولة المصرية. وقال خلال اللقاء: «بعد أن توافرت المعلومات عمن يحاول العبث بمقدرات الوطن، فإني لن أتردد أن أضع يدي على مواضع الأفاعي وإذا تجاوز الأمر مصلحة الوطن فهذا يستلزم مني أن أكون لهذا العدد القليل من الأشخاص بالمرصاد بالعين والقول والفعل».

ويعقد مرسي عقب صلاة الجمعة لقاءات شعبية مع أبناء المحافظات المختلفة التي يزورها للوقوف على الأوضاع بها، وكان مرسي أكد في الجمعة قبل الماضية في زيارته لمحافظة مطروح على أنه: «لا مكان للمفسد في العهد الجديد مؤكدا أن مصر الآن في مرحلة العبور الثالث للقضاء على الفساد».

وقال مرسي إنه لكي تتحقق أهداف الثورة فلا بد أن تتحقق العدالة الاجتماعية وأن يجتث الفساد وأن توجه أموال البلد إلى أهلها، نافيا تراجع مصر عما تعاقدت عليه إذا كان بعقود صحيحة، بعيدا عن المخالفات، مشددا على أن الثورة لها إرادة والإرادة الثورية مستمرة وستبرز كلما لزم الأمر.

وبينما تجمع أمام مسجد عمر مكرم، حيث أدى الرئيس الصلاة، العشرات من المواطنين أملا في مقابلة الرئيس لتسليمه مظالمهم، قال مرسي إنه «بالتعاون مع كل المصريين الشرفاء ستبدأ مسيرة واضحة لتنمية البلاد، ويتم الأخذ على كل يد تحاول بأي قدر من المحاولة أن تعوق مسيرة الوطن، وأنه لن يكون مكان لمن يعبث أو من يحاول أن يعوق مسيرة الوطن أبدا أو سفينته».

وتفقد مرسي خلال الزيارة التي رافقه فيها نائبه وعدد من المسؤولين والوزراء، مشروع إنشاء قناطر أسيوط الجديدة على النيل، وهو المشروع الذي يصل إجمالي تكلفته 4 مليارات جنيه ويستغرق تنفيذه 4 سنوات، ويسهم المشروع الذي ينفذ بمنحه من الحكومة الألمانية وبالإضافة إلى التمويل المحلي، في تحسين ري نحو 1.6 مليون فدان بعدد من محافظات شمال الصعيد علاوة على إنتاج طاقة كهربائية نظيفة بقدرة 32 ميغاوات.

وفي غضون ذلك، تجمع المئات في ميدان التحرير أمس للمطالبة بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد وجعل الشريعة المصدر الرئيسي لقوانين البلاد، وقال المتظاهرون الذين ينتمون لعدد من الائتلافات التابعة للتيار السلفي في مصر إنهم جاءوا رغبة في إقرار الشريعة الإسلامية في الدستور وإن مطلبهم عادل في دولة ذات أغلبية مسلمة، رافضين ما سموه «أي عبث بالدستور» خارج إطار الشريعة الإسلامية.

وكانت القوى والأحزاب الإسلامية في مصر، وعلى رأسها حزبا الحرية والعدالة والنور، قد أرجئا تظاهراتهما للمطالبة بتطبيق الشريعة إلى الجمعة المقبل بسبب ما قالا إنه غياب التنسيق والتعاون والحاجة إلى مزيد من الحشد للمظاهرة. بينما قالت الائتلافات الإسلامية التي شاركت في مظاهرة أمس إنها ستتظاهر طوال الأسبوع الحالي استعدادا لمليونية الجمعة المقبل، للمطالبة بضرورة تضمين الدستور الجديد مواد ملزمة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وانتقد المشاركون عددا من أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. وبعكس مظاهرات سابقة للتيار الإسلامي امتلأت فيها جنبات ميدان التحرير، أقيمت بالأمس منصة وحيدة بالميدان وسط وجود ضعيف، وأكد وليد حجاج، مؤسس حركة طلاب الشريعة، أن مظاهرات أمس هي بمثابة تمهيد لمليونية تطبيق الشريعة التي تبدأ الجمعة المقبل، مشيرا إلى أنها مجرد تحضير لفعاليات ومظاهرات سلمية لمدة أسبوع كامل، مشيرا إلى أن حركة طلاب الشريعة سوف تتظاهر أيضا يوم الأحد المقبل أمام مقر اللجنة التأسيسية ويوم الثلاثاء سينظمون مسيرة أمام قصر الرئاسة.