تونس: شيخ السلفيين يدعو أنصاره إلى ضبط النفس

قال إن المرحلة الحالية ليست حاسمة وحذر من الفتنة

عناصر من شرطة مكافحة الشغب التونسية في حراسة أمام جامع الفاتح في تونس أمس ( رويترز)
TT

حذر الخطيب الإدريسي شيخ السلفيين في تونس أنصاره من مغبة الوقوع فيما سماها «فخاخ العدو» وقال في خطاب موجه إليهم «احذروا العدو.. إنه ينصب فخاخه وينتظركم ليقتلكم أو ليسجنكم عند كل احتجاج». ودعاهم إلى ضبط النفس عند الاحتجاج وطالبهم بتفويت الفرصة على «العدو الحقيقي الخارجي الذي يدير المعركة مع السلفيين مع المتعاملين معه في الداخل المتسلطين على الثروة والإعلام ومفاصل الدولة ومصالح البلاد عامة» على حد تعبيره.

وقال إن الأمر مدبر للإيقاع بتونس في الفتنة في إشارة إلى مواجهات دامية جدت غرب العاصمة التونسية بين التيار السلفي وأعوان الأمن وخلفت قتيلين وثلاثة جرحى. ودعاهم إلى المرور من هذه المرحلة الصعبة بأقل الأخطاء والخسائر على حد تعبيره واعتبر المرحلة الحالية بما فيها من مواجهات دامية «ليست المرحلة الحاسمة».

ويعتبر تدخل الشيخ الخطيب الإدريسي القاطن بمنطقة بني عون من ولاية (محافظة) سيدي بوزيد، نادرا وهي المرة الأولى التي يوجه فيها مثل هذا الخطاب إذ لم يصدر عنه في السابق رأي حاسم في الأحداث، ورفض في أكثر من مناسبة سابقة الإدلاء بأحاديث صحافية أو تعاليق على ما يجد من أحداث محلية أو عالمية.

وانتقد الإدريسي في خطابه للمرة الأولى عملية الانتقال الديمقراطي في تونس وتساءل «أي ديمقراطية هذه التي يسوقونها لنا وبضاعتها ظاهرها الحرية وباطنها القتل والسجن لمن أباها دينا»؟ وتساءل كذلك عن مغزى المداهمات ضد من سماهم «الملتزمين بدينهم» وقال إنهم يروعون في بيوتهم بالجنود المدججين بالسلاح في حين أن المجرم الحقيقي يتسكع طليقا.

وعاد الإدريسي ليشير إلى أنصاره من السلفيين بأن المستهدف هو الإسلام وليست شريحة اجتماعية بعينها ولا حزبا وفسر ذلك بأن «الملتزم بدينه هو أشد غيرة على المقدسات» وهذا ما يعلمه العدو على حد تعبيره.

ودعا من ناحية أخرى أنصاره إلى ضبط النفس عند الاحتجاج في المظاهرات وتساءل «لماذا نخرج والعدو قد نصب فخاخه ينتظرنا ليقتل ويسجن دون نتيجة، فنعود من المظاهرة وقد تركنا قتلى أو سجناء وحقق العدو غرضه بسبب حماستنا دون ضبطها» على حد ما جاء في الخطاب الذي توجه به شيخ السلفيين لأنصاره.

وقال «من ناحية أخرى إن المسلم المخالف لأخيه المسلم ليس عدوا»، في رسالة تبدو موجهة إلى حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم منذ نحو سنة من الآن. وناشد حكومة حمادي الجبالي بأن تعجل بإطلاق سراح المساجين من التيار السلفي.

ومن ناحيتها أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية تونس العاصمة بفتح تحقيق ضد التونسي نصر الدين العلوي إمام جامع النور بدوار هيشر الواقع غرب العاصمة والذي كان منذ أيام مسرحا لمواجهات دامية بين الشرطة والسلفيين وذلك من أجل التحريض بواسطة وسيلة بصرية (التلفزة) على ارتكاب جرائم والكراهية بين الأديان. وكان العلوي قد بادر ليلة الخميس إلى رفع كفنه بين يديه في برنامج تلفزيوني مباشر، كما دعا إلى قتل وزيرين من وزراء حكومة حمادي الجبالي كانا حاضرين في البرنامج.