المتسابقان الرئاسيان يريدان التخلص من 300 مليون دولار مع قرب انتهاء الحملة

المرشحان سيسخران المبالغ الاحتياطية في الولايات المتأرجحة وتجمعات اللحظة الأخيرة

TT

صرح المرشحان لانتخابات الرئاسة الأميركية، بأنهما يحتفظان في جيبيهما بنحو 300 مليون دولار من أجل المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، مما يثير تساؤلا بسيطا وهو: ما الذي يمكن أن يفعلاه بكل تلك الأموال؟ والجواب بالطبع سوف ينفقانها، وبمعدل لم نشهده من قبل في سجلات السياسة الأميركية.

ففي الصراعات السابقة على الرئاسة، كثيرا ما كان المرشحون من أمثال الديمقراطي جون كيري أو الجمهوري بوب دول يبدأون في الانسحاب من المناطق مترامية الأطراف من البلاد قرب نهاية السباق من أجل تركيز مواردهم الآخذة في التضاؤل على الولايات الأكثر احتداما في المنافسة، كما أن معظم المرشحين منذ سبعينات القرن العشرين كانت تقيدهم حدود التمويل الأهلي التطوعي التي تسيطر على حجم الأموال المتاحة أمامهم.

ولكن على العكس من ذلك، فإن الرئيس باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني يمتلكان أموالا كي يحرقاها، وقد أبديا استعدادا تاما لإضرام النار فيها، فحملة رومني واللجنة الوطنية الجمهورية مجتمعتان تمتلكان احتياطيا يبلغ 169 مليون دولار من الأموال الموضوعة تحت تصرفهم، كما في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك بحسب آخر تقرير إفصاح كامل قبل الانتخابات المزمع إجراؤها يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما تمتلك حملة أوباما واللجنة الوطنية الديمقراطية معا 125 مليون دولار. وهذه الأموال قد تسمح للحملتين بإنفاق نحو 16 مليون دولار يوميا خلال الانتخابات، ولا يحتسب من ذلك الملايين الإضافية التي استمر كل جانب من الجانبين في جمعها منذ عملية الحساب التي تمت في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما أن هذا المبلغ الإجمالي لا يشمل لجان العمل السياسية العليا ذات التمويل الجيد والمنظمات غير الهادفة إلى الربح التي تنفق بسخاء نيابة عن المرشحين، وخاصة رومني؛ فقد أنفقت لجنة «استعادة مستقبلنا» المؤيدة لرومني نحو 31 مليون دولار أسبوعيا على الإعلانات في أوائل شهر أكتوبر الماضي، كما حجزت مساحات إعلانية أخرى بقيمة 40 مليون دولار أثناء يوم الانتخابات.

وسوف يتم استخدام بعض الأموال التي تمتلكها الحملتان في محاولات اجتذاب أصوات الناخبين، وخاصة في الولايات الرئيسية المتأرجحة، ناهيك بتكاليف سيل من الرحلات ومؤتمرات حشد الأنصار وتحركات اللحظات الأخيرة لكلا المرشحين. ومن بين التعقيدات التي ظهرت هذا الأسبوع الإعصار «ساندي»، الذي عطل نشاط الترويج وجمع التمويل لكلا المرشحين، بعد أن ضرب السواحل الشرقية من البلاد، إلا أن الكتلة الرئيسية من الأموال أثناء المرحلة الأخيرة سوف تذهب إلى أغلى بند في ميزانية أي حملة انتخابية، إنه الإعلانات التلفزيونية والإذاعية، فحتى قبل أشهر من بلوغ مستوى التشبع من الإعلانات في ولايات أوهايو وفرجينيا وفلوريدا وغيرها من الولايات الرئيسية، قام كلا الجانبين بزيادة حجم إنفاقهما على أمل إقناع المستقلين الذين لم يحددوا موقفهم بعد أو دفع المزيد من مؤيديهما المتحمسين إلى صناديق الاقتراع. وقد ذكر الخبير الاستراتيجي الجمهوري مارك ماكينون عن إنفاق الحملة في المرحلة الأخيرة من السباق: «معظمه سوف يذهب إلى التلفزيون، ومعظمه سوف يهدر».

وقد استمرت الحملتان والمنظمات الخارجية، التي بثت بالفعل إعلانات تتجاوز قيمتها 50 مليون دولار أسبوعيا في أوائل شهر أكتوبر الماضي، في زيادة نفقاتها خلال الأيام الأخيرة، وخاصة في ولايات مثل أوهايو وفلوريدا وويسكونسن. وظل الجمهوريون لمدة أسابيع متفوقين على الديمقراطيين في الإنفاق على الإعلانات، إلا أن الدراسات تشير إلى أن أوباما تمكن من مجاراتهم في عدد الإعلانات التي يتم بثها، عن طريق الاستفادة من عروض الخصومات واختيار أوقات عرض أرخص ثمنا. كما بعثت كلتا الحملتين إشارات هذا الأسبوع تدل على أنهما تنويان تكثيف مواردهما في الولايات التي تبدو بعيدة المنال.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»