تباينات المواقف السياسية تضع فناني ومثقفي سوريا على خط «التصفيات»

مسلحو المعارضة يقتلون ممثلا بتهمة العمل لصالح المخابرات.. والعميد عمرو: نرفض التصفية حتى لا نتساوى مع النظام

الممثل محمد رافع
TT

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «مسلحين معارضين للنظام السوري، قتلوا الممثل السوري الشاب محمد رافع، بعدما اتهموه بتنفيذ مهام أمنية لصالح المخابرات الجوية، وإعطاء معلومات للنظام عن المتظاهرين والناشطين ضده». وفي حين أعلن الجيش السوري الحر أنه «لا معلومات مؤكدة لديه عن هذه العملية»، شدد العميد المنشق فايز عمرو على «رفض قتل أي شخص بعد أسره، لأن ذلك يسيء للثورة ويجعلها متساوية في القتل مع النظام».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان أن «أحد عناصر من إحدى الكتائب المقاتلة في صفوف الثوار، اغتال الممثل محمد رافع بعد خطفه عند منتصف ليل الجمعة/ السبت من حي مساكن برزة في دمشق»، ونقل المرصد عن ناشطين أن رافع «كان يحمل سلاحا فرديا بمهمة من المخابرات الجوية».

وتبنت أمس «كتيبة أحفاد الصديق» التي تقاتل النظام في منطقة دمشق، العملية. وذكرت صفحات تنسيقيات المناطق في محافظة دمشق على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، أن رافع «قتل لأنه كان يشارك في أعمال التشبيح إلى جانب النظام، وكان يعطي معلومات عن المتظاهرين والمقاتلين للسلطات الأمنية». ونشرت هذه الصفحات صورة لورقة ذكرت أنها كانت في حوزة رافع وعليها أسماء ناشطين تلاحقهم السلطات.

يشار إلى أن محمد رافع (30 عاما) عرف خصوصا بدور «إبراهيم» في مسلسل «باب الحارة» التلفزيوني الذي عرف رواجا كبيرا في العالم العربي. وهو من أصل فلسطيني ونجل الممثل أحمد رافع. وقد ظهر رافع خلال الأشهر الأخيرة في مناسبات عدة جاهر خلالها بمواقفه المؤيدة للنظام.

وتعددت الحوادث التي تم فيها استهداف عدد من الفنانين والناشطين السوريين سواء بالاعتقالات أو بالاعتداءات الجسيمة منذ بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد، ولعل أبرزها كان الاعتداء العنيف على رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات، وتحطيم يديه، في أغسطس (آب) 2011، كعقاب على موقفه المعارض.. وكذلك «نحر» و«اقتلاع حنجرة» الشاعر والمغني السوري إبراهيم قاشوش في يوليو (تموز) 2011، نتيجة أغنياته المؤججة للثورة السورية، التي كان أشهرها أغنية «ياللا ارحل يا بشار»، التي رددها أكثر من نصف مليون ثائر ضد النظام في ساحة العاصي بحماه، قبل أن تصبح أيقونة الثورة السورية بلا منازع منذ ذلك الحين.

من جهته، أوضح العميد في الجيش السوري الحر، فايز عمرو، أنه لم يتأكد من صحة هذا الخبر بشكل قاطع، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لست مع قتل أي شخص إلا في حالة الدفاع عن النفس، وللأسف هناك مجموعات تنفذ أعمالا قتالية على الأرض من دون ضبط، والمخطئ عليه أن يعترف بخطئه حتى لو كان من الجيش الحر»، مشيرا إلى أنه «يوجد على الأراضي السورية الكثير من التنظيمات المسلحة لا تعمل تحت إمرة الجيش الحر، بعض هذه التنظيمات أوجدها النظام والبعض الآخر وجد بفعل الفلتان الأمني، ولذلك كنا وما زلنا ندعو إلى توحيد المجالس العسكرية والوحدات المقاتلة تحت راية واحدة».

ورأى عمرو أنه «إذا كان الممثل محمد رافع يحمل سلاحا ولديه قائمة بأسماء ثوار لتصفيتهم، فمعنى ذلك أنه قاتل، لكن أن يصار إلى أسره ثم قتله فهذا أمر مرفوض، لأنه حينها نتساوى في القتل مع النظام». ورأى أن رافع «هو ابن الممثل القدير أحمد رافع، وهو من جبل العرب، وعندما يستسلم أي شخص حتى لو كان من مقاتلي النظام يجب التصرف معه على أنه أسير ويمكن وضعه تحت الإقامة الجبرية في مكان آمن إلى أن يحين الوقت لنقدمه للمحاكمة، لا أن يصفى على طريقة عمل الشبيحة وأجهزة أمن النظام».