عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم، سيقوم طفل يتراوح سنه بين 5 و8 أعوام، معصوب العينين، بسحب ورقة من بين ثلاث ورقات تحمل أسماء الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، والأنبا تاوضروس أسقف عام البحيرة، والراهب القمص روفائيل أفامينا، ليعلن اسم البابا الجديد في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.
وأنهت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أمس الاستعدادات النهائية لقداس القرعة الهيكلية الذي سيبدأ في الثامنة من صباح اليوم، ويستمر لنحو أربع ساعات، حيث تم نصب المظلات والخيام لاستقبال الأعداد الكبيرة المتوقع حضورها للقداس، كما تم توزيع تصاريح الإعلاميين والصحافيين الذين سيغطون الحدث الذي لم يتكرر منذ عام 1971.
كما عقدت فرق الكشافة الكنسية اجتماعات تنظيمية داخل الكاتدرائية لمتابعة الاستعدادات، وتوزيع المهام على نحو 1400 شاب وفتاة من الكشافة سيشاركون في تنظيم الحدث.
وفرضت الشرطة المصرية إجراءات تأمينية مشددة خارج أسوار الكاتدرائية شملت منع السيارات من التوقف لمسافة كيلومترين بشارع رمسيس الذي تطل عليه ثلاثة أبواب للكاتدرائية فيما اصطف الجنود على جانبي الطريق.
وقام الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك مساء أمس بتصفية الأطفال الذي قدمت عائلاتهم طلبات لإشراكهم في القداس، من نحو 300 طفل إلى 12 فقط (عدد تلاميذ السيد المسيح) سيحضرون القداس اليوم ليختار الأنبا باخوميوس طفلا واحدا منهم لسحب القرعة الهيكلية.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر كنسية أن المرشحين الثلاثة لن يحضروا قداس القرعة الهيكلية حيث يعتكف كل منهم في دير. ويعتكف الأنبا روفائيل بدير السريان بوادي النطرون، والأنبا تاوضروس بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، والراهب القمص روفائيل أفامينا بدير القديس مارمينا بمريوط (غرب الإسكندرية).
وقالت المصادر الكنسية إن المجمع المقدس بكل أعضائه من المطارنة والأساقفة سوف يتوجهون فور إعلان اسم الفائز في القرعة الهيكلية إلى الدير الذي يوجد به المرشح الفائز بالقرعة الهيكلية لإبلاغه بالنتيجة.
وسيبدأ القداس في الساعة 8 صباحا، وسيقوم قائمقام البطريرك بوضع الورقات الثلاث التي تحمل أسماء المرشحين الثلاثة مكتوبة بخط كبير وواضح أمام الكاميرات لتقرأ الأسماء ويتم طيها بشكل متساو، ثم يتم وضعها في إناء شفاف، ويتم ربطه برباط وختمه بختم القائمقام بالشمع الأحمر.
وسيوضع الإناء على ركن من المذبح طوال القداس، وتسلط عليه كاميرا تلفزيونية، ولا يسمح لأي أحد بالمرور من أمامه، ليظل أمام أعين المشاهدين جميعا طوال الوقت، وبعد القداس يأخذ القائمقام الإناء ويخرج به خارج الهيكل ليضعه على منصة عالية ثم يصطحب طفلا واحدا ويعصب عينيه ويطلب منه سحب ورقة واحدة يكون صاحبها هو البابا الجديد، الذي سيتم الاحتفال بتجليسه في احتفال يقام يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
إلى ذلك، قال الدكتور عصام العريان مستشار الرئيس المصري محمد مرسي، القيادي البارز بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن «اليوم (الأحد الرابع من نوفمبر) يشهد حدثين يجمعان الوطن؛ أولهما القرعة الهيكلية، وثانيهما مباراة كرة القدم على نهائي كأس أفريقيا»، قائلا إن «الكنيسة الأرثوذكسية تبدأ، بالحدث الأول، عهدا جديدا يواكب تحوت مصر بعد ثورة 25 يناير»، معربا عن تمنياته بأن يوفق الله البابا الجديد لـ«رعاية إخوتنا في الوطن رعاية روحية واجتماعية وأن يؤدي دوره الوطني كمواطن مصري صميم».
وأضاف العريان في تعليق له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «الحدث الثاني هو مباراة النهائي لكأس أفريقيا بين النادي اهلي (المصري) ونادي الترجي من تونس الخضراء التي أشعلت شرارة الثورات العربية. كلانا فائز في نهاية المباراة.. دعائي للأهلي بالفوز».