انتخاب خلف لمشعل لزعامة حماس قبل 20 الحالي.. وأبو مرزوق الأوفر حظا

تمسك هنية برئاسة الحكومة في غزة يقلص فرصه في الفوز ولا يستبعد أن يكون نائبا للرئيس

أطفال فلسطينيون يطلون من فتحات في بوابة منزلهم الخشبية في مخيم الشاطئ بقطاع غزة الذي يعيش فيه هنية (أ.ف.ب)
TT

توقعت مصادر فلسطينية مطلعة أن يتم انتخاب خليفة لخالد مشعل في رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في غضون أسابيع. وقالت هذه المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها لـ«الشرق الأوسط» إن من «المتوقع أن يتم انتخاب رئيس للمكتب السياسي في اجتماع لمجلس الشورى العام للحركة يعقد ربما في العاصمة المصرية القاهرة، في موعد أقصاه 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري».

في غضون ذلك ذكرت مصادر فلسطينية أخرى لـ«الشرق الأوسط» أن التنافس على رئاسة المكتب السياسي لحماس انحصر مجددا بين نائب رئيس المكتب الحالي الدكتور موسى أبو مرزوق، ورئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية، بعد أن تراجع أبو مرزوق عن موقفه الرافض للتنافس على الموقع.

وأشارت المصادر إلى أن فرص أبو مرزوق هي الأفضل، مؤكدة أن غالبية قيادات حماس ترى وجوب الإبقاء على قيادة المكتب السياسي والحركة في الخارج. وأوضحت أن البعض في قيادة الحركة يتحفظ على فكرة الجمع بين رئاسة المكتب السياسي وبين منصب رئاسة الحكومة في غزة.

وحسب هذه المصادر فإن هذه القيادات ترى أن من شأن الجمع بين الموقعين أن يسهم في تقليص قدرة الرئيس الجديد للمكتب السياسي على القيام بمهامه. وقالت إن تفويض هنية نائبه زياد الظاظا للقيام بمهامه رئيسا لحكومة غزة لا تعفيه من المسؤولية القانونية والدستورية عن موقعه رئيسا لتلك الحكومة. وأضافت أن الكثير من قادة الحركة يرون أن هنية لن يكون بوسعه التنصل من التزاماته رئيسا لحكومة غزة، مؤكدة أنه من غير المستبعد أن يتم التوصل لتسوية داخلية قبل إجراء الانتخابات تضمن التوافق على أن يتولى أبو مرزوق رئاسة المكتب السياسي، على أن يكون هنية نائبا له.

وقللت المصادر من واقعية وأهمية التصريحات التي أدلى بها في وقت سابق أسامة حمدان، مفوض العلاقات الخارجية في الحركة، والتي زعم فيها أن هناك أسماء غير مطروحة في الإعلام يمكن أن تتنافس على موقع رئاسة المكتب السياسي، مشددة على أنه بات في حكم المؤكد أن التنافس الحقيقي سيكون محصورا بين أبو مرزوق وهنية، سيما بعد أن أكد عضو المكتب السياسي صالح العاروري أنه لا يمكن أن يطرح نفسه مرشحا لهذا المنصب.

من ناحية ثانية أوضحت المصادر أن جهودا كبيرة بذلت خلال الفترة الماضية لإقناع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الحالي للعدول عن قراره بعدم الترشح لولاية خامسة في رئاسة المكتب، مشيرة إلى أن قيادات من حركة حماس في الداخل والخارج، بالإضافة إلى قيادات عربية وإسلامية توجهت لمشعل في محاولة لإقناعه بالعدول عن موقفه، لكنه ظل مصرا على موقفه.

في السياق ذاته، أوضحت المصادر أنه لن يحدث أي تقدم على ملف المصالحة الوطنية قبل الانتهاء من اختيار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأوضحت المصادر أنه بغض النظر عن أي جهود تبذل حاليا لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس، فإنه لا يمكن أن يحدث أي تطور قبل الانتهاء من الانتخابات الداخلية في الحركة.

واستدركت المصادر بالقول إنه رغم أن انتخاب أبو مرزوق يضمن نظريا تواصل الخط المعتدل في الحركة بشأن المصالحة، فإن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، والتي أكد فيها تنازله عن حق العودة للاجئين، تجعل من الصعب إنجاز المصالحة، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تسهم هذه التصريحات في تعاظم المطالبة لدى حماس وغيرها من الفصائل بإنجاز توافق سياسي يتضمن بلورة موقف فلسطيني موحد من ثوابت القضية الفلسطينية، وضمنها حق العودة للاجئين.