إدلب تقترب من «الحسم العسكري».. والجيش الحر يعلن سيطرته على دوما

حصيلة أكتوبر 4532 قتيلا.. مجزرة في زملكا.. والصليب الأحمر والهلال الأحمر يدخلان أحياء حمص المحاصرة

TT

دخلت محافظة إدلب، أمس، مرحلة «الحسم العسكري»، بعدما هاجم مقاتلون معارضون كتيبة الدفاع الجوي في قرية الدويلة، الواقعة غرب مدينة تخاريم في المحافظة، وهي آخر قطعة عسكرية برية في إدلب، وذلك بالتزامن مع الهجوم الذي شنه الجيش السوري الحر على مطار تفتناز العسكري في المنطقة. وجاءت تلك التطورات خلال يوم دام، رصدت فيه لجان التنسيق المحلية سقوط أكثر من 110 قتلى في حصيلة أولية، معظمهم في إدلب وريف دمشق التي شهدت مجزرة جديدة في زملكا، بينما شهدت مناطق في ريف دمشق قصفا جويا استهدفت الغوطة الشرقية، ودوما وزملكا وسقبا وعربين.

وشن الجيش السوري الحر هجوما للسيطرة على مطار تفتناز العسكري في إدلب. وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح اليوم حول مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب، وأضافوا أن الثوار حاصروا المطار وقصفوه براجمات الصواريخ والهاون والمدفعية الثقيلة في محاولة «لتحريره». وقد شهدت المنطقة قصفا جويا من الطائرات والمروحيات شمل تفتناز وبنش وطعوم في محافظة إدلب.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان عن «بدء عملية تحرير مطار تفتناز العسكري»، وأرفقته بأشرطة فيديو عدة تظهر فيها راجمة صواريخ وهي تقصف وأصوات انفجارات وتصاعد أعمدة دخان ومقاتلين.

من جهته، أكد نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر عارف الحمود أن الهجوم على المطار العسكري المخصص للمروحيات، بدأ فجر أمس، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن المطار «يتعرض للهجوم للمرة الثانية».

وكشف الحمود أن الهجوم «أسفر عن إسقاط مروحيتين أثناء إقلاعهما»، مشيرا إلى أن الهدف من السيطرة على المطار هو «منع استخدامه من قبل القوات النظامية التي تعتمد على سلاح الجو، بعد أن عجزت قواته البرية عن الحرب، ومنع تحليق الحوامات منه التي تعد القوة النارية الأولى له في هذا الوقت».

وأشار الحمود إلى أن هذا المطار «يسيطر على مساحة واسعة شرق المدينة بين تفتناز وسراقب، ويعد موقعه استراتيجيا لناحية وقوعه في مربع بين الطريق الدولي الذي يربط حلب واللاذقية، ودمشق وحلب».

وأشار إلى أن هذا المطار «وضعت فيه القوات النظامية مدفعية بعيدة المدى يصل مداها إلى 40 كلم، أي إلى الحدود التركية السورية، تقصف قرى إدلب بمؤازرة من مربض مدفعية في قرية القرميد في أريحا، وآخر في قرية المعصرة في محنبل، وآخر في قرية الدامي».

بموازاة ذلك، كشف الحمود عن مهاجمة قوات المعارضة «آخر نقطة عسكرية في محافظة إدلب، وهي كتيبة الدفاع الجوي في الدويلة - غرب قرية تخاريم»، لافتا إلى أن الجيش الحر «غنم من الموقع بعض الذخيرة»، مشيرا إلى أن «صواريخ (الكوبرا) التي وجدت، بالإضافة إلى مدافع رشاشة من عيار 23، تبين أن القوات النظامية عطّلتها قبل الهروب من الموقع، منعا لاستخدامها من قبلنا».

وإذ أكد أن يوم أمس «شهد معركة الحسم العسكري»، أفاد الحمود بهجوم شنه المعارضون على حاجز المعصرة الذي «حاصرناه منذ شهر»، كذلك شهد محيط وادي الضيق «اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي». وقال إن استراتيجية الحصار التي يتبعها الجيش الحر «تأتي بديلا عن النقص في الأسلحة الثقيلة التي نحتاج إليها».

من جهة ثانية، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشطين في منطقة الدويلة في ريف إدلب أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي في المنطقة، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط 8 جرحى من المقاتلين ومقتل ضابط برتبة عقيد من القوات النظامية.

في المقابل، ذكرت الوكالة الرسمية السورية للأنباء أن عناصر حماية مطار تفتناز تصدت لمجموعات إرهابية مسلحة هاجمت المطار بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون.

وذكر مصدر مسؤول لـ«سانا» أن «وحدات من قواتنا المسلحة قضت على عدد كبير من الإرهابيين ودمرت سياراتهم المزودة برشاشات متوسطة إضافة إلى تدمير ناقلة للأسلحة».

وذكر مصدر مسؤول لمراسل الوكالة أنه تم القضاء على عدد من الإرهابيين الذين كانوا يقومون بأعمال تخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في ريف المحافظة.

إلى ذلك، أكد الجيش الحر من جهته سيطرته على بلدة دوما بعد اشتباكات مع الجيش السوري. وتزامن ذلك مع ما قاله ناشطون في دمشق من أن العاصمة السورية استفاقت منذ صباح أمس على انفجارات عنيفة متفرقة، فيما استمر القصف على ريف المدينة، مشيرين إلى أن الطيران الحربي واصل غاراته مستهدفا أحياء في ريف دمشق.

من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 16 قتيلا في مدينة زملكا معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف بطائرات الميغ في مجزرة جديدة ترتكبها قوات النظام. كما أفادت بقصف الغوطة الشرقية بطائرات الـ«ميغ»، وأن إطلاق نار كثيف من رشاشات وأسلحة ثقيلة تعرضت له منطقة دوما في ريف دمشق. وقالت اللجان إن هناك انتشارا مكثفا لقوات الأمن، وحملة اعتقالات عشوائية للمارة شنت بالقرب من سوق عاصم في الطرف الشرقي من حي نهر عيشة.

وذكر ناشطون أن طائرات الـ«ميغ» والـ«سوخوي» أغارت على عدد من المناطق السكنية في دوما وزملكا وسقبا وكفر بطنا بالقذائف والبراميل المتفجرة، وأدى القصف إلى انهيار عدد من المباني في عربين.

وذكر ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت أن الغوطة الشرقية تشهد منذ عدة أسابيع قصفا عنيفا بالقنابل الفراغية أدى إلى هدم عشرات المباني السكنية ونزوح مئات الآلاف من سكانها.

من جهة أخرى، أفادت اللجان بسقوط جرحى في معضمية الشام جراء انفجار سيارة مفخخة في المدينة بالقرب من منطقة الشياح.

في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن القوات النظامية «استهدفت تجمعا للإرهابيين في منطقة الحجيرة بريف دمشق كانوا يرتكبون أعمال القتل والتخريب وترويع الأهالي، وقضت على عدد منهم ودمرت معداتهم ومنها سيارتان مزودتان بأسلحة متوسطة».

وأشارت الوكالة إلى أنه «في حرستا، اشتبكت وحدات من قواتنا المسلحة مع مجموعات إرهابية كانت تروع المواطنين وتعتدي على الممتلكات العامة والخاصة في حي السيل ودوار الثانوية والخزان وقرب جامع الحسن وحي القصبة، وأوقعت إصابات مباشرة في صفوفها».

وفي حمص، أفاد ناشطون بسقوط العشرات من الجرحى في قصف استهدف أحياء بالقرب من جامعة البتروكيمياء، فيما تواصل القصف على مدينتي القصير وتلبيسة.

وأشاروا إلى تعرض منطقة الغنطو لقصف بالرشاشات الثقيلة من جهة جبورين، بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي. كما أفاد ناشطون بسقوط قذيفة داخل مسجد الأحمدي في الرستن بحمص.

في هذا الوقت، سجل اختراق إنساني كبير في المدينة، حيث أفيد بدخول للهلال الأحمر والصليب الأحمر إلى حمص القديمة المحاصرة لتقديم المساعدات الطبية والإغاثية للمحاصرين.

وأفادت لجان التنسيق بأن الوفد عرض على الأهالي الخروج من أحياء حمص المحاصرة مقابل تسليمهم لقوات النظام للتحقيق معهم، ولكن الأهالي رفضوا تخوفا من ارتكاب مجازر بحقهم من قبل قوات النظام.

وفي درعا، دوى انفجار ضخم هز بلدة خربة غزالة وسط إطلاق نار كثيف وقصف يستهدف ريف المحافظة، كما سُجل قصف للجيش النظامي على حي طريق السد ومخيم النازحين في درعا التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر. كما أدى القصف على الحراك وطفس، بحسب ناشطين، إلى سقوط العشرات من الجرحى معظمهم مدنيون.

في المقابل ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجهات المختصة اشتبكت فجر اليوم مع مجموعة مسلحة حاولت الاعتداء على نقطة لقوات حفظ النظام ببلدة الحارة في ريف درعا الشمالي، وقضت على جميع أفرادها.

وفي حلب، أفاد ناشطون بتعرض منطقة القرية في حلب لقصف عنيف، كما أفادوا بتعرض أحياء حلب الجديدة والسيد علي لغارات جوية. وذكرت لجان التنسيق أن تحليقا للطيران شهده محيط ساحة سعد الله الجابري، كما تعرض حي باب النصر للقصف. كما أشارت إلى تعرض مدينة الباب لقصف بالرشاشات الثقيلة.

في هذه الأثناء، قال ناشطون إن الجيش الحر انسحب من الحفة في اللاذقية على وقع القصف العنيف على جبلي الأكراد والتركمان، فضلا عن عمليات الاقتحامات المتواصلة للمنطقة.

وسجلت وفاة طفلة، بحسب ناشطين، في منطقة الموحسن في دير الزور، وشاب وعشرات الجرحى جراء تهدم منزل بالكامل نتيجة القصف العنيف من قبل جيش النظام على المدينة.

أما القنيطرة، فأفادت لجان التنسيق بسقوط 9 قتلى من عناصر الجيش الحر في منطقة بير عجم خلال اشتباكات عنيفة مع جيش النظام لفك الحصار عن المدينة، مشيرة إلى أن الجيش الحر تمكن من تدمير دبابتين لجيش النظام.

وتعرض سهل الغاب في حماه لقصف بطائرات الـ«ميغ» استهدف قرى الحواش والحويجة والحويز.

إلى ذلك، أوردت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها أن عدد القتلى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وصل إلى 4532 قتيلا، بمعدل 147 قتيلا يوميا وبمعدل 6 قتلى في الساعة.