اليابانيون والصينيون يفضلون أوباما

أبدوا رغبة في معاقبة رومني بسبب انتقاداته المتكررة للقوتين الآسيويتين

TT

كشف استطلاع للرأي أن اليابانيين والصينيين لو كان بإمكانهم التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية لكانوا أيدوا باراك أوباما معاقبة لميت رومني وانتقاداته المتكررة للقوتين الآسيويتين. وأفاد هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد إيبسوس في هونغ كونغ خلال الشهرين الماضيين لصالح وكالة الصحافة الفرنسية، بأن ما لا يقل عن 86 في المائة من اليابانيين و63 في المائة من الصينيين يعطون أصواتهم لأوباما.

ويرى المحللون أن أوباما يحظى بهذا الوضع بسبب سياسته في مجالي الاقتصاد والدفاع، بينما يدفع ميت رومني ثمن خطاباته التي اتهم فيها الصينيين بالتلاعب باليوان وتحدث فيها عن الهبوط الاقتصادي لليابان. ولفت أندرو لام مساعد مدير «إيبسوس هونغ كونغ» إلى أن «آسيا هي عموما مع فوز أوباما لكن المؤيدين لرومني هم أكثر عددا في الصين منهم في اليابان». وأضاف أنه «من الممكن أن تكون مواقف رومني الجازمة بشأن العملة والتجارة، وحتى رغبته في تعزيز الوجود العسكري (الأميركي) في منطقة المحيط الهادي، أقنعت الصينيين بأن الوضع القائم هو الأفضل».

أما بالنسبة لليابان فإن ضعف شعبية رومني ربما تكون ناجمة عن تصريحاته العامة التي وصف فيها اليابان كاقتصاد يتجه نحو الهبوط. ولدى اليابانيين شعور قوي بالعزة الوطنية، كما قال أندرو لام. وتزيد نسبة المؤيدين لرومني ثلاثة أضعاف في الصين بحسب الاستطلاع، وخصوصا لدى الفئات الأكبر سنا التي تتذكر الزيارة الشهيرة التي قام بها الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون إلى الرئيس ماو تسي تونغ قبل أربعين سنة. كما أنه أكثر شعبية لدى سكان المدن في داخل البلاد الذين لم يستفيدوا من النمو الصيني الكبير بالوتيرة نفسها التي استفادت منها المناطق الاقتصادية المميزة مثل شنغهاي.

وبالنسبة لآخرين أكثر تحفظا، فإن رومني الذي ينتمي إلى طائفة المورمون ويبلغ 65 عاما من العمر هو أولا رجل أعمال سابق يملك الملايين كما أشار تشين كي خبير العلاقات الدولية في جامعة تسينغوا الصينية. وقال هذا الخبير إن «الكثيرين من الناس يعتقدون أن أوباما يهتم بالأكثر تواضعا في المجتمع، مع إصلاحه للنظام الصحي على سبيل المثال»، في حين لا تزال تساورهم بعض «الشكوك إزاء رجال الأعمال الأغنياء الذين يدخلون المعترك السياسي».

وفي آخر مناظرة تلفزيونية بين المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، كرر رومني وعده باتهام الصينيين رسميا بالتلاعب بعملتهم فور تسلمه مهامه في البيت الأبيض في حال انتخابه. وقال «إنهم يستولون على الوظائف ويسرقون حقوقنا للملكية الفكرية وبراءاتنا وتصاميمنا وتكنولوجياتنا ويقومون بقرصنة حواسيبنا ويزوّرون منتجاتنا».

وتعلو أصوات في الولايات المتحدة ودول أخرى متطورة تنتقد الصين وتتهمها بإبقاء قيمة عملتها الوطنية عمدا عند مستوى ضعيف لتتمكن من تصدير منتجاتها الرخيصة الثمن بشكل أكبر على حساب الصناعات في بقية العالم. لكن إدارة أوباما لم تتوان عن كيل الانتقادات بدورها في هذا الخصوص، إلا أنها تجنبت اتهام بكين بالتلاعب.

وأشار استطلاع وكالة الصحافة الفرنسية و«إيبسوس» إلى أن غالبية كبيرة من اليابانيين (81.8 في المائة) وبدرجة أقل الصينيين (58.3 في المائة) يثقون بأوباما على الصعيد الاقتصادي. وفي مجال السلام والأمن، يحظى الرئيس الأميركي بنسبة التأييد نفسها تقريبا، أي 85.3 في المائة و56.3 في المائة. وأوضح تاكيهيكو ياماموتو بروفسور السياسة الدولية في جامعة واسيدا في طوكيو، أن اليابانيين يأخذون على إدارة بوش أنها ضغطت بطريقة ما على اليابان لإرسال قوات إلى أفغانستان والعراق. واعتبر أن «أوباما لم يكن ملحا إلى هذا الحد».

وأشار الاستطلاع أيضا إلى لا مبالاة نحو نصف الصينيين (47.7 في المائة) قبل أيام قليلة من افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الثامن عشر في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث ستنتقل السلطة رسميا من الرئيس هو جينتاو إلى خلفه تشي جينبينغ. وقد شمل الاستطلاع نحو ألف شخص في كل بلد مع هامش خطأ قدر بـ5 في المائة.