الرئيس الفرنسي: مستمرون في فرض العقوبات على إيران

أكد عمق العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين البلدين

TT

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على عمق العلاقات التي تربط بلاده بالمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات، ووصفها بأنها شريك استراتيجي لفرنسا، وأوضح الرئيس الزائر في مؤتمر صحافي عقده قبيل مغادرته أمس مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة السعودية، أن الزيارة تأتي «لتعزيز علاقته الشخصية مع خادم الحرمين الشريفين وبناء الثقة المتبادلة، وأنها بينت الالتقاء في وجهات النظر بين البلدين، وبحث عدة قضايا على الجانب السوري واللبناني والأحداث التي تشهدها المنطقة»، مؤكدا أن هناك تطابقا في وجهات النظر حول مجمل القضايا والأحداث.

كما أكد الرئيس الفرنسي سياسة الاستمرار بفرض العقوبات على إيران، وقال: «رغم العقوبات فإننا لم نر منها أفعالا منتظرة، وسنستمر بالضغط لكي تتخلى عن الطاقة النووية العسكرية التي تهدد المنطقة والعالم أجمع من خلال خطر الانتشار النووي».

وقال الرئيس الفرنسي لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى أن تأتي إيران لطاولة المفاوضات بمقترحات جديدة، فليس هناك وقت لنضيعه، ولا يمكن أن نقبل من إيران رغبتها في خفض 20 في المائة من طاقتها النووية».

وثمن الحفاوة التي لقيها من القيادة السعودية، وقال: «أقدم الشكر لخادم الحرمين الشريفين على حفاوة الاستقبال، فالمملكة هي الشريك الأول لفرنسا في الشرق الأوسط، وهي المورد الأول للنفط لفرنسا، ولنا علاقات معمقة سياسية واقتصادية وثقافية. فهذه الزيارة القصيرة ستعقبها زيارة أخرى في العام المقبل 2013، حيث اقتصرت هذه الزيارة على توطيد العلاقات الشخصية مع خادم الحرمين الشريفين ومع ولي العهد ومع الوزراء الذين نتعامل معهم بشكل وثيق».

وقال: «إن أهمية الزيارة القصيرة تكمن في مباحثات سمحت لنا بأن نتبين نقاط الالتقاء الحقيقية في وجهات النظر حول مجمل الموضوعات التي تعرض لها المنطقة بين الجانبين، وأولاها مواقفنا تجاه ما يحصل في سوريا، حيث أدان كلانا الانتهاكات التي يرتكبها النظام، ومطالبتنا بالانتقال السياسي للحكومة ودعم المعارضة السورية المجتمعة في قطر، والتي يتوجب أن تشكل حكومة وأن تختار شخصية توافقية، وتحدثنا كذلك عن حشد المجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين في الأردن وتركيا ولبنان، والعمل على توفير المساعدات الطبية والإنسانية وحماية المناطق المدنية المحررة».

وحول العقود والاتفاقيات المحتمل إبرامها العام المقبل بين الجانبين، قال الرئيس الفرنسي: «هناك الكثير من الاتفاقيات والموضوعات الأمنية والاقتصادية والنفطية، وأيضا هناك تبادل تجاري قوي، فشركاتنا حاضرة في السعودية، حيث تعد المشتري الأول لدينا في الشرق الأوسط، فنحن حريصون على تنفيذ جميع ما تطلبه السعودية، وخدماتنا يجب أن تكون في أفضل ما يمكن، والتعاون العسكري بين البلدين قائم وقديم، ويمكن أن يتطور، ولكن الحديث كان فقط عن الأمور السياسية. لم نتطرق للأمور الاقتصادية ولم نناقش أي عقد».

وفيما يتعلق بالشأن اللبناني، أشار إلى تطابق وجهات النظر السعودية - الفرنسية حول هذا البلد، وقال الرئيس الفرنسي: «لقد تحدثت مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان عند زيارتي أمس لبيروت، ووجهنا نداء لاستقرار وسلامة أراضي لبنان، وعند لقائي مع الملك عبد الله حذرنا كل من تسول له نفسه زعزعة الاستقرار في لبنان، واتفقنا على أنه لا بد من الحوار الذي يشمل جميع القوى السياسية».

وفيما يتعلق بإيران قال: «إن خادم الحرمين الشريفين وأنا شخصيا نرى أن إرادة إيران الحصول على السلاح النووي تهدد المنطقة والعالم أجمع، ومن هنا فإن الموقف الذي نعبر عنه هو الحؤول دون حصول إيران على سلاح نووي».

وعلى الصعيد الاقتصادي قال الرئيس الفرنسي: «أود أن أشيد بموقف السعودية في سد نقص إمدادات النفط في العالم جراء العقوبات المفروضة على إيران، والسعودية هنا أثبتت حسن نيتها بضمان استقرار مستويات الإنتاج التي تصب في مصلحة المستهلكين».

وردا على سؤال حول الفرق بين تداعيات الأوضاع بين سوريا وليبيا، قال الرئيس الفرنسي: «بالنسبة لليبيا كان لقرار مجلس الأمن والعمل على أساس الشرعية الدولية، دور، وأما بشأن الوضع السوري فيجب علينا أن نساعد المعارضة، وأن تكون هناك إرادة من المجتمع الدولي لتشكيل حكومة مؤقتة منظمة لإسكات القوى الدولية المعارضة للتدخل».

وأضاف: «هناك مجازر يومية في سوريا، ونحن ندين في أغلبها بشار الأسد، لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك تجاوزات من الجانب الآخر، بيد أن الطرف الذي يطيل عمر النزاع هو النظام السوري».

وقال الرئيس هولاند: «إن فرنسا كان لها زمام المبادرة، فهي التي جمعت المعارضة السورية، وهي التي طلبت الاعتراف بالمعارضة وحماية المناطق المحررة، ولها تاريخ طويل في هذه المنطقة وخاصة مع الشعب السوري، ونتمنى أن تكون هناك دول أخرى ترافقنا في هذا المسعى».

وعودة إلى الوضع اللبناني أشار الرئيس الفرنسي إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، كان حاضرا لدى لقائه خادم الحرمين الشريفين، وقال: «أعلم ما هو موقفه بطلب تغيير الحكومة، وفرنسا لن تطالب بتغيير الحكومة، ولكن نطالب بحوار وطني لضمان استقرار لبنان، حيث إن الانتخابات ستجرى الربيع المقبل، ونحن لا نريد أن نكون محل اللبناني، ولكن سندعم الاستقرار، فإن حضر رئيس الحكومة اللبناني إلى باريس فسأستقبله، وإن حضر رئيس المعارضة سأستقبله».

وبين الرئيس الفرنسي ما دار في حديثه مع خادم الحرمين الشريفين حول حقوق الإنسان بشكل عام، وعن حقوق المرأة بشكل خاص، حيث قال: «حدثني عن المراحل والإصلاحات التي نفذها والتي بدأت منذ عام 2005، وهناك مراحل أخرى في المستقبل، وبالنسبة للمرأة السعودية فالقرارات آتية».