رجل دين شيعي يهدد الحكومة العراقية بالدعاء عليها ما لم تلتزم بحماية الأماكن المقدسة

مقرب من الحوزة لـ«الشرق الأوسط»: الأحزاب الدينية لا دينية

TT

هدد إمام جمعة الكاظمية القيادي في التيار الصدري حازم الأعرجي الحكومة العراقية بالدعاء عليها إذا لم تصدر قرارا يقر اللاءات الأربع في الكاظمية (لا للتبرج، لا للغناء، لا للخمر، لا للقمار)، وفيما اعتبر أستاذ في الحوزة العلمية بمدينة النجف أن «رجال الدين والمرجعيات الدينية لم تعد لديها سلطة على الحكومة ورجالاتها»، فإن الأعرجي وخلال خطبته في الجمعة الماضية بالكاظمية أكد: «إننا طالبنا مرارا وتكرارا الحكومة العراقية والجهات المسؤولة أن تقر قرارا يقر اللاءات الأربع في الكاظمية (لا للتبرج، لا للغناء، لا للخمر، لا للقمار)، حتى نحافظ على قدسية المدينة لأنها تحتضن الإمامين المعصومين الكاظم والجواد». وأوضح أنه سبق له أن قال في خطب ماضية: «إننا سوف نقيم مجالس للدعاء على المسؤولين في الحكومة المقصرين في إقرار هذا القرار الذي يحفظ حرمة الإمامين (الكاظم والجواد)»، وأضاف: «وسوف نقوم في شهر محرم الحرام بمجالس دعاء وخطب في المواكب الحسينية المنصوبة في مدينة الكاظمية وحتى من خلال قصائد الشعراء لتشكيل ضغط شعبي إسلامي على الحكومة التي تدعي الإسلام والتشيع». وانتقد الأعرجي رجال الدين والمسؤولين الحكوميين الساكنين في الكاظمية الذين لم يطالبوا بإقرار قرار يمنع دخول المتبرجات والسافرات في المدينة المقدسة، قائلا: «نأسف أن هؤلاء يحسبون على الشيعة»، حسب قوله. وأشار الأعرجي: «إذا لم يقوموا بإقرار هذا القرار، فسوف نتوجه إلى إخوتنا المسيحيين حتى يؤيدونا بإقرار هذا القرار من خلال نوابهم في مجلس النواب العراقي والمسؤولين المتنفذين لديهم، لأن السيد الشهيد الصدر خاطبهم في حياته واستجابوا له». وتابع الأعرجي: «أنا سمعت من بعض الإخوة في المحافظات يقولون إذا أردتم نساء جميلات ومتبرجات فعليكم بالذهاب إلى مدينة الكاظمية»، معتبرا أن هذا «الأمر تدنيسا لحرمة الإمامين الكاظم والجواد».

من جهته، أكد الأستاذ في الحوزة العلمية في مدينة النجف حيدر الغرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجهات الدينية لم تعد لديها في الواقع سلطة منع على الجهات الحكومية، وبالتالي، فإنها لا تملك سوى الدعاء من أجل منع هذه المظاهر السلبية في المجتمع». وأضاف الغرابي أن «المفارقة اللافتة للانتباه أن الأحزاب الدينية الحاكمة الآن صعدت إلى مواقعها الآن باسم المرجعية ورجال الدين وما كان للناس أن ينتخبوها لولا توجيهات المرجعية ورجال الدين، ولكنها تنكرت لذلك كله ولم تعد دينية سوى بالاسم فقط». وأوضح أن «المرجعية الدينية لكي تملك سلطة المنع يجب أن تكون على غرار سلطة ولاية الفقيه في إيران، ولكنها تنصح وترشد من منطلق أنها تمثل الأغلبية، ونقصد بالأغلبية هنا المتدينين الذين يتبعون نصائح المرجعية واستفادت منهم الأحزاب الإسلامية التي بدأت الآن باسم الديمقراطية تتنكر لكل التوجيهات والتعليمات التي تصدر عن رجال الدين». وكشف الغرابي أن «هناك معلومات وصلت إليهم من مصادر موثوقة أن بعض الجهات الحكومية حذرت أو أنها بصدد تحذير خطباء المنابر الحسينية في عاشوراء من عدم انتقاد الأمر الذي نرفضه رفضا قاطعا لأن هناك من يريد تقليص دور المرجعية ورجال الدين وذلك بعدم الاستماع إلى نصائحهم وتوجيهاتهم، وهو أمر لن نسمح به ونقف صفا واحدا ضده». وكانت وزارة الداخلية العراقية نفت في بيان صدر، في أغسطس (آب) الماضي الأنباء التي تحدثت عن منعها النساء غير المحجبات (السافرات) والشباب الذين يرتدون ملابس الموضة والقصيرة من الدخول إلى مدينة الكاظمية. وفي حين أكدت أن ذلك يدخل ضمن الحريات الشخصية، أشارت إلى أنها لا تضم في تشكيلاتها شرطة الآداب.