المعارضة المسلحة تسيطر على حقل نفطي في دير الزور.. و«الحر» يعلن تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا

المقداد لـ «الشرق الأوسط»: استكملت بعد اجتماعات حثيثة مع القادة العسكريين والميدانيين لتوحيد العمل العسكري

TT

أعلن الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد «الإعلان عن تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا، تضم أغلب تشكيلات وقيادات وكتائب الجيش السوري الحر»، بينما كانت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر تتواصل على أكثر من 5 جبهات في ريف دمشق وإدلب ودير الزور.. وجاء هذا الإعلان في وقت يشهد فيه ريف دمشق أشرس المعارك، بينما أعلنت المعارضة سيطرتها على حقل نفطي في دير الزور، وإسقاط طائرة عسكرية في يوم دام جديد سجلت فيه الشبكة السورية سقوط أكثر من 126 قتيلا في حصيلة أولية.

وفي تطور لافت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس استيلاء مقاتلين معارضين على حقل نفطي في المحافظة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، أسفرت عن مقتل وجرح وأسر نحو أربعين عنصرا من الجيش النظامي. وقال المرصد في بيان: «تمكن مقاتلون من لواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري من السيطرة على حقل الورد النفطي شرق مدينة الميادين، بعد حصار استمر أياما عدة»، معلنا عن «ورود معلومات حول مقتل وجرح وأسر عناصر السرية المكلفة بحراسة الحقل والبالغ عددهم نحو أربعين».

وتعرضت أنابيب نفط ومحطات ضخ عدة في السابق لعمليات تفجير في مناطق مختلفة من سوريا، ووقعت اشتباكات في محيط حقول نفطية، لكنها المرة الأولى التي يتمكن فيها المعارضون من الاستيلاء على حقل منذ بدء النزاع السوري قبل نحو عشرين شهرا. ويعتبر حقل الورد من أهم الحقول النفطية في دير الزور الحدودية مع العراق، والتي تضم أهم حقول إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في سوريا.

كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مقاتلين معارضين أسقطوا أمس طائرة حربية في محافظة دير الزور شرق سوريا. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن شهود وناشطين قولهم إن «مقاتلين من الكتائب الثائرة أسقطوا طائرة حربية كانت تشارك في قصف محيط كتيبة المدفعية عند أطراف مدينة الميادين في دير الزور، وإن الطائرة تحطمت قرب بلدة بقرص». وأشار المرصد إلى معلومات أولية عن أسر الطيار.

وفي سياق متصل، أعلن الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد «الإعلان عن تشكيل 5 جبهات قتالية في سوريا، تضم أغلب تشكيلات وقيادات وكتائب الجيش السوري الحر». وقال إن التشكيلات الخمس الجديدة «ستضم معظم مقاتلي المعارضة السورية وقياداتها، بما فيها الفصائل والتشكيلات والكتائب المقاتلة بمختلف مسمياتها على جميع الأراضي السورية»، مشيرا إلى أن الترتيبات النهائية لتلك التشكيلات «استُكملت بعد اجتماعات حثيثة مع القادة العسكريين والميدانيين، وسيجري الإعلان عنها في الساعات المقبلة، بعد الانتهاء من تسجيل البيانات المصورة».

وأشار المقداد إلى أن التشكيلات الخمس تضم «جبهة المنطقة الشمالية، وجبهة المنطقة الوسطى، وجبهة المنطقة الشرقية، وجبهة المنطقة الجنوبية، وجبهة المنطقة الغربية، بهدف توحيد صفوف المعارضة المسلحة وتفعيل العمل العسكري لإسقاط النظام». وقال إن تشكيل الجبهات الخمس «سيساهم في توطيد التنسيق بين الكتائب الثائرة وتفعيل عملياتها النوعية، فضلا عن زيادة التخطيط والتوافق على العمليات، بالإضافة إلى الكشف عن الحاجة للتسليح بما يحسن العمل الثوري».

وفي حين ينتظر أن يساهم هذا الإعلان في «زيادة العمليات النوعية ضد القوات النظامية على المحاور كافة»، حذر المقداد من «إبادة» منطقة الغوطة الشرقية وبرزة ودوما في العاصمة السورية وريفها، معتبرا أن تلك المناطق «تتعرض لحرب إبادة جراء القصف المتواصل والعنيف الذي تتعرض له».

في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية نفذت 3 غارات جوية على الغوطة الشرقية، من غير أن يحدد المناطق المستهدفة، بينما أفادت مصادر المعارضة السورية بقصف حي العسالي ومخيم اليرموك في دمشق بقذائف الهاون، كما سمع دوي انفجارات ناتجة عن القصف بالطيران على الريف الدمشقي. وأضافت المعارضة أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد جراء احتراق عدد من المنازل، بينما استمرت محاولات القوات الحكومية لاقتحام المنطقة من جهة شارع الستين وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش السوري الحر.

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن منطقة ساحة الميسات وشارع مشفى أمية شهدت انتشارا أمنيا واسعا وإغلاقا لبعض الطرق وذلك بعد اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين مقاتلين من الكتائب الثائرة وعناصر من الأمن قرب فرع الأمن السياسي في ساحة الميسات واستمرت لمدة نصف ساعة بالعاصمة.

بدورها، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 21 قتيلا في ريف دمشق، بينهم «سبعة أعدموا ميدانيا في سبينة». وأشارت اللجان إلى اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في كفر بطنا وعربين وجسرين والبلابية، وحملات دهم في القابون والقدم، وقصف تعرضت له سبينة وحي الحجر الأسود، واستمرار القصف على دوما والغوطة الشرقية في ريف دمشق.

بموازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات في محافظة إدلب والمنطقة المحيطة بها. وبينما أعلن الجيش الحر عن سيطرته على سد برادون بريف اللاذقية المتاخم لريف إدلب، أفادت قناة «سكاي نيوز» بإغلاق معبر باب السلامة بين تركيا وسوريا بسبب اشتباكات بين مجموعات مسلحة.

وتواصلت المعارك الشرسة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في بلدة معرة النعمان بغرض السيطرة على طريق سريع يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب.

من ناحيته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تعرض مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة للقصف من قبل القوات النظامية، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة هاجموا عدة حواجز عسكرية في قرى اليعقوبية وزرزور والجديدة بريف جسر الشغور، رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة، لافتا إلى خسائر وقعت في صفوف الطرفين، بالإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى إثر القصف على قرية عامود.