ليبيا: توقعات باستبعاد 5 وزراء في حكومة زيدان الانتقالية

المؤتمر الوطني يقر بوجود مشاورات لنقل مقره خارج العاصمة بسبب الانفلات الأمني

TT

أقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان الليبي) لأول مرة أمس بوجود مساعٍ لنقل مقره من العاصمة الليبية طرابلس، إلى مدينة البيضاء بسبب تدهور الوضع الأمني في العاصمة، وتكرار اقتحام مقر المؤتمر من قبل محتجين ومتظاهرين غاضبين.

وقال عمر حميدان، الناطق الرسمي باسم المؤتمر، إن الحديث عن إمكانية انعقاد جلسات المؤتمر الوطني في مدينة أخرى كان في إطار اقتراحات شخصية ومناقشات غير رسمية دارت بين عدد من أعضاء المؤتمر، لكنها لم تدرج حتى الآن ضمن بنود جدول أعمال المؤتمر. وشدد في تصريحات له أمس على أن رئاسة المؤتمر لم تتلق أية طلبات رسمية من الأعضاء تتضمن اقتراح انعقاد جلسات المؤتمر في مدينة ليبية أخرى غير طرابلس. وأبلغ أعضاء في المؤتمر «الشرق الأوسط» أنهم وقعوا بالفعل مع عشرات آخرين من أعضاء المؤتمر على طلب لنقل المقر خارج العاصمة طرابلس بسبب الأحداث الأخيرة.

ويأتي هذا الطلب بعد يوم واحد من إنهاء ثوار سابقين لحصار فرضوه على مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس، وذلك بعد احتلاله لأكثر من 24 ساعة، حيث عادت حركة السير إلى طبيعتها في الطريق المؤدية إلى مقر المؤتمر الوطني، وإلى فندق «ريكسوس» الفخم الذي يستضيف عددا كبيرا من الاجتماعات السياسية، وانتشرت سيارات الشرطة على مداخلهما وعند معابر قريبة.

وطوق عشرات المسلحين ومن بينهم عدد كبير من الثوار السابقين الذين حاربوا للإطاحة بنظام القذافي العام الماضي، المقر يوم الخميس الماضي وقطعوا حركة السير بآليات مجهزة بأسلحة ثقيلة للاحتجاج على تشكيلة الحكومة الجديدة التي صادق عليها المؤتمر الأربعاء.

ويظهر هذا التحرك من قبل المسلحين مدى هشاشة الوضع الأمني في البلاد، التي لا تزال تفتقد إلى جيش قوي وإلى قوة شرطة.

وندد رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف بـ«الضغوط النفسية» التي تمارس على النواب بعد اقتحام المتظاهرين لمقر المؤتمر وتعطيلهم أول جولة للتصويت على تشكيلة الحكومة خلال الأسبوع الماضي.

وقال برلماني ليبي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من طرابلس «يعتقد البعض أن مدينة البيضاء قد تكون أكثر أمنا من طرابلس، الخوف من محاولات اقتحام المقر الرئيسي يصيب الجميع بالإحباط والتشتت ونسعى لمقر بديل».

وأضاف البرلماني الذي طلب عدم تعريفه: «قدمنا بالفعل طلبا لرئيس المؤتمر الدكتور محمد المقريف، لا يمكن الاستمرار في ممارسة عملنا وعقد الجلسات في طرابلس في ظل الأوضاع الأمنية المعروفة للجميع».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن بعض أعضاء المؤتمر الوطني شكلوا بالفعل لجنة قامت بزيارة المدينة وتفقد قاعة البرلمان الملكي بها في إطار البحث عن بديل لمقر المؤتمر الحالي في العاصمة طرابلس. وتقع البيضاء في أقصى شمال شرقي ليبيا، وهى مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها مائتي ألف نسمة، ولكنها تتميز بموقعها الجغرافي وطقسها المعتدل وطبيعتها الخلابة.

وتعتبر البيضاء من أوائل المدن التي ثارت في وجه نظام القذافي العام الماضي، عاصمة لمنطقة الجبل الأخضر وهى رابع أكبر مدينة ليبية، علما بأنها كانت مقرا للبرلمان في عهد النظام الملكي السابق.

وسعى الملك الليبي الراحل إدريس السنوسي لاعتماد البيضاء رسميا عاصمة جديدة للبلاد، بعدما نقل إليها مقرات الحكومة وبعض المصالح المرتبطة بها، لكن الانقلاب العسكري الذي قاده العقيد الراحل القذافي عام 1969 أجهض هذه الخطة.