الرئاسة الفلسطينية: هذه مقابلة تلفزيونية.. ومن يريدون دولة مؤقتة معروفون

مسيرات في غزة ضد عباس

TT

حاولت الرئاسة الفلسطينية التخفيف من تداعيات تصريحات الرئيس محمود عباس (أبو مازن) التي لمح فيها إلى عدم أحقيته بالعيش في بلدته الأصلية في صفد في إسرائيل، وهو ما فسر على أنه تنازل عن حق العودة، وأثار موجة من الغضب والانتقاد والهجوم ضد موقفه.

وقال الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة، أمس، إن «القيادة الفلسطينية تؤكد أن حق العودة واللاجئين من الملفات النهائية العالقة في المفاوضات مع الإسرائيليين، مثله مثل الحدود والمياه، وإننا ملتزمون بالثوابت الوطنية التي أقرتها المجالس الوطنية بهذا الشأن، ولا جديد حول هذا الموقف».

وكان أبو ردينة يرد على اتهامات من قبل حماس والجهاد وفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية لعباس، بالتنازل عن حق العودة. وأخذت الرئاسة بالمثل القائل «خير وسيلة للدفاع الهجوم»، فشنت هجوما مضادا. وقال أبو ردينة «باختصار، إن الرئيس والقيادة الفلسطينية لن يقبلوا بدولة ذات حدود مؤقتة، وإن من يقبل بمثل هذه الدولة هو الذي يتنازل عن حق العودة ويضرب الثوابت الوطنية ويتسبب في كارثة للأجيال الفلسطينية القادمة، والرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي يعرف من هي الأطراف التي قبلت بالاقتراح الإسرائيلي، لإقامة دولة مؤقتة، ومن هي الجهات التي ترفض وتدفع ثمن رفضها هذا». ويلمح أبو ردينة إلى موقف محسوب على حماس، قبلت فيه بدولة مؤقتة.

وواصلت حماس الهجوم على أبو مازن أمس، وقالت إنه لا يمثل إلا نفسه. وخرجت الحركة في مسيرات في قطاع غزة، ومعها عدد من الفصائل الفلسطينية «تنديدًا بمواقف عباس من ثوابت القضية لا سيما حق العودة»، وهتف المتظاهرون ضد عباس وسياسته، فيما اعتصم مناصروها من الطلبة في بير زيت للسبب نفسه.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار، إن تصريحات أبو مازن في هذا التوقيت تحمل دلالات خطيرة. وقال قياديون آخرون في الحركة الإسلامية إنه أصبح فاقدا للأهلية. وهاجمه أيضا بشدة تجمع الفصائل في لبنان و«الإخوان» في الأردن.

كما واصل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي انتقاد موقف الرئيس الفلسطيني، وطالبوه بالتنحي في دعوات غير مسبوقة.

وكان أبو مازن قال في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي ردا على سؤال عما إذا كان يريد أن يعيش في صفد «أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها.. لا أن أعيش فيها». وأضاف «فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها. هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد.. هذه هي فلسطين في نظري. إنني لاجئ، لكنني أعيش في رام الله. أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل».

وجاء موقف أبو مازن هذا في الذكرى الـ95 لوعد بلفور الذي أعطى اليهود وطنا في فلسطين، وهو ما زاد الطين بلة. وحاول ناشطون وقياديون في حماس الربط بين ما سموه «الوعدين» الأول والثاني.

وعقب أبو ردينة على كل ذلك قائلا إن «مقابلة تلفزيونية لا تعني مفاوضات، وإن هدف المقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي كان التأثير في الرأي العام الإسرائيلي، وإن هذه الزوبعة التي تثيرها جهات معروفة لاستثارة الرأي العام هدفها الانقلاب على الشرعية ونقل الثوابت إلى أرض الصراع الداخلي، وفي النهاية لن يستفيد منها سوى جهات تتفاوض مع إسرائيل سرا وتخرج على قنوات التلفزة تتهم القيادة الفلسطينية في كل فترة باتهامات تهدف إلى تغطية ما تفعله هي في السر من وراء ظهر شعوبها». وأضاف أن «الرئيس والقيادة الفلسطينية ماضون في التمسك بالثوابت مهما فعلت إسرائيل وجهات أخرى حليفة لها من ألاعيب إعلامية لتغيير الصورة الحقيقية إلى صورة واهمة».

وتساءل أبو ردينة «لماذا الآن وفي هذه الفترة التي تستعد فيها القيادة الفلسطينية للذهاب للأمم المتحدة لطلب عضوية دولة وتحدي التهديدات الأميركية والإسرائيلية تنبري جهات في كل مرة وتثير نفس الأزمة ونفس الأدوات؟».