أنصار السلام في إسرائيل يهاجمون أوباما لكنهم يؤيدون حملته

رئيس منظمة «جي ستريت»: اليهود الأميركيون لم يتخلوا عن تأييد المرشح الديمقراطي

TT

وجه عدد من أنصار السلام مؤيدي «مبادرة جنيف» انتقادات لاذعة للرئيس الأميركي، باراك أوباما، لأنه لم يدب كل قوته لإنجاح مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. لكنهم، خلال ندوة في تل أبيب حول موضوع الانتخابات الأميركية وتأثيرها على إسرائيل، بمشاركة عدد من قادة اليهود الأميركيين المؤيدين لأوباما، أكدوا أنهم يؤيدون إعادة انتخاب أوباما.

وقال عضو الكنيست من حزب «كديما»، يوئيل حسون، إن الرئيس أوباما يتحمل مسؤولية أساسية عن الجمود السياسي الراهن بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لأنه لم يمارس الضغط بشكل جدي على الحكومة الإسرائيلية حتى توفر الشروط للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقال حسون إنه لذلك لا يفضل أوباما على منافسه الجمهوري، ميت رومني. ورد عضو الكنيست آريه إلداد، من المعارضة اليمينية المتطرفة والمعروف برأيه أن تسوية الصراع يكون في إقامة دولة للفلسطينيين في الأردن، أن «أوباما لا تهمه مصلحة إسرائيل»، مضيفا أنه قابل رئيس الوزراء نتنياهو بعد أن عاد من زيارات للولايات المتحدة، وأردف «لقد بدا نتنياهو كأنه مصاب بصدمة نفسية»، في إشارة إلى عمق الاختلاف بين الزعيمين.

وكان قد شارك في الندوة، جريمي بن عامي، مؤسس ورئيس المنظمة اليهودية الأميركية اليسارية «جي ستريت»، المؤيدة لأوباما، فقال: إن «الصوت اليهودي في الولايات المتحدة سيذهب إلى باراك أوباما» خلافا لما يروجه كثيرون في إسرائيل والولايات المتحدة، وإن الذين يقولون: إن ثمة تحولا في توجه اليهود الأميركيين من دعمهم للحزب الديمقراطي ولأوباما، لصالح المرشح الجمهوري ميت رومني، لا يعرفون الحقيقة أو يجانبونها بشكل مقصود. وأسهب جيرمي حول الانتخابات الأميركية الوشيكة قائلا: «يكتنف موقف اليهود الأميركيين إزاء الانتخابات الأميركية الكثير من سوء الفهم»، وأوضح أن الصوت اليهودي في أميركيا معظمه يميل إلى الموقف الديمقراطي - الليبرالي»، وأن «باراك أوباما هو من سيربح الصوت اليهودي».

وأضاف جيرمي أن نسبة 70% من اليهود في أميركا يصوتون للحزب الديمقراطي، وقال: إن «هاجس اليهودي - الأميركي ليس محصورا بدعم إسرائيل أو بالتصويت للمرشح الذي يدعم إسرائيل بقوة أكثر، بل إن اليهودي الأميركي كسائر الأميركيين، يهتم بالمواضيع الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء». وقال: إنه «لا توجد أدلة على أن المتبرعين اليهود في أميركا تخلوا عن أوباما لصالح رومني»، وأوضح أن المانحين اليهود الذين يدعمون ميت رومني هم داعمون للحزب الجمهوري من قبل. وعن المناظرات التي خاضها المتنافسان من قبل، قال جيرمي «إن الاثنين شددا على دعمهما لإسرائيل»، وإن «العملية السياسية بين إسرائيل والجانب الفلسطيني لم تحضر بشكل قوي للأسف». ونصح اليهودي الأميركي القادة الإسرائيليين بعدم التدخل في الانتخابات الأميركية، لأن القاعدة السائدة في أميركا هي أن «إسرائيل ليست موضع خلاف بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري»، وما من داع إلى تحوليه إلى موضوع خلافي حسب جيرمي. وخلص المتحدث قائلا: «أعتقد أن باراك أوباما سيكون الرابح في الانتخابات القريبة». وأضاف مرجحا أن «أوباما سيتغلب على رومني في الولايات الرئيسية في الولايات المتحدة، حتى لو فاز رومني بعدد أكثر من الأصوات»، وأنه يستند في أقواله إلى كثير من استطلاعات الرأي الأميركي.

واتفق المتحدثون الإسرائيليون في المؤتمر على أن التدخل في الانتخابات الأميركية لن يجدي لإسرائيل، وأنه من المفضل أن تحافظ إسرائيل على علاقتها الودية مع الإدارة الأميركية، أكانت ديمقراطية أم جمهورية، دون التحيز إلى طرف معين.

وقال عضو الكنيست من حزب العمل، عمير بيرتس، ووزير الدفاع الأسبق، إن أوباما قدم لإسرائيل أكثر من سابقيه، وأردف أن الرئيس أوباما «صادق على عون مالي وعسكري لإسرائيل أكبر مما قدمه الرئيس بوش»، وأضاف أن أوباما خرج عن القاعدة الأميركية المألوفة موافقا أن يقدم لإسرائيل العون لمشاريع عسكرية من دون إشراك أميركا بها، مثل «القبة الحديدية» وأردف «يمكننا اليوم صنع المزيد من وحدات منظومة القبة الحديدية بفضل أوباما». وشارك في الندوة من الجانب الفلسطيني، زياد أبو زياد، وهو وزير شؤون القدس السابق، فقال: إن الولايات المتحدة رغم التوقعات الكبيرة بشأن دورها في العملية السلمية، لن تصنع السلام بدلا عن الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني. وقال: «السلام سيأتي من هنا. من الشعب الإسرائيلي والفلسطيني. لا بد أن يبدأ السلام من هنا». وأضاف زياد أن الظروف الحالية أصبحت معقدة للغاية، وقال: «الجانب الفلسطيني يعاني من انقسام حاد، يضعف من قوة القيادة الفلسطينية، ويهدد بانهيار السلطة الفلسطينية، وفي الجانب الإسرائيلي نشهد ضعف معسكر السلام» وأضاف أبو زياد أن انضمام أفيغدور ليبرمان إلى بنيامين نتنياهو تحت سقف حزبي واحد، هو بمثابة (رسالة سلبية) للجانب الفلسطيني فيما يتعلق بالسلام». وخلص المتحدث الفلسطيني إلى أن المسؤولية هي مسؤولية الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بأن يقنعا العالم بأنهما يسعيان إلى السلام بجدية.